1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رجال الإسعاف في غزة..مهمة إنسانية تحت دائرة القصف

شوقي الفرا- غزة٢٨ يوليو ٢٠١٤

يعاني المسعفون ورجال الإنقاذ في قطاع غزة من تحديات ومخاطر هائلة بسبب طبيعة عملهم تحت القصف، إذ فقد البعض منهم حياته بينما هو يحاول إنقاذ الآخرين، فيما صدم البعض الآخر بوجود أقاربه تحت الأنقاض، وفق ما رصد مراسل DW في غزة.

Notärzte in Gaza
صورة من: DW/S. al Farra

جاء نداء استغاثة إلى منطقة "القرارة" جنوب شرق خان يونس جنوب قطاع غزة يفيد بسقوط قتلى ومصابين إثر قصف صاروخي من طائرة استطلاع إسرائيلية. انطلق المسعف رفعت شعت "ابوخميس" بسرعة بسيارة الإسعاف برفقه الطاقم الطبي إلى مكان الحادث لنقل المصابين؛ ثم يتابع روايته بطريقة احتبست فيها الكلمات عن الخروج : "فاجعة وصدمة وذهول كبير انتابتني، إنهم ثلاثة من أبناء شقيقي وابن شقيقتي كانوا شبه أشلاء، وإصابة أخي وزوجته"، هكذا يروي أبو خميس حكايته لـDWعربية، مضيفا " جئت للإنقاذ دون معرفتي من المستهدفين،تفاجأت واندهشت ووقفت للحظات مذهولا أمام اقرب الناس لي، لكني أسرعت وقمت بواجبي بإنقاذ ما يمكن إنقاذه وقمنا بدفن من استشهد، وعدت مسرعا إلى مواصله عمليات الإنقاذ". ويضيف أبو خميس أن أفراد عائلته "مدنيون لا علاقة لهم بالسياسة أو أي نشاط عسكري".

سيارات الإسعاف في دائرة الخطر

يقوم المسعفون ورجال الإنقاذ بمهام غاية الخطورة، خاصة في المناطق المنكوبة على أطراف قطاع غزة الحدودية. وعن بعض المخاطر يروي المسعف أبو خميس عن تعرضه والطاقم الطبي لقصف من قبل الطائرات والمدفعية الاسرائيليتين حتى انه يمكن الاعتقاد "باننا مستهدفين بشكل كامل وخصوصا عندما نحاول إجلاء جرحي أو انتشال جثث خاصة في منطقة خزاعة شرق خان يونس وشرق غزة في مناطق الشجاعية والتفاح والزيتون"، حسب قوله.

ويحكي الطبيب مجدي العمور والمسعف محمد أبو جميزة وممرض آخر انه وأثناء عودتهم من منطقة خزاعة التي منع الجيش الإسرائيلي دخول الصليب الأحمر والمسعفين إليها لإجلاء الجرحى أو انتشال الجثث من الطرقات وتحت الأنقاض، ويقول " تعرضنا لاستهداف مباشر بثلاثة صواريخ على التوالي تجاه سيارتنا تجاوزهم السائق بأعجوبة، وانقلبت بنا سيارة الإسعاف و خرجنا مسرعين من السيارة التي تضررت، وعناية الله نجتنا من الموت المحقق بعد إصابات طفيفة لنا".

