انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش بشدة موقف مجلس الأمن الدولي حيال الأزمة في جنوب السودان واتهمته باعتماد "استراتيجية خاسرة" في هذا البلد، فيما أعلنت كل من لولايات المتحدة إجلاء موظفيها الأساسيين من جوبا عاصمة جنوب السودان.
إعلان
وجهت منظمة هيومن رايتس ووتش الانسانية انتقادات شديدة إلى موقف مجلس الأمن الدولي حيال الأزمة في جنوب السودان واتهمته باعتماد "استراتيجية خاسرة" في هذا البلد. وأصدرت مساعدة مدير المنظمة المسؤولة عن العلاقات مع مجلس الأمن الدولي بيانا بهذا الصدد فيما كانت تجري مناقشات مغلقة دعا إليها المجلس اثر المعارك العنيفة التي شهدتها جوبا عاصمة جنوب السودان في الأيام الأخيرة بين القوات الحكومية والمتمردين السابقين. وجاء في البيان إن "مجلس الأمن عوّل لفترة أطول مما ينبغي على حسن إرادة قادة جنوب السودان (...) ولوح بتهديدات فارغة بفرض حظر على الأسلحة وعقوبات فردية". وتابعت كومار "إن أحداث نهاية الأسبوع تثبت أن هذه الإستراتيجية الخاسرة فشلت".
وأدت المعارك بين القوات الموالية للرئيس سلفا كير والمتمردين بقيادة نائبه رياك مشار إلى سقوط ما لا يقل عن 270 قتيلا في نهاية الأسبوع، وفق وسائل إعلام محلية، وفر ألاف السكان من العاصمة هربا من المعارك الكثيفة التي كانت لا تزال متواصلة. ورأت المنظمة أن على مجلس الأمن أن "يعلن بوضوح أن الهجمات على مدنيين لن تكون مقبولة وان القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة ستستخدم كل القوة التي يسمح بها تفويضها وقدراتها العسكرية لحماية المدنيين".
60 عاماً من الحرب والسلام في جنوب السودان
عاد قائد المتمردين في جنوب السودان ريك مشار إلى العاصمة جوبا، قادماً من منفاه في أثيوبيا. وبمقتضى اتفاق السلام الموقع بينهما في شهر آب/ أغسطس 2015 يعيد الرئيس سيلفا كير تعيين مشار نائباً له بحماية عسكرية خاصة به.
صورة من: AFP/Getty Images
بعد حرب استقلال طويلة ودامية، انفصل الجزء الجنوبي من السودان وقامت عليه جمهورية جنوب السودان. واندلعت هذه الحرب عام 1955، حيث قاتل مسيحيو جنوب السودان من أجل الاستقلال عن الشمال حتى قبل أن ينقل المستعمرون البريطانيون صلاحياتهم إلى حكومة الخرطوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Pendl
تمتع جنوب السودان نسبياً بحالة من السلم والحكم الذاتي للفترة من عام 1972 إلى 1983، قبل أن يسقط مجدداً في أتون حرب أهلية. وخاضت الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري قتالاً، قاده الجنرال جون قرنق، ثم سرعان ما انقسمت الحركة بين سيلفا كير ورياك مشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rosenthal
في يناير/ كانون الثاني 2011 صوت سكان جنوب السودان لصالح الاستقلال في استفتاء شعبي. وصار سيلفا كير رئيساً للدولة ورياك مشار نائباً له. واستندت الدولة الوليدة على اتفاق سلام أبرمه قرنق عام 2005 قُبيل مقتله في حادث تحطم مروحية بعد أسابيع من التوقيع.
صورة من: AP
لكن التحالف بين خصوم الأمس وحلفاء اليوم لم يدم طويلاً، فبعد سنتين من إعلان الاستقلال في تموز/ يوليو 2013 تجاهل الرئيس كير نائبه مشار وجميع أعضاء الحكومة الآخرين. وفي خطوة ذات دلالة ارتدى بزته العسكرية مجدداً عند إلقائه إحدى خطاباته أمام وسائل الإعلام، متهماً مشار وحلفاءه بمحاولة الانقلاب عليه. وكانت تلك بداية الحرب الأهلية مستمرة.
صورة من: Reuters
لقي خمسون ألف شخص على الأقل حتفهم في هذا النزاع، وأُجبر أكثر من 2.4 مليون شخص على ترك منازلهم، وفشلت جميع محاولات إنهائه. وفي أيار/ مايو 2014 أُعيد تشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة مكونة من 14000 عنصر للانتشار في مواقع محددة لحماية المدنيين.
صورة من: Reuters
تمخض لقاء بين كير (يسار الصورة) ومشار (يمين الصورة) في أيار/مايو 2015 بأديس أبابا عن اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما بعث الآمال مجدداً بتحقيق السلام، لكن تلك الآمال سرعان ما تبخرت، إذ اندلع القتال بين أنصارهما بعد ساعات من التوقيع. وأخفق القائدان في الالتزام بالاتفاق والأسوأ من ذلك أنهما فقدا السيطرة على المقاتلين التابعين لهما بحسب ما قال مراقبون.
صورة من: Reuters
بصعوبة ولد اتفاق السلام الأخير الموقع في آب/ أغسطس 2015، إذ رفض الرئيس سيلفا كير في البدء التوقيع لكنه رضخ أخيراً للضغوط الدولية. كان جزء من الصفقة هو ضمان حماية عودة مشار من منفاه في أثيوبيا. وتمثل الخلاف الرئيسي بعدد الجنود ونوعية الأسلحة التي ستكون تحت سيطرته في جوبا.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
بينما حول النزاع البلاد إلى ركام من الدمار قال مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سعيد رعد الحسين إن كلاً من القوات الحكومية والمتمردين يلجؤون إلى الاغتصاب كوسيلة للإرهاب والحرب. وهو ما دفع مجلس الأمن لإرسال لجنة للتحقيق في هذا الشأن.
صورة من: GetttyImages/AFP/C. Lomodon
8 صورة1 | 8
ميدانيا تجددت الاشتباكات وإطلاق النار في جوبا عاصمة جنوب السودان اليوم (الاثنين 11 يوليو/ تموز 2016). وقتل العشرات في اشتباكات اندلعت للمرة الأولى يوم الخميس بين الموالين لكير وأنصار مشار الذي قاد المتمردين خلال حرب أهلية استمرت عامين. وأثار تفجر القتال من جديد مخاوف من عودة الصراع الشامل.
في سياق متصل أمرت وزارة الخارجية الأمريكية مساء الأحد الموظفين غير الأساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلاد، ودعت المواطنين الأمريكيين هناك إلى اتخاذ احتياطات السلامة، مشيرة إلى أن قدرة السفارة على تقديم خدمات الطوارئ "محدودة للغاية". كما أعلنت اليابان أنها ستجلي موظفي إغاثة حكوميين وأن طائرة نقل عسكري ستساعد مواطنين يابانيين آخرين على مغادرة البلاد,