رجل دين مسيحي كبير: على أوربا عدم تسهيل هروب المسيحيين من الشرق
٢٤ أبريل ٢٠١٣ دعا بابا الفاتيكان إلى إطلاق سراح مطراني الأرثوذوكس السوريين اللذين اختطفا يوم الاثنين (22 نيسان / ابريل 2013). يأتي ذلك فيما تضاربت الأنباء حول مصيرهما، فبعد الإعلان عن احتمال الإفراج عنهما، أكدت مصادر كنسية في دمشق وحلب أنهما مازالا مفقودين. ويتعلق الأمر بمطران حلب للسريان الأرثودوكس يوحنا إبراهيم ومطران حلب للروم الأورثودوكس بولس اليازجي. وعلى خلفية هذا الحدث حاورت DW الأب ميشال جلخ، وهو رجل دين ينتمي للطائفة المارونية في لبنان، ويشغل منصب الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط.
:DWما هي النتائج المترتبة عن اختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم و بولس اليازجي في سوريا؟
ميشال جلخ: (...) عندما يتم اختطاف مجموعات تنتمي لطائفة دينية معينة، فإن ذلك يدق ناقوس الخطر لدى المسيحيين. وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الاختطافات. فقد سبق ورأينا مثلها سابقا في العراق. لكننا نعرف، أن الأغلبية العظمى من المسلمين لا توافق على مثل هذه الأعمال. الجماعات التي تقوم بذلك هي جماعات منفردة متطرفة.
وضع المسيحيين لم يكن يختلف عن وضع المسلمين من السنة والشيعة والعلويين. كان المسيحيون يشكلون جزءا من المجتمع. وكانوا يمارسون شعائرهم الدينية ويذهبون إلى الكنيسة. لكن، لا يمكنني في الوقت الراهن أن أتصور كيف يمكن العيش في ظل حالة من الحرية الكاملة في المنطقة بأكملها. ففي سوريا تسود حالة الحرب، كما أن الوضع متأزم في باقي بلدان المنطقة أيضا. وقد نزح كل السكان المسيحيين تقريبا من بعض القرى، ودمرت الكنائس.
لكن، وبصفة عامة، المسيحيون ليسوا أسوأ حالا من المسلمين. وهنا، يجب القول بأسف، أن المجتمع الدولي وخاصة الدول الغربية قد سهلت عملية هروب المسيحيين إلى أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث يقبلون كلاجئين بسهولة، مقارنة مع المسلمين.
تتأسفون على تسهيل عبور المسيحيين إلى بعض الدول الغربية. هل تجدون ذلك أمراً سيئا؟
بصفتي مسيحي أنتمي لمنطقة الشرق الأوسط، لا يمكنني أن أجد ذلك أمرا جيداً. أعرف أن نواياهم طيبة. لكن هناك عدد كافٍ من المؤسسات والجمعيات التي تعمل على إبقاء المسيحيين في الشرق الأوسط وفي سوريا بطبيعة الحال. لكن عملية تسهيل خروج كثير من المسيحيين العرب من البلاد، يساهم في تقليص عددهم باستمرار في المنطقة برمتها. وأنا أعتبر ذلك خطأً في حق المنطقة وفي حق العالم ككل. وهذا يقود إلى إلغاء الجسور بيننا، كما يقود إلى الطائفية أيضا. فنحن، نسعى جميعا إلى العمل من أجل أن لا نعادي بعضنا البعض. لا أحد يريد أن تكون مناطق أو جهات معينة مسلمة محضة أو مسيحية محضة. يجب أن نسعى إلى الاندماج وليس إلى التفرقة (...)
بعد أن بدأت الاحتجاجات في سوريا قبل أكثر من عامين، خرج المسيحيون أيضا إلى الشوارع للاحتجاج. والآن تعيش سوريا حرباً أهلية. كيف تغير وضع المسيحيين خلال العامين الأخيرين؟
بمجرد ما تصاعد العنف، تغير الوضع بالنسبة للجميع. فقد تغير حتى بالنسبة للسنة والشيعة والعلويين. الكل كان خائفا، وهرب الناس من جميع الطوائف. وفيما يخص وضع المسيحيين، فإنه ربما يختلف قليلا، لأن إسلاميين متطرفين يحاولون ترهيبهم. وفي بعض الأحيان يتم اتهامهم بأنهم منحازون للغرب. لكن في هذه الحرب، الكل يعاني فعلا، وبات الأمر يتعلق بمن يملك القوة والأقوى.
كيف يمكن أن يكون مستقبل المسيحيين في حال سقوط نظام بشار الأسد؟
يصعب الإجابة على هذا السؤال. إذا وصلت حكومة تحترم التنوع الديني في سوريا إلى السلطة، فسيكون وضع المسيحيين في سوريا جيداً. لكن إذا ما حصل ووصلت حكومة إسلامية إلى الحكم، فإني أخشى أن الوضع سيكون صعبا بالنسبة للمسيحيين.