الصاروخ الحوثي على مطار الرياض "قد يشكل جريمة حرب"
٧ نوفمبر ٢٠١٧
رجحت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن يكون الهجوم على مطار الرياض الدولي عبر صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي وعلي عبد الله صالح، "جريمة حرب"، مشددة في ذات الوقت أنه "لا يبرر أن تزيد السعودية من الكارثة الإنسانية" اليمنية.
إعلان
اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية اليوم الثلاثاء (السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017) أن الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه الرياض قد يشكل "جريمة حرب"، داعية السعودية في الوقت ذاته إلى عدم الرد بزيادة القيود على إدخال المساعدات إلى البلد الغارق في نزاع مسلح.
وكانت السعودية قد أكدت السبت اعتراض قواتها صاروخا باليستيا فوق مطار الرياض أطلقه المتمردون الحوثيون باتجاه العاصمة السعودية، ما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار. واتهمت الرياض طهران التي تمد جماعة الحوثي الأسلحة بتنفيذ "عدوان عسكري مباشر" على أراضيها.
وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان "يبدو أن الحوثيين ارتكبوا جريمة حرب بإطلاق صاروخ بالستي عشوائي على مطار مدني"، مضيفة أن الهجوم "هو الأحدث في سلسلة غارات عشوائية بالصواريخ الباليستية شنّتها قوات الحوثي-صالح على المملكة، وإن كانت أول مرة تصل العاصمة".
وبعيد اعتراض الصاروخ، قرر التحالف إغلاق منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية بشكل مؤقت "من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية".
غير أن المنظمة الحقوقية شددت على أن هذا "الهجوم غير القانوني لا يبرر أن تزيد السعودية من الكارثة الإنسانية اليمنية بزيادة القيود على المساعدات وإمكانية الدخول إلى اليمن".
وخلّف النزاع أكثر من 8650 قتيلا وأكثر من 58 ألف جريح منذ التدخل السعودي، بحسب أرقام الأمم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)
العلاقات السعودية اليمنية: محطات في تاريخ "جيرة" متوترة
يسجل منحنى العلاقات السعودية اليمنية نقاط ارتفاع وهبوط ، إلا أن التوتر هو العنصر الأبرز في العلاقات بين المملكة الغنية بالنفط وجارتها الفقيرة. محطات تاريخية تلقي الضوء على أبرز نقاط التوتر في العلاقات بين البلدين.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
خلافات رغم الاتفاقيات
23 مادة تمت صياغتها عام 1934 ضمن ما يعرف بـ"معاهدة الطائف"، للتخلص من التوتر بين المملكة السعودية وما كان يعرف وقتها بالمملكة المتوكلية اليمنية وترسم الحدود بشكل واضح بين البلدين. المعاهدة كانت نتيجة مفاوضات وجهود وساطة بهدف وضع نهاية للحرب السعودية اليمنية التي اشتعلت في عشرينات القرن الماضي نتيجة الصراع على السيطرة على بعض المدن.
صورة من: Imago/Kyodo News
خيوط سياسية متشابكة
اعتبرت السعودية على مدار التاريخ لاعبا مهما عندما يتعلق الأمر باليمن حتى وإن لم تكن على صلة مباشرة بالأحداث، فبعد قيام ثورة ضد المملكة المتوكلية اليمنية عام 1962 وانقلاب عبد الله السلال على محمد البدر حميد الدين وإعلان قيام الجمهورية في اليمن، فر الأخير إلى السعودية التي تلقى منها الدعم، في حين تلقى أنصار الجمهورية الدعم من الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر. استمرت الحرب لثمان سنوات.
صورة من: picture-alliance/United Archiv
صالح والسعودية..الصديق العدو!
تباين واضح في الخط البياني للعلاقة بين الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح والجارة السعودية، بدأ بحرب الخليج عام 1990 عندما تدهورت العلاقات بشكل واضح بين الرياض وصنعاء بعد أن أبدى صالح تعاطفه مع نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عقب غزوه الكويت.
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أزمات متواصلة
بعد أعوام قليلة تأزمت العلاقات بين الرياض وصنعاء بشكل كبير من جديد، خلال حرب الانفصال اليمنية أو ما يعرف بحرب صيف 1994، عندما وقفت السعودية بجانب "الحزب الاشتراكي اليمني" في عدن والذي أعلن الانفصال خلال الحرب الأهلية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
التنقل بين مقاعد الحلفاء والخصوم
ظهر التقلب الشديد في العلاقات بين صالح والسعودية بوضوح بعد اندلاع الثورة في اليمن عام 2011، ومساندة السعودية لصالح، لكن الوضع انقلب للنقيض عندما قدم صالح الدعم للحوثيين، أحد ألد الأعداء للرياض.
صورة من: ap
الحدود: اتفاقيات قديمة وخلافات حديثة
رغم التوقعات بأن التوقيع على اتفاقية نهائية لترسيم الحدود بين الجارتين عام 2000، سيضفي المزيد من التناغم على العلاقة بين البلدين، إلا أن الاتفاقية تسببت في غضب داخل اليمن واتهامات لصالح بالتنازل عن إقليم عسير مقابل مبلغ ضخم. وفي عام 2012، خرجت حركة حقوقية يمنية لتطالب باستعادة أراضي يمنية تضمها محافظتا نجران وجيزان السعوديتان، مؤكدة أن صالح قد تنازل عنها للسعودية مقابل مبالغ مالية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
ذروة الخلاف
تسبب "الربيع العربي" في تغيرات كبيرة في خارطة العلاقات السياسية في العالم العربي، وكان من أسباب توتر العلاقات بشكل ملحوظ بين السعودية واليمن، والتي بلغت ذروتها في ربيع 2015 عندما قادت السعودية التدخل العسكري في اليمن. وتشير تقارير دولية إلى سقوط أكثر من 8500 قتيل ونحو 50 ألف جريح منذ بدء التدخل العسكري.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
هل حان وقت إنهاء الأزمة؟
في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الانسانية والمعيشية في اليمن الذي يواجه الفقر والكوليرا، والتكلفة الضخمة التي تقع على عاهل السعودية بسبب التدخل العسكري في اليمن، تزيد التوقعات بإمكانية تسوية الأزمة قريباً، لاسيما مع رياح تغيير بدأت تهب في السعودية في الفترة الأخيرة.
صورة من: REUTERS/A. Zeyad
العمالة اليمنية في السعودية: الخاسر الدائم
تدهور الأحوال المعيشية لا يقتصر على اليمنيين في الداخل فحسب، بل إن أوضاع العمالة اليمنية في السعودية تتأثر بشكل كبير بالتطورات السياسية بين البلدين، لاسيما وأن تقديرات يمنية تشير إلى أن السعودية الغنية بالنفط، هي الوجهة الأولى لنحو 80 بالمئة من العمالة اليمنية في الخارج.