روبيرت ليفاندوفسكي من أبرز الوجوه التي ركزت عليها عدسات الكاميرات حين حط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم الرحال في مطار بورتو يوم الاثنين (13 أبريل/نيسان 2015)، استعدادا لخوض إياب ربع نهائي دوري الأبطال أمام بورتو البرتغالي. ولا غرابة في ذلك بعد أن استعاد المهاجم البولندي إيقاعه التهديفي في الشطر الثاني من الموسم، ليحرز حتى هذه اللحظة 9 أهداف في ثماني مباريات، لعلّ أجملها ذلك الذي دك به شباك فراكفورت السبت الماضي في الدقيقة 15 ضمن منافسات المرحلة الثامنة والعشرين والذي أثبت من خلاله براعة لا مثيل لها في التقاط الكرة ومعاودة إرسالها عبر تسديدة صاروخية عجز أمامها الحارس تراب.

ليفاندوفسكي أحرز هدفا آخر أمام فراكفورت، قبل أن يعزز زميله توماس مولر النتيجة بهدف ثالث لصالح البافاري وعلى حساب فراكفورت (3-0).

بهذا بلغ رصيد المهاجم البولندي مع بايرن 16 هدفا في 26 مباراة، ما بات ينبأ باحتمال عودة ليفاندوفسكي إلى إنجازات الماضي حين كان يرتدي قميص دورتموند الذي أحرز معه 74 هدفا من مجموع 131 مباراة الدوري. كما أنه فاز الموسم الماضي مع الفريق الأصفر بصدارة هدافي الدوري الألماني لكرة القدم – بوندسليغا بمجموع 20 هدفا. وبإمكانه الدفاع عن لقبه هذا، يقول رئيس النادي كارل هاينز رومنيغيه لموقع شبورت أينز الألماني (Sport1) ، "في حال حافظ على مستواه الأخير، فإنه سوف ينال لقب هدافي الدوري مع بايرن في الموسم الأول له مع الفريق".

وتبدو الظروف مواتية بالنسبة للمهاجم الذي يحتل المركز الثالث في الترتيب العام للهدافين بعد أليكس ماير لاعب فراكفورت الذي يخضع لعملية جراحية في ركبته الأسبوع الجاري، وخلفه جناح بايرن الطائر آريين روبن الذي ابتعد هو الآخر عن الملاعب بفعل الإصابة، وباتت ثلاثة أهداف فقط تبعد ليفاندوفسكي عن ماير صاحب المتصدر بـ19 هدفا.

دوري الأبطال الرهان الأكبر لبايرن

ونظرا لقائمة الإصابات الكثيرة التي أصابت لاعبي بايرن ميونيخ في فترة مصيرية سواء على مستوى منافسات الدوري الأوروبي أو على مستوى الدوري المحلي وكأس ألمانيا، يأتي تألق ليفاندوفسكي كبلسم شاف لقلب بيب غوارديولا الذي اعتبر ذات اللاعب قبل وقت وجيز غير مؤهل ليلعب أساسيا أمام فريق دونيتسك الأوكراني في مباراة الدور السابق من دوري أبطال أوروبا.

لكن ليفاندوفسكي استفاد من غياب آريين روبن وريبري وباقي اللاعبين الأساسيين كمارتينيز وآلابا وشفاينشتايغر وغيرهم، وهو غياب أجبر البايرن على اللعب دفاعيا بشكل أكبر والاعتماد على المهاجم الصريح خاصة مع عودة تياغو الذي شارك في مباراة فراكفورت لأول مرة أساسيا منذ عودته من الإصابة. ويعتبر المعلق الرياضي الألماني توماس شترونس لبرنامج "دوبلباس" أنه وبسبب غياب ريبري وآريين روبن عن بايرن، "حلت عقدة ليفاندوسفسكي وبدأ اللعب متمحورا عليه بشكل أكبر".

رغم ذلك تبقى البطولة الأوروبية المسرح الوحيد الذي لم يتألق فيه ليفاندوفسكي، وهذا ما ينتظر منه بايرن هذا الأسبوع بالذات وفي الأسابيع القادمة أيضا. وقد عبر عن هذا الأمر توماس مولر بطريقة لبقة قائلا "من الأفضل أن يفوز (ليفاندوفسكي" بلقب هدافي دوري الأبطال (عوض البوندسليغا)، فذلك سيكون جيدا بالنسبة لنا". أما ليفاندوفسكي نفسه، فعلّق على زميله بالقول: "المباراة يوم الأربعاء، ولا يمكننا أن نبدأ التهديف من الآن".