رايتس ووتش تتهم الأردن بـ"ترحيل جماعي" للاجئين السوريين
٢ أكتوبر ٢٠١٧
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الأردن بالقيام بـ"ترحيل جماعي" للاجئين السوريين، داعية المملكة إلى الامتناع عن إعادة هؤلاء إلى سوريا قبل التأكد من أنهم "لن يواجهوا خطر التعذيب أو الأذى الجسيم"، والأردن ينفي.
إعلان
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير من 23 صفحة بعنوان "لا أعرف لماذا اعادونا، ترحيل وإبعاد الأردن للاجئين السوريين"، إن "السلطات الأردنية تقوم بترحيل جماعي للاجئين سوريين، بما في ذلك إبعاد جماعي لأسر كبيرة". وأضافت أنه "في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2017، رحلت السلطات الأردنية شهريا نحو 400 لاجئ سوري مسجل إضافة إلى حوالي 300 ترحيل يبدو أنها طوعية للاجئين مسجلين". وأشارت إلى أن نحو "500 لاجئ غيرهم يعودون شهريا إلى سوريا في ظروف غير واضحة".
ونقل التقرير عن بيل فريليك، مدير قسم حقوق اللاجئين في المنظمة قوله إنه "على الأردن ألا يرسل الناس إلى سوريا من دون التأكد من أنهم لن يواجهوا خطر التعذيب أو الأذى الجسيم، ومن دون إتاحة فرصة عادلة لهم لإثبات حاجتهم للحماية". وتابع: "لكن الأردن أبعد مجموعات من اللاجئين بشكل جماعي وحرم الأشخاص المشتبه بارتكابهم خروقات أمنية من الإجراءات القانونية الواجبة، وتجاهل التهديدات الحقيقية التي يواجهها المبعدون عند عودتهم إلى سوريا".
الأردن "ملزم باحترام القوانين الدولية"
وأشارت المنظمة إلى أن عدد سكان مخيم الزعتري انخفض من 203 آلاف خلال ذروته في نيسان/أبريل من عام 2013 إلى 80 ألفا بحلول تموز/يوليو 2017 . وشددت المنظمة على أن الأردن ملزم بمبدأ القانون الدولي العرفي، المتمثل بعدم الإعادة القسرية للاجئين إلى أماكن، قد يتعرضون فيها للاضطهاد، أو تعريض أي شخص لخطر التعذيب أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.
وتؤوي المملكة نحو 680 ألف لاجئ سوري فروا من الحرب في بلدهم منذ آذار/مارس 2011 مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، يضاف إليهم بحسب الحكومة، نحو 700 ألف سوري دخلوا الأردن قبل اندلاع النزاع.
الأردن ينفي
من جهته، نفى الأردن اتهامات هيومن رايتس ووتش. ونقلت صحيفة "الغد" عن محمد المومني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن المملكة تنفذ أحكام القانون الدولي المرتبطة بهذا الأمر وأن عودة اللاجئين تكون طوعية، وليست إلى مناطق بها أي خطر عليهم.
وأضاف المومني أن الأردن "يتمنى على المنظمات مراعاة الدقة في هذه الشؤون السيادية، وأن يقدروا دور المملكة الإنساني الكبير بهذا الشأن، وعليهم أيضا مطالبة العالم بدعم الدول المضيفة للاجئين، والضغط على باقي الدول لاستيعاب مزيد من اللاجئين"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "أمن الأردن والأردنيين فوق كل اعتبار".
ح.ز / و.ب (أ.ف.ب، د ب أ)
مشفى مجّاني في الأردن لمعالجة جرحى الحروب العربية
إنه بارقة الأمل الأخيرة لكثير من المرضى العرب: المستشفى الجراحي التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في عَمَّان. هناك يتم مجّاناً معالجة جرحى الحروب من بلدان الشرق الأوسط: من سوريا والعراق واليمن وغزة.
صورة من: DW/T. Kraemer
المرضى يأتون من قطاع غزة الفلسطيني ومن سوريا والعراق واليمن وبلدان عربية أخرى إلى المستشفى الجراحي. مشروع منظمة "أطباء بلا حدود" قائم منذ عام 2006. والسنة الماضية 2015 تم توسيع المستشفى الذي يعرض العلاج المجاني للمصابين.
صورة من: DW/T. Kraemer
المستشفى الخاص يوجد في العاصمة عمان. المملكة الهاشمية كانت دوما ملجأ للاجئين من الدول المجاورة. فمن سوريا وحدها أحصت هيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نحو 630 ألف سورياً في الأردن. ومرضى المستشفى يبقون في الغالب طوال شهور من أجل العلاج ويعيشون خارج المستشفى.
صورة من: DW/T. Kraemer
ساعة الاستشارة عند الدكتور مخلد سعود. يدا المريض الشاب من العراق مشوهتان. سيارة انفجرت بالقرب منه. ويقول الجراح التجميلي الذي ينحدر من العراق: "كل شخص هنا له قصة مفجعة". ويضيف: "كطبيب يجب عليّ الفصل بين المشاعر والعمل. خلال العملية أحتاج إلى قلب قوي وسكين حاد".
صورة من: DW/T. Kraemer
محادثة قصيرة قبل العملية: الجراح التجميلي الدكتور مخلد سعود يهدئ المريض من اليمن الذي كان يعاني في الجزء الأعلى من جسمه من حروق شديدة، وهو الآن يتألم بسبب الجلد الملتئم. أكثر من 3600 مريض تلقوا العلاج هنا خلال السنوات العشر الماضية، بحسب "أطباء بلا حدود".
صورة من: DW/T. Kraemer
في قاعة العمليات بالمستشفى: الأطباء متخصصون في معالجة الإصابات البليغة في الحروب وانعكاساتها. المستشفى يستقبل مرضى يعانون من إشكاليات معقدة لا تلقى العلاج في بلدانهم الأصلية.
صورة من: DW/T. Kraemer
قد يستغرق الوقت شهورا حتى يتمكن مريض بعد بتر ساقه من المشي مجددا. ويشمل العلاج رعاية نفسية وجسدية. "الأطباء يعتنون بالجروح الجسدية، وعندنا يحصل المريض على الدعم في التعامل مع وضعه الجديد"، يقول الأخصائي في العلاج الطبيعي سجدي معلا.
صورة من: DW/T. Kraemer
شاب سوري يتعلم -بعد ثلاث عمليات- المشي بساقه الصناعية. "لا أفكر كثيرا فيما يخبؤه لي المستقبل"، يقول الشاب البالغ من العمر 26 عاما. "الأمر المهم الآن هو أن أتمكن مجددا من المشي، خطوة خطوة". هذا الشاب موجود في المستشفى منذ سبعة أشهر.
صورة من: DW/T. Kraemer
المستشفى يعرض أيضا الرعاية النفسية. الطبيب طلحة العلي يعتني يوميا بالمرضى الصغار. ويقول آل علي: "كل طفل يتعامل بطريقة مختلفة مع ما عايشه، البعض جد نشط، وآخرون لهم كوابيس والبعض الآخر ملتبس ويطرح أسئلة كثيرة". إنهم بحاجة إلى الرعاية. جميع المرضى لهم مرافق خلال فترة العلاج.
صورة من: DW/T. Kraemer
يعد المستشفى مكانا آمنا للتعود على الحياة الجديدة. ويقول طبيب: "كل شخص هنا له أثر جرح أو إعاقة ولا أحد ينظر إليه مستغربا. ولكن الأمر الصعب هو أن يدبر المرء أمره مجددا في الحياة اليومية خارج المستشفى".