ربع مليون ألماني يدعون لحظر الألعاب النارية ووزير سابق يرفض
٣ يناير ٢٠٢٥
بعد إصابات ووفيات في ألمانيا ليلة رأس السنة، اشتد الجدل حول تشديد قواعد استخدام الألعاب النارية أو فرض حظر عام عليها، ووقع أكثر من ربع مليون ألماني عريضة تطالب بحظر كامل لها، بينما يرفض وزير العدل السابق مسألة الحظر.
إعلان
وقع أكثر من ربع مليون ألماني على عريضة على الإنترنت تطالب بحظر كامل للألعاب النارية في جميع أنحاء البلاد للاستخدام الخاص، بعد ليلة رأس السنة الجديدة 2025، التي شهدت سقوط قتلى وجرحى.
وبحلول ظهر اليوم الجمعة (3/1/2025)، كان حوالي 270 ألف شخص قد أيدوا العريضةالتي أطلقها فرع برلين لاتحاد الشرطة الألماني قبل عامين.
وقال متحدث باسم الشرطة: "بحلول 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان لدينا حوالي 90 ألف توقيع"، مضيفًا أن الرقم ارتفع بشكل حاد مع مطلع العام.
وكان خمسة أشخاص على الأقل قد لقوا حتفهم وأصيب العشرات خلال احتفالات رأس السنة الجديدةفي ألمانيا، حيث يُسمح، على عكس العديد من الدول الأخرى، في الأيام التي تسبق ليلةرأس السنةباستخدام الأشخاص الألعاب النارية.
وزير العدل السابق يعارض الحظر
وأعرب وزير العدل الألماني السابق ماركو بوشمان عن معارضته لفرض حظر محتمل على استخدام الألعاب النارية في ألمانيا، وفي تصريحات له نشرتها صحف مجموعة شبكة التحرير الصحفي الألمانية (RND) اليوم الجمعة، وصف بوشمان، الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر، هذا الحظر بأنه "غير مناسب" و"عقاب جماعي".
ويعتبر بوشمان ثاني أعلى شخصية في الحزب الديمقراطي الحر، بعد زعيم الحزب كريستيان ليندنر، وزير المالية السابق. وقال بوشمان إنه رغم أن الناس قد لا يستمتعون بالألعاب النارية بالضرورة، فإنهم يجب أن يحتفظوا "بالحرية في الحفاظ على هذا التقليد".
في المقابل، أيد يوخن كوبيلكه، رئيس نقابة الشرطة الألمانية، فرض حظر على الألعاب النارية، موضحًا أن الحظر أو تنظيم المبيعات يمكن أن يسهم في تحسين السلامة في ليلة رأس السنة.
ومع ذلك، دعا بوشمان إلى تحمل المسؤولية الشخصية، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل عقوبات شديدة على استخدام الألعاب النارية غير المرخصة، مثل أحكام السجن أو الغرامات الكبيرة، قائلاً: "إذا كان الناس يختارون تعريض أنفسهم للخطر باستخدام هذه الألعاب النارية، فهذا يعد حالة من تعريض الذات للخطر طوعًا".
ن.ف/ ص.ش (د ب أ)
مفرقعات الاحتفال برأس السنة.. متعة لا تخلو من المخاطر!
في رأس السنة من كل عام يحتفل الملايين عبر العالم، وعادة ما تكون الألعاب النارية هي المظهر الأكثر تعبيرا عن هذا الاحتفال، حيث يتم إطلاق أعداد لا تحصى من هذه الألعاب، لكن ذلك لا يخلومن مخاطر على صحتنا ومحيطنا.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Frey
تشير التقديرات الرسمية أنه في ألمانيا وحدها يتم إطلاق حوالي 4500 طن من الغبار في الجو في ليلة رأس السنة وهو ما يعادل 15.5 بالمئة من التلوث الناتج عن وسائل المواصلات في ألمانيا لعام كامل، بيد أن هذا التلوث يكون مركزا في الجو لليلة واحدة وليس موزعا على مدار السنة ما يمكن أن يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
تم تحديد الحد الأقصى للمتوسط اليومي من المواد الجسيمية الملوثة بموجب القانون بالا تتجاوز 50 ميكروغرامًا لكل متر مكعب من الهواء في نقطة القياس. ومع ذلك، فإنه في ليلة رأس السنة وصباح اليوم الأول من السنة الجديدة يكون تركيز الجسيمات أعلى من ذلك بكثير خاصة في المدن الكبرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Müller
الجمعية الألمانية لأمراض الرئة وأمراض الجهاز التنفسي (DGP) تحذر من العواقب، إذ تظهر العديد من الدراسات، مخاطر كبيرة على الرئتين والجهاز التنفسي بأكمله من تلوث الهواء. ليس هذا فقط بل إن التلوث يؤثر أيضا على التمثيل الغذائي ونظام عمل القلب والأوعية الدموية.
صورة من: picture-alliance/Beautiful Sports/J. Kaefer
فوق كل ذلك ، فإن الأحوال الجوية في بداية العام الجديد هي المسؤولة عن زيادة نسب التلوث إذ تعمل حركة الرياح على نقل هذه الجسيمات التي تطلقها الألعاب النارية والتلوث الناتج عنها إلى الأعلى بحيث تتراكم في طبقات الغلاف الجوي السفلى، ما له بالغ الأثر في تلوث الأمطار، بالإضافة إلى أطنان القمامة التي تخلفها هذه الألعاب.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Thompson
هناك نقاش كبير لدى الساسة الألمان في منع أو تقنين المفرقعات النارية لما تسببه من أضرار بالغة خاصة لدى الرضع والشيوخ والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السعال وضيق التنفس، والذين غالباً ما ينتهي بهم المطاف في المستشفى، بشكل خاص في الأيام الأولى من العام الجديد.
صورة من: DW/Z. Ljubas
إلى جانب هذه الإصابات هناك إصابات ناتجة عن الصوت المدوي في الأذن، هو ضرر يعرفه أطباء الأنف والأذن فقد يؤدي الصفير القوي في الأذن للشعور بالصمم. وغالبا ما تشير الآلام في الأذن على سبيل المثال لوجود جرح في غشاء الطبلة، مما يعني أن انتظار تلاشي هذه الآلام هو الخيار الأسوأ.
صورة من: Colourbox/E. Wodicka
تؤدي المفرقعات التي يصنعها هواة بأنفسهم إلى جانب الألعاب النارية التي لا تباع بشكل حر والتي تصنع خصيصا لمناسبات احتفالية بعينها، إلى حالات وفاة أو إلى إصابات بالغة لدى فتيان صغار نسبيا، وقد تحدث جروحا بالغة أو حروقا في اليد والجسم. كما يمكن أن تتسبب هذه المفرقعات في ندبات في الوجه تذكر أصحابها بهذه الحوادث المؤسفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger
التخلي عن الألعاب النارية وتوفير قيمتها يمكن أن يساعد الآخرين، إذ نصحت بعض الكنائس التبرع بقيمة هذه المفرقعات من أجل تأمين الخبز والطعام للمناطق الفقيرة والمنكوبة. (إعداد: علاء جمعة )
صورة من: picture-alliance/imagebroker/W.G. Allgöwer