أوتزي كنز من الأسرار عن تطور البشرية، فهو منح العلماء عشرات الأسرار عن تاريخ الإنسان. وفي اكتشاف جديد، يتوصل العلماء بفضله إلى أقدم حبل في التاريخ.
إعلان
أوتزي، كما اشتهرت إعلاميا مومياء رجل الثلج، قدم للعلماء ومنذ اكتشافه معلومات في غاية الأهمية عن الفترة النحاسية من التاريخ البشري ومازال حتى الآن يميط اللثام عن ألغاز حيرت العلماء بشأن تطور العقل البشري في تلك المرحلة. وأوتزي هو مومياء لرجل عاش في العصر النحاسي أو ما يعرف أيضا بالعصر الحجري الحديث. وتمّ اكتشافه بالصدفة في منطقة "أوتستالر تال"، الواقعة في الجانب الإيطالي من جبال الألب، ولهذا أطلق عليه اختصارااسم أوتزي .
ومازالت تجرى الأبحاث حول هذه الممياء التي ترقد حاليا في متحف بمنطقة تيرول في غرفة تبلغ درجة حرارتها ستة تحت الصفر. وبادر العلماء الى صبر أغوار كل قطعة في جسمه، فتم تحليل المكونات الدفينة في الأمعاء، بل وحتى الأسنان تمّ فحصها بشكل دقيق. اليوم يعلن العلماء عن اكتشاف جديد، ويتعلق الأمر هذه المرة بالحبل الذي تمّ العثور عليه آنذاك إلى جانب الجثة، إذ اكتشف هؤلاء أن المواد التي استخدمت في صناعة هذا الحبل ليست من الأشجار أو النباتات بل هي صنعت من أعضاء الحيوانات، ما يجعل الحبل أكثر صلابة، وسلاحا للصيد ولصد الأعداء.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، عن مدير متحف الآثار التابع لمنطقة بوزن الإيطالية، جنوب تيرول، حيث ترقد الجثة أن هذا الحبل "يعد الأقدم في تاريخ البشرية"، مقارنة بما تمّ العثور عليه إلى غاية اللحظة. ولم يكن واضحا للعلماء وظيفة هذا الحبل، ليتضح الآن أنه وبأليافه الملفوفة كانت سلاح أوتزي للصيد.
مصرع أوتزي رجل الجليد
03:43
أما الحبل الآخر الذي عثر عليه أيضا مع الجثة، فأليافه مصنوعة من أوتار أخذت من أسفل أقدام الحيوانات، ما يجعل الاكتشاف أكثر غرابة. ونشرت نتائج هذه الأبحاث بشكل موسع في مجلة «Journal of Neolithic Archaeology» العلمية.
يذكر أن هذا الاكتشاف يضاف إلى قائمة طويلة منالاكتشافات الخاصة بأوزي. فقد فكك العلماء التركيبة الجينية لرجل الثلج، وتوصلو إلى نوعية دمه. كما أنهم اكتشفوا أن أسنانه كانت تعاني من التسوس، وأنه كان يضع وشما على جسمه، وأنه كان لا يستطيع هضم الحليب ومشتقاته إلى غير ذلك.
الأهم من كل هذا، أن العلماء اكتشفوا أخيرا سببب وفاة أقدم مومياء طبيعية في تاريخ البشرية. ومن المرجح أنه تعرض لعملية قتل، فقد أصيب برمح في كتفه، وبعد ذلك أصيب في رأسه بقطعة حجر. ووضع الجثة حين تمّ العثور عليها،يرجح أن القتلة انتزعوا الرمح منها بعد وفاة الرجل.
و.ب/ ط.أ
خبايا وأسرار أشهر المومياوات المكتشفة عبر التاريخ
عند كل اكتشاف أي مومياء، تنتشر الشائعات حول منشئها والسبب المؤدي إلى الوفاة. ملف الصور التالي يعرض خبايا وأسرار أشهر وأقدم المومياوات المكتشفة عبر التاريخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
لغز المومياء "آتا"
هل نحن أمام كائن فضائي؟ كثيرون سألوا أنفسهم هذا السؤال عندما تم العثور على هذه المومياء في العام 2003 في صحراء أتاكاما في تشيلي. حتى أن فيلما وثائقياً تناول فرضية اكتشاف كائن فضائي، لكن المومياء كانت لإنسان. واستناداً إلى حجم 15 سم فقط يفترض الباحثون أن المومياء تعود إلى جنين ولد قبل آوانه وكان يعاني من تشوهات على مستوى العظام وتركيب الجمجمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bhattacharya S et al./COLD SPRING HARBOR LABORATORY
قناع المومياء الأثري
عثر باحثون من جامعة "توبنغن" الألمانية على قناع المومياء المذهبي هذا في واحدة من أقدم وأهم المقابر الأثرية في مصر. وجد القناع داخل تابوت خشبي مدمر في سقارة، جنوبي القاهرة. ويعود القناع لأكثر من 2500 عاماً، و وهو لكاهن مصري قديم من الأسرة السادسة والعشرين. وتعد الأعين الكبيرة الأكثر لفتاً للنظر في هذا الاكتشاف الأثري.
صورة من: Reuters/M. abd el Ghany
توت عنخ آمون
في العام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوفارد كارتر مومياء الفرعون توت عنخ آمون في وادي الملوك بالقرب من قبر الملك رمسيس الرابع. وظلت تكهنات الباحثين لعقود من الزمن حول فرضية ما إن كان الملك الطفل قد قُتل. إلى حين أظهر الفحص المقطعي للمومياء عام 2005، وجود عدة كسور تشير إلى أن توت عنخ آمون قد مات بسبب حادثة صيد.
صورة من: picture-alliance/dpa/epa/AP/B. Curtis
أجمل مومياء
ظلت مومياء روزاليا موجودة في سرداب الدفن المسمى أيضاً السرداب الكبوشي في بالرمو لما يقرب من 100 عام. توفيت روزاليا قبل وقت قصير من عيد ميلادها الثاني بسبب إصابتها بالتهاب رئوي. تبدو الفتاة كما لو أنها نائمة وتعتبر أجمل مومياء في العالم. لم يكشف الطبيب عن طريقة التحنيط التي حافظ بها على وجهها. لكن عدد من الباحثين وجدوا أن الطبيب ألفريدو سالافيا استبدل دم الفتاة بسائل الفورمالين القاتل للبكتيريا.
صورة من: picture-alliance/ROPI/StudioCamera/Giacomino
سرداب المومياءات
في بالرمو لا يمكن رؤية المومياء الأكثر جمالاً في العالم فحسب، وإنما أيضا مومياءات أخرى مروعة: في سراديب الموتى في دير الكبوشي، يُدفن الأغنياء بملابسهم. وعندما استنتج الرهبان في حوالي عام 1600 أن الأجسام لم تتحلل، قاموا بوضع المومياوات على الجدران، حيث يمكن مشاهدتها اليوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Brix
"أوتزي" رجل الثلج
في العام 1991 عثر زوجان ألمانيان من نورنبرغ على مومياء جليدية في جبال الألب في منطقة ألب آوتزتال أثناء المشي (ومن هنا جاءت التسمية). وفي العام 2000 درس العلماء بقايا رجل العصر الحجري المحفوظة بواسطة التجفيف الطبيعي للتجميد لتحديد سبب الوفاة. وعلى الأرجح فإن الرجل المولد بين عامي 3359 و 3105 قبل الميلاد قد قتل بسهم.
صورة من: AP
مومياء المحارب السكوثي
عمر مومياء المحارب السكوثي هو نصف عمر مومياء "أوتزي" تقريباً. اكتشفت هذه المومياء في العام 2003 من قبل فريق بحث دولي في منغوليا. وكانت محفوظة في الجليد، وتعود لمحارب من شعب السكوثي. ترتدي هذه المومياء فروًا مصنوعًا من فراء حيوان المرموط وأحذية خاصة بالمشي على الجليد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Deutsches Archäologisches Institut
مومياء المستنقعات
في العام 1900، عُثر على أشهر مومياوات المستنقعات الستين التي تم اكتشافها في ساكسونيا السفلى. وخلال حوالي 1700 سنة وبسبب المكونات الموجودة في المستنقع، اكتسب شعر المومياء اللون الأحمر، و لهذا سميت بـ"The Red Franz" كما حافظ حمض الدبال الموجود في المستنقع على شكلها.
صورة من: cc-by-Axel Hindemith
مومياء الطفل ديتمولد
تنحدر مومياء هذا الطفل من بيرو. ومع ذلك تم تسميتها على متحف ولاية ليبه فى مدينة ديتمولد، والذي كانت قد استلم المومياء في عام 1987 من أجل تحنيطها بطريقة احترافية. الطفل، الذي توفي بسبب عيب خلقي في القلب، هو واحد من أقدم المومياوات في العالم، والتي يقدر عمرها بأكثر من 6500 سنة. وبهذا تكون مومياء الطفل ديتمولد أقدم من توت عنخ آمون و"أوتزي". تورستن لاندسبرغ/ إيمان ملوك