1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ربع قرن على تدخل الناتو وألمانيا بحرب كوسوفو.. ويستمر الجدل!

١٠ يونيو ٢٠٢٤

أعلن رسمياً عن انتهاء حرب كوسوفو في العاشر من يونيو/ حزيران عام 1999، بعد تدخل الناتو ضد ما تبقى آنذاك من يوغوسلافيا. وكانت هذه أول مهمة قتالية للحلف دون تفويض من الأمم المتحدة وبمشاركة ألمانية.

ألباني من كوسوفو يبكي أقاربه الذين قتلوا في الحرب في مقبرة في بلدة ميجا بالقرب من بلدة جاكوفا، حيث قتل في 27 نيسان/أبريل 1999 الجنود الصرب وميلشيات ما يقرب من 400 مدني من ألبان كوسوفو، بما في ذلك العديد من القاصرين.
ألباني من كوسوفو يبكي أقاربه الذين قتلوا في الحرب في مقبرة في بلدة ميجا بالقرب من بلدة جاكوفا، حيث قتل في 27 نيسان/أبريل 1999 الجنود الصرب وميلشيات ما يقرب من 400 مدني من ألبان كوسوفو، بما في ذلك العديد من القاصرين.صورة من: Visar Kryeziu/AP Photo/picture alliance

أعلن عن انتهاء حرب كوسوفو في العاشر من يونيو / حزيران 1999. وفي ذات اليوم، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك القرار رقم 1244، الذي أنهى القتال بشكل رسمي بعد أن كان قد أوقف قبل ذلك بيوم.

قبل شهرين ونصف وفي مساء يوم 24 مارس / آذار من عام 1999، بدأ حلف شمال الأطلسي الناتو  أولى عمليات القصف لأهداف في بقية يوغوسلافيا (المكونة من صربيا والجبل الأسود). وكانت هذه أول مهمة قتالية للحلف دون تفويض من الأمم المتحدة والأولى للجيش الألماني. واعتبر ذلك بمثابة "كسر محرمات" من قبل حلف شمال الأطلسي على خلفية التدخل دون وجود تفويض من الأمم المتحدة. وبالنسبة للشعب الألماني كسرت مشاركة جيشه أحد "المحرمات" بعد الحرب العالمية الثانية. وكان الناتو يهدف إلى إجبار الجيش اليوغوسلافي على الانسحاب من كوسوفو من أجل منع عمليات التهجير وانتهاكات حقوق الإنسان ضد ألبان-كوسوفو الذين يعيشون هناك.

نظرة على التاريخ

بدأ تفكك يوغوسلافيا في عام 1991 بإعلان استقلال كل من سلوفينيا وكرواتيا ومقدونيا. وتبعتها البوسنة في عام 1992. بدأت صربيا الحرب ضد سلوفينيا وكرواتيا والبوسنة، ولم تنج سوى مقدونيا من نيران الحرب. وفي كوسوفو ظهرت أيضاً إشارات تصعيد محتمل: ففي عام 1989، قرر رئيس صربيا الشيوعية، سلوبودان ميلوسيفيتش، إلغاء الحكم الذاتي الذي كان يتمتع به إقليم كوسوفو. قبل ذلك التاريخ كانت تتم عمليات تسريح الألبان من إدارات الدولة والقطاع العام مثل الصحة والتعليم في كوسوفو على قدم وساق، ولكنها توسعت بشكل كبير منذ إلغاء الحكم الذاتي. 

انطلقت مقاومة غير عنيفة من ألبان كوسوفو، بقيادة الكاتب إبراهيم روجوفا، الذي أصبح فيما بعد مؤسس الدولة وأول رئيس لكوسوفو. ومنذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، أصبح مؤيدو المقاومة العنيفة ضد صربيا يتمتعون بشعبية متزايدة وتم تأسيس "جيش تحرير كوسوفو" (UÇK). وسرعان ما تطورت هذه المقاومة إلى جيش نظامي في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي.

بعد ذلك وقعت هجمات إرهابية طالت مراكز الشرطة في صربيا. غير أن رد بلغراد على هذه الهجمات جاء في صورة عنف غير متناسب. وفي نهاية المطاف أدى الصراع المسلح إلى حرب كوسوفو، في البداية داخل يوغوسلافيا، خلال العامين 1998/1999. وكان السبب المباشر لتدخل الناتو اكتشاف جثث أربعين قتيلاً من ألبان-كوسوفو في قرية راتشاك في يناير/كانون الثاني 1999. وتحدث مراقبون دوليون عن وقوع عمليات قتل جماعي، وهو ما أنكره حكام بلغراد.

المفاوض الأمريكي ريتشارد هولبروك والرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش عام 1995 يبحثان إنهاء حرب البوسنة صورة من: dpa/picture-alliance

فشل الدبلوماسية في رامبوييه

ضمن محاولات دبلوماسية أخيرة قام بها الأوروبيون والولايات المتحدة لإجبار ألبان وصرب كوسوفو على إنهاء القتال بموجب اتفاق، جرت مفاوضات السلام في رامبوييه بالقرب من باريس في فبراير/ شباط عام 1999 تحت قيادة مجموعة اتصال البلقان. لكن المفاوضات باءت بالفشل. كما باءت المحاولة الأخيرة من المبعوث الأمريكي الخاص آنذاك، ريتشارد هولبروك، لإقناع رجل صربيا القوي آنذاك، سلوبودان ميلوسوفيتش، بتقديم تنازلات، بالفشل أيضاً.

خلال الفترة التي سبقت القصف الذي شنه حلف شمال الأطلسي، وجه ساسة غربيون، بما في ذلك الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، على وجه الخصوص، اتهامات لصربيا بالتخطيط للإبادة الجماعية في كوسوفو. بسبب الفشل المحتمل جراء معارضة روسيا والصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لم يسع الناتو للحصول على تفويض من الأمم المتحدة.

بالنسبة للائتلاف الحكومي في ألمانيا، والمكون آنذاك من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر، كانت المشاركة في حرب كوسوفو بعدة طائرات مقاتلة قراراً مثيراً للحساسية والجدل حينها بين دعاة السلام ودعاة الحرب في البلد.

قوبلت المشاركة الألمانية في حرب كوسوفو باحتجاج شديد من قبل بعض الألمانصورة من: picture-alliance/dpa

خطة "حدوة الحصان"

بررت برلين مشاركتها لوجود خطة صربية مزعومة عرفت بـ "حدوة الحصان". وكانت الخطة، التي زُعم أنها وُضعت في بلغراد، تهدف إلى تهجير الألبان عبر الحدود الجنوبية لكوسوفو إلى ألبانيا. لم يتم التأكد من مدى وجود هذه الخطة، لكن ما لا شك فيه هو أن مئات الآلاف من ألبان كوسوفو فروا أو طردوا.

تتفق معظم آراء الخبراء اليوم على أن السبب وراء استمرار حرب الناتو لأكثر من أحد عشر أسبوعاً يعود بشكل كبير إلى الحسابات الخاطئة للطرفين. فقد كان الناتو مقتنعاً بأن ميلوسيفيتش سيرسل إشارات تنم عن رغبته بالتفاوض بعد أيام قليلة من القصف.

في المقابل، كانت هناك تكهنات في بلغراد بأن الناتو سوف يتراجع في نهاية المطاف وينحو للتسوية على طاولة التفاوض. لكن ميلوسيفيتش هو من تراجع في النهاية، على الأرجح بضغط من موسكو. وكانت روسيا، المتضررة اقتصادياً آنذاك، في حاجة إلى التعاون مع الغرب، وهو ما يؤكده الممثل الخاص السابق للاتحاد الأوروبي في كوسوفو، النمساوي، فولفغانغ بيتريتش.

شارك الجيش الألماني في حرب كوسوفو عام 1999 بـ14 طائرة مقاتلة من طراز تورنادوصورة من: U.S. Air Force/Newscom/picture alliance

قرار الأمم المتحدة رقم 1244 واتفاق "كومانوفو"

تم التوصيل لاتفاقين أنهيا الحرب. وقد نص الاتفاق العسكري الذي تم التوصل إليه في كومانوفو في التاسع من يونيو/حزيران 1999، وهي بلدة تقع فيما يعرف الآن بمقدونيا الشمالية، على انسحاب الجيش اليوغوسلافي والشرطة الصربية من كوسوفو وانتقال المسؤولية الأمنية للمنطقة إلى الناتو، كما نص الاتفاق على نزع سلاح "جيش تحرير كوسوفو" (UÇK).

وبعد يوم واحد، فقط، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القرار رقم 1244، المعروف أيضاً باسم "قرار كوسوفو". وقد شكل الأساس القانوني الدولي لحل أزمة كوسوفو. وقد نص هذا القرار على أن تظل كوسوفو جزءاً من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية،على أن تتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق. وبموجب القرار أنشأت الأمم المتحدة بعثة إدارة مؤقتة. كما أرسلت قوة كوفور الأممية لضمان الأمن في المنطقة. غير أن الوضع النهائي لكوسوفو بقي غير واضح المعالم.

استقلال كوسوفو

بعد 78 يوماً وحوالي 2300 غارة جوية وما يقدر بنحو 3500 قتيلاً، انتهت حرب كوسوفو، التي بدأت قبل عام ونصف.

وبعد تسع سنوات، في 17فبراير/شباط 2008، أعلنت كوسوفو استقلالها وتم الاعتراف بها حتى الآن من قبل 115 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 192 دولة، بما في ذلك ألمانيا. وتقف كل من روسيا والصين بالإضافة إلى خمس دول أخرى في الاتحاد الأوروبي (اليونان ورومانيا وإسبانيا وسلوفاكيا وقبرص) ضد استقلال كوسوفو. ولا تزال صربيا غير معترفة بكوسوفو كدولة مستقلة إلى يومنا هذا.
أعدته للعربية: إيمان ملوك

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW