ضربات إسرائيلية على ميناء الحديدة ردا على قصف مطار تل أبيب
فلاح الياس د ب ا، ا ف ب
٥ مايو ٢٠٢٥
شنت الولايات المتحدة وإسرائيل غارات جوية استهدفت مواقع متفرقة في محافظة الحديدة، غربي اليمن "ردا على الهجوم الصاروخي على مطار بن غوريون في إسرائيل".
يعتبر ميناء الحديدة موقعا هاما جدا بالنسبة للحوثيينصورة من: XinHua/dpa/picture alliance
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين (الخامس من مايو/أيار 2025)، أنه شن ضربات جوية على بنى تحتية للحوثيين في الحديدة بجنوب اليمن، وذلك غداة هجوم بصاروخ بالستي في محيط مطار بن غوريون تبناه المتمردون الموالون لإيران.
وأورد بيان عسكري أن الضربات نفذت "ردا على الهجمات المتكررة لنظام الحوثي الإرهابي نحو دولة إسرائيل" بواسطة صواريخ ومسيرات، مضيفا أن "البنى الإرهابية التي تمت مهاجمتها في ميناء الحديدة" تستخدم "لنقل وسائل قتالية إيرانية وعتاد عسكري"، وموضحا أنه قصف مصنع اسمنت شرق المدينة "يستخدم كمنشأة اقتصادية مهمة