التحرش بالنساء ليس بالأمر الغريب ولا النادر في المدن الكبرى مثل كولونيا الألمانية التي شهدت ليلة رأس السنة أكبر عملية تحرش من نوعها في البلاد، لكن عملية تحرش نادرة من نوعها حدثت مساء السبت الماضي، وهذه تفاصيلها المثيرة.
إعلان
وقعت في مدينة كولونيا (غرب ألمانيا) مساء يوم السبت (13 مارس/ آذار) قصة تحرش غريبة وغير متوقعة، بطلها رجل في الثلاثين من العمر وامرأتان (32 و33 عاما) كانتا تجلسان في مطعم وسط المدينة بعد الانتهاء من عملهما.
بينما كانت السيدتان في المطعم حوالي الساعة التاسعة مساء، لاحظتا رجلا يقف في الشارع أمام نافذة المطعم ويشير إليهما بحركات خليعة وإشارات جنسية فاحشة.
حين أرادتا الخروج رأت إحداهما الرجل من جديد وهو أمام باب المطعم ويتحرش بامرأتين أخريين. حين خرجت الصديقتان من المطعم، لحق بهما الرجل وهو مستمر في التحرش بهما بألفاظه وحركاته الخليعة الفاحشة. ورغم تنبيهه وإنذاره من قبل المرأتين بعواقب تصرفاته أكثر من مرة، استمر الرجل في تحرشه؛ بل إنه هجم على إحداهما من الخلف ومد يده محاولا القبض على ثديها. وهنا كانت المفاجأة غير السارة والنهاية المؤلمة في انتظار المتحرش التعيس الحظ، حيث استدارت إحدى الإمرأتين بحركة سريعة وألقت به أرضا وثبتته بقوة، حيث أنها كانت شرطية متدربة على مثل هذه الحركات وتتقن فن الدفاع عن النفس كما صديقتها الشرطية التي كانت ترافقها.
وقالت شرطة مدينة كولونيا في بيان لها شرحت فيه ملابسات وحيثيات الواقعة، إن الشرطية اتصلت مباشرة بزملائها في شرطة المدينة الذين حضروا إلى مكان الحادث وألقوا القبض على الرجل الذي لم يتم التأكد من هويته ولكن يعتقد أنه باكستاني، واقتادوه معهم حيث تم توقيفه وتقديمه للنيابة العامة فيما بعد. وستتم محاكمة الرجل بتهمة التحرش الجنسي حسب بيان شرطة كولونيا.
ع.ج/ ع.ج.م (DW)
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.