المواطنون ينضمون لرجال الإنقاذ لتقديم المساعدةصورة من: DW/S. al Farra

عمليات الإنقاذ تواجه كارثة صحية، ليس فقط بسبب الأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى، بل وأيضا بسبب المخاطر التي يعمل فيها المسعفون ورجال الدفاع المدني. مساء الجمعة (25/تموز/يوليو) جاءت إشارة استغاثة بوقوع قصف بالقرب من منطقة خزاعة شرق المدنية، فيما كانت DWعربية تجري حوارا صحفيا في مجمع مشقي ناصر الطبي في خان بونس، قمنا على الفور بمرافقة سيارة الإسعاف، الاستغاثة والمناشدة كانت من داخل بلدة خزاعة، لنجد المزيد من سيارات الإسعاف على أطراف البلدة من الجانب الغربي، لم تتمكن الطواقم الطبية بمن فيهم الصليب الأحمر الدولي من الدخول للبلدة، فالقصف كان عنيفا جدا في محيط المكان، والجيش الإسرائيلي يحاصر البلدة من محاورها الثلاثة ولا يسمح بدخولها منذ 4ايام، كما قيل لنا. عند العودة وصلت الأنباء من خلال جهاز إرسال الإسعاف باصابة سيارة إسعاف في بلدة القرارة باحدى القذائف مما أودى بحياة المسعف محمد العبادلة.

ويقول لـDWعربية اشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إن سيارة الإسعاف التي تعرضت للقصف، "تم التنسيق لها مُسبقا بالمشاركة مع الصليب الأحمر الدولي لإجلاء احد الجرحى، لكن رصاصتان من قناص جندي إسرائيلي أُطلقت تجاه المسعف". ويضيف القدرة" لدينا منذ اندلاع الحرب 13 شهيدا و16اصابة للطواقم الطبية ورجال الإسعاف، واستهداف 9 سيارات إسعاف و12 مستشفى و22 مركز رعاية صحية".

يذكر ان اسرائيل تنفي باستمرار استهداف المؤسسات الطبية وسيارات الإسعاف والأهداف المدنية، عمدا، متهمة مقاتلي الفصائل الفلسطينية بالتمركز في هذه المؤسسات أو بالقرب منها.

"الكل في دائرة الإستهداف والموت"

عندما تصيب القذائف والصواريخ منازل المدنين في محافظات غزة ،ينضم بعض المدنين لمساعدة رجال الإسعاف والدفاع المدني لإخراج الجرحى والقتلى من تحت الأنقاض. محمد عبد الحميد النجار منقذ في جهاز الدفاع المدني يروي مشاهداته خلال الحرب، مشيرا أن جهاز الدفاع المدني يعمل بجهود إنقاذ بمعدات متواضعة جدا، معتبرا أن "كثرة قصف منازل المواطنين طوال اليوم خلال أيام الحرب جعلت عملنا غاية في الصعوبة ولم تُمكننا من العودة إلى منازلنا إلا ساعات قليلة جدا كل يومين..لكن مهمتنا إنسانية في المقام الأول والأخير". ويضيف أن "المشاهد دامية ومأساوية للغاية" مثل" انتشال جثث عائلات من تحت أنقاض منازلهم تعرضوا للقصف بينما كانوا نائمين أو يتناولون طعام الإفطار أو السحور".

القصف المتواصل يعيق رجال الإنقاذ من أداء مهمتهم في إجلاء الجرحى والقتلىصورة من: DW/S. al Farra

ومن المفارقات هنا أثناء إجراء الحوار مع رجل الدفاع المدني محمد عبد الحميد النجار، تلقي نبأ مقتل إبن عمه (محمد سمير النجار) بصاروخ طائرة استطلاع إسرائيلية أمام منزله، لتعود مقاتلة حربية من نوع "اف16" لقصف منزل ابن عمه المجاور لمنزله، ما احدث دمارا وأضرارا كبيرة في المنازل المحيطة، بمن فيهم منزل محمد النجار نفسه في منطقه المواصي غرب مدينه خان يونس. في هذا الوقت التفت محمد إلينا وقال: " قلت لك إن الكل في دائرة الاستهداف والموت، لكن هذا لن يثنينا عن أداء عملنا". فيما يؤكد أبو خميس أن لدى المسعفين" رسالة سامية ومقدسه تجاه شعبنا لا يمكن إطلاقا أن نتخلى عنها رغم ما نعانيه من استهداف ومعاناة".

الزميل شوقي الفرا (يمين) مع رجل الإسعاف رفعت شعت، الذي جاء لينقذ مواطنين ليتفاجأ أن الضحايا هم أبناء شقيقهصورة من: DW/S. al Farra
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW