1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رحلة تاريخية في غابة بيالوفيتشا البكر

١٥ أكتوبر ٢٠١٢

غابة بيالوفيتشا، آخر الغابات البكر الموجودة اليوم في قلب أوروبا. لكن كيف حافظت تلك الغابة على سلامتها على مدى قرون عديدة؟

صورة من: Mateusz Szymura
صورة من: BPN

1409- تعايش منسجم بين الغابات والبيسون


كل شيء بدأ برحلات الصيد التي كان الملوك يقومون بها منذ بداية القرن الخامس عشر. وكانت الغابات الكثيفة آنذاك تعتبر مناطق "صيد سيادية" للملوك البولنديين. أما السبب وراء ذلك فيكمن في أنه كلما كانت الغابة عذراء، كلما كانت الحيوانات تشعر براحة أكبر، وهذا يدفعها إلى البقاء في المنطقة. ويعتبر البيسون جذابا بشكل خاص بالنسبة للصيادين النبلاء. ولصيد أكبر عدد من الحيوانات العملاقة والتباهي بعرضها، أصدر الملوك آنذاك أوامر بمنع قطع الأشجار. وهكذا وبفضل قوانين الصيد التي اتبعت على مدى قرون، بقيت منطقة الغابات في بيالوفيتشا، إحدى مناطق الغابات التي حافظت تقريبا على حالتها الأصلية، لتبدأ أحداث التاريخ المترابطة ترابطا وثيقا بين البيسون والغابات.

صورة من: BPN

1795 -1918 مالكون جدد لمنطقة الصيد

في عام 1795 قامت القوى الأوروبية العظمى آنذاك وهي روسيا وبروسيا والنمسا بتقاسم أراضي بولندا فيما بينها، وبعدها لم يعد هناك وجود للدولة البولندية. ومنذ ذلك الحين حكم القياصرة الروس منطقة بيالوفيتشا، وهم حولوا غابة بيالوفيتشا إلى ملكية خاصة بهم، لا يسمح فيها بالصيد سوى للقيصر، ويتعرض كل من يخرق هذا القانون إلى مواجهة عقوبة الإعدام. القيصر نيقولا قام ببناء قلعة في الغابة، وقد تم هدمها بعد الحرب العالمية الثانية.

صورة من: Rafal Kowalczyk

1857 - ارتفاع لم يسبق له مثيل لأعداد قطعان البيسون


الوضع الخاص للغابة للصيد يضمن سلامتها، وفي هذا الجو تتكاثر قطعان البيسون ويكبر عددها عاما بعد عام. وفي عام 1857كان العدد أكبر من أي وقت مضى، فقد العدد في غابة بيالوفيتشا إلى ألفي حيوان. لكن العدد تقلص في العقود التالية بسبب الأمراض. وفي خريف عام 1917 كان العدد 150 فقط.

صورة من: BPN

1917- 1918 - منطقة الصيد تصبح أقل أهمية


منطقة الصيد التي كانت مهمة في الماضي، قلت جاذبيتها خلال الحرب العالمية الأولى بالنسبة للقياصرة. وبعد الحرب بدأ المالكون الجدد، أي الألمان، يصلون إلى منطقة بيالوفيتشا. وقد بدأوا في قطع مساحات كبيرة وفي بناء مناشر الأخشاب وخطوط السكك الحديدية، وبلغت كمية الأخشاب التي تم ترحيلها عبر تلك الخطوط الحديدية 5 ملايين متر مكعب من الخشب.

صورة من: Rafal Kowalczyk

1919- قتل آخر حيوانات البيسون رميا بالرصاص

خلال الحرب العالمية الأولى، فقدت حيوانات البيسون أهميتها، وفقدت بالتالي الحماية الخاصة التي كانت تتمتع بها. وكان أحد موظفي الغابات الذي تم تسريحه قد قام عام 1919 بإطلاق النار على آخر حيوانات البيسون في بيالوفيتشا. في الوقت نفسه خرج علماء الطبيعة بفكرة حماية الغابات من أجل قيمتها هي في حد ذاتها وليس من أجل الحيوانات التي تعيش فيها. في عام1921 تم إنشاء منطقة محمية في غابة بيالوفيتشا على الجانب البولندي، وهي منطقة تبلغ مساحتها 4500 هكتارا.

صورة من: BPN

1929 - تربية سلالات جديدة من حيوانات البيسون


بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت بولندا مجددا دولة ذات سيادة. واشترت حكومة البلاد أربعة من حيوانات البيسون من حدائق الحيوان الأوروبية وتم الشروع بعدها في تربية سلالات جديدة، وترجع إليها أصول كل حيوانات البيسون التي تعيش اليوم في بيالوفيتشا. وفي نفس العام تحول جزء من تلك المناطق المحمية إلى منطقة محمية خاصة وبشكل صارم، وتم منع استخدام أو استغلال هذا الجزء من الغابة. ومن هذه المنطقة الخاصة أنشأت عام 1932 أول حديقة وطنية في بولندا وهي بيالوفيتشكا بارك نارودوي Bialowieski Park Narodowy”، وعبر العقود المتتالية توسعت الحديقة الوطنية لتشمل مناطق خارج المنطقة المحمية.

صورة من: BPN

1941 - القوات الألمانية تحتل الغابات


لكن فترة الحماية لم تدم طويلا، حيث تم احتلال المنطقة خلال الحرب العالمية الثانية من قبل القوات الألمانية، التي قامت باستغلالها اقتصاديا إلى أقصى الحدود، وتحولت الغابة مجددا إلى منطقة صيد مفضلة لدى القائد العام للقوات الجوية الألمانية هيرمان غورينغ.

صورة من: BPN

1944 – غابة واحدة تتبع لدولتين


وبدحر الألمان واستعادة الجيش السوفيتي سيطرته على المنطقة، تم تقسيم غابات بيالوفيتشا بين بولندا وروسيا البيضاء، وأصبحت ثلثا الغابة منذ ذلك الحين تتبع روسيا البيضاء، بينما أصبح الثلث المتبقي يتبع بولندا. على الجانب البولندي، احتفظت المنطقة المحمية بوضعها كحديقة وطنية مركزها المنطقة المحمية الخاضعة لقوانين حماية صارمة. أما في روسيا البيضاء تحولت الغابة في البدء إلى منطقة محمية، ومنذ عام 1991 تحولت بدورها أيضا إلى حديقة وطنية.

1977 – 79 بيالوفيتشا تدرج في قائمة التراث العالمي


اليونسكو تعلن الحديقة الوطنية البولندية كمحمية، وبعد ذلك بعامين تم ضم غابات بيالوفيتشا في الجانبن البولندي والروسي إلى قائمة "التراث العالمي". وأصبحت الأراضي التابعة المنطقة تكبر تدريجيا، وهو ما يعتبره حماة البيئة أمرا ضروريا لحماية التنوع البيولوجي في الغابات. إلا أن سكان المنطقة يرون أن التوسع يجلب معه المزيد من المحظورات والقيود.

صورة من: BPN / MG

2012 - تطبيق المفاهيم المعاصرة

أصبحت غابات بيالوفيتشا مثالا للتنوع البيولوجي، وذلك عبر الحماية الخاصة التي توفرت خلال العقود الأخيرة. وتعيش في تلك الغابات التي تبلغ مساحتها 150 ألف هكتارا 20 ألفا من الأنواع النباتية والحيوانية، منها 900 من حيوانات البيسون البرية، وهو أمر يندر رؤيته في أوروبا. وهذا ما دفع العديد من المؤسسات العلمية المرموقة، غلى اتخاذ مدينة بيالوفيتشا مقرا لها، ومنها معهد أبحاث الثدييات بأكاديمية العلوم البولندية.

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW