طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الفيفا والاتحاد الألماني لكرة القدم بزيادة الضغط على قطر التي تستعد لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، داعية المنتخب الألماني المتأهل للمونديال إلى "إدراك الوضع بأكمله" قبل الذهاب.
إعلان
طالب مدير فرع منظمة "هيومن رايتس ووتش" في ألمانيا، فينزل ميخالسكي، الاتحاد الألماني لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بزيادة الضغط على قطر التي تتأهب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022، وذلك مع اقتراب ختام التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال.
وقال ميخالسكي في تصريحات نشرتها صحيفة "تاغس شبيغل" اليوم الأحد (السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2021): "على الاتحاد الألماني أن يعلن بوضوح أين تكمن أوجه القصور في حقوق الإنسان (في قطر)"، وأضاف: "من ناحية لكي نوضح أننا ندرك إلى أين نحن ذاهبون، ومن ناحية أخرى، لمنع استغلال كأس العالم لأغراض دعائية".
وتابع ميخالسكي: "الفيفا والاتحاد الألماني، الجميع يمكنه ويجب عليه ممارسة الضغط. تلك القيم - العدل والمساواة وحرية الرأي – بعيدة عن التطبيق بالشكل الكافي في قطر". وأشار ميخالسكي إلى أن الاتحاد الألماني لكرة القدم :"يدرك مسؤوليته أكثر من الفيفا"، وأضاف أنه لا يزال يجب على الاتحاد الألماني التأكد من "أن مقدمي الخدمات الذين سيتعامل معهم المنتخب في قطر، يراعون حقوق الإنسان".
وتأهل المنتخب الألماني بالفعل إلى نهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر وسيختتم مشواره في التصفيات الأوروبية بمواجهة منتخب ليشتنشتاين في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري ومواجهة منتخب أرمينيا بعدها بثلاثة أيام.
وتقام نهائيات كأس العالم في قطر في الفترة ما بين 21 تشرين الثاني/نوفمبر و18 كانون الأول/ديسمبر 2022، وكان الحديث قد دار حول احتمالات مقاطعة أوروبية للبطولة، لكن جرى رفض ذلك بشكل قاطع.
وواجهت قطر انتقادات على نطاق واسع حول سجلها في ما يتعلق بحقوق العمال، وقد أبدى المنتخب الألماني وغيره احتجاجات عبر ارتداء قمصان خاصة ولافتات، وذلك اعتباراً من انطلاق التصفيات في آذار/مارس الماضي.
مونديال قطر 2022: اتهامات متلاحقة...فهل ستفسد العرس الكروي؟
01:48
وقال هانزي فليك المدير الفني للمنتخب الألماني إن تلك التصرفات كانت إيجابية، وذلك في الوقت الذي كان يواخيم لوف لا يزال يشغل فيه منصب المدير الفني للمنتخب قبل أن يحل مكانه فليك. وقال فليك :"تعبيرات مثل ارتداء شارات تحمل ألوان قوس قزح أو الجثو على ركبة (احتجاجاً على العنصرية)، تمثل قيم المنتخب الوطني والاتحاد الألماني، وقيم كرة القدم"، وأضاف :"لا يجب علينا التحدث مع اللاعبين بهذا الشأن، فنحن سنشارك دائماً".
لكن فليك اعترف أيضاً بضرورة وضع حدود لما يمكن فعله، وأضاف: "بصفتنا الجهاز الفني الجديد للمنتخب، عقدنا العزم على أن يكون تركيزنا على كرة القدم في المقام الأول"، وتابع :"الرياضة ستكون ويجب أن تكون صاحبة الأولوية. أمامنا فترة قصيرة للغاية قبل كأس العالم".
ويأمل ميخالسكي أن يكون فليك ولاعبوه على دراية للوضع بأكمله في قطر قبل التوجه إليها في العام المقبل لخوض كأس العالم. وقال إنهم "سيجدون فقط الهندسة المعمارية الرائعة والرفاهية الهائلة. كل شيء ساحر وفاتن: مراكز التسوق والعلامات التجارية بأفضل تصميم، والحانات الرياضية الأمريكية مع الجعة الأمريكية، ونوادل يتحلون باللطف ويرتدون أزياء موحدة لطيفة".
وأضاف ميخالسكي أنه يجب على المدرب ولاعبي الفريق "أن يعتمدوا على ما توصل إليه نشطاء حقوق الإنسان والنقابيون والصحفيون في أبحاثهم".
م.ع.ح/أ.ح (د ب أ)
في صور.. معتقلو رأي وملفات حقوقية ساخنة في الخليج
يوم 17 يونيو 2012 شهد اعتقال رائف بدوي. ليس هذا المدون السعودي معتقل الرأي الوحيد في الخليج، بل هناك العشرات غالبيتهم تتركز في السعودية والإمارات والبحرين. ورغم كل المناشدات إلاّ أن عددا منهم لا يزالون رهن الاعتقال.
صورة من: picture-alliance/dpa/empics/Canadian Press/P. Chiasson
أحمد منصور- الإمارات
يوجد العديد من معتقلي الرأي في الإمارات، منهم الناشط الحقوقي الإماراتي أحمد منصور الذي حُكم عليه عام 2018 بالسجن لمدة 10 سنوات وغرامة مليون درهم إماراتي (حوالي 270 ألف دولار أمريكي) بسبب منشورات على مواقع التواصل. قالت منظمات حقوقية إنه يتعرض لانتهاكات خطيرة منها السجن الانفرادي وتدهور وضعه الصحي. عُرف بنشاطه الحقوقي الذي جلب له متاعب كبيرة مع السلطات الإماراتية.
صورة من: Reuters/N. Monteiro
رائف بدوي- السعودية
هو المؤسّس المشارك للشبكة الليبرالية السعودية، اعتقل عام 2012 بتهمة "إهانة الإسلام" وحُكم عليه بألف جلدة وبالسجن عشر سنوات. وتسبب تنفيذ حكم الجلد عليه علناً في إثارة انتقادات دولية واسعة للسعودية. يسعى البرلمان الكندي لمنح الجنسية له للضغط من أجل إطلاق سراحه. اعتقلت كذلك أخته سمر بدوي نتيجة نشاطها الحقوقي، ولا تزال في السجن منذ 2018 رفقة مجموعة من معتقلي الرأي.
صورة من: picture alliance/dpa
سلمان العودة- السعودية
الداعية الشهير اعتقلته السلطات السعودية عام 2017 في أعقاب الأزمة مع قطر، جاء اعتقاله بعد تدوينة دعا فيها الله إلى "التأليف بين قلوب ولاة الأمور لما فيه خير الشعوب". واتهمته السلطات بالانتماء إلى جماعة محظورة لكن لم تصدر حكما في قضيته. يعاني متاعب صحية كبيرة في السجن وتقول مواقع معارضة إن اعتقاله أتى بعدما رفض كتابة تغريدات تقف إلى جانب السلطة في ملف الأزمة مع قطر.
صورة من: Creative Commons
الخواجة وعلي سلمان - البحرين
لا تختلف البحرين في قضبتها الحديدية عن جارتها السعودية، يوجد عدد من معتقلي رأي لديها منهم عبد الهادي الخواجة، مؤسس مركز الخليج لحقوق الإنسان، والذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة منذ الحكم عليه منذ عام 2011 بسبب مشاركته في الاحتجاجات السلمية في سياق الربيع العربي. كما يقضي الأمين العام لحزب الوفاق، الشيخ علي سلمان عقوبة مشابهة.
صورة من: DW
العمالة الأجنبية في قطر
اعتقل الناشط الكيني مالكولم بيدالي شهر مايو/أيار 2021، وهو حارس أمن ومدون اشتهر بالكتابة عن أوضاع العمال الأجانب في قطر. طالبت العفو الدولية بالإفراج عنه، لكن السلطات وجهت له تهمة تلقي أموال أجنبية بغرض نشر معلومات مضللة، قبل أن تفرج عنه لاحقا. ولم ترد تقارير من المنظمات الحقوقية الدولية عن وجود معتقلين قطريين حاليين في السجون لكن هناك انتقادات كبيرة لقطر في ملف العمالة الأجنبية.
صورة من: Maya Alleruzzo/AP Photo/picture-alliance
معتقلو "البدون" ـ الكويت
أكبر معركة حقوقية في الكويت هي معركة البدون "عديمي الجنسية". أدى نشطاء الضريبة غاليا بسبب احتجاجات سلمية. أدين ثلاثة منهم عام 2020 بالسجن بين المؤبد و10 سنوات. اعتبرت منظمة العفو الدولية الأحكام بحقهم دليلا آخر على رفض السلطات الاعتراف بحقوقهم وإلغاء التمييز المجحف بحقهم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
اعتقالات مضادة
لا تعتقل الدول الخليجية مواطنيها فقط، بل حتى الحاملين لجنسيات جيرانها، سبق لعمان أن حكمت بالسجن على مواطنين إماراتيين ضمن ستة متهمين بـ"المساس بسلامة أراضي البلاد"، قبل أن تفرج عنهم عام 2021 في سياق صفقة تبادلية مع الإمارات التي أفرجت بدورها عن العماني عبد الله الشامسي وهو طالب أدين بتهمة التخابر مع قطر عام 2017 وذلك في سياق توتر عماني إماراتي صامت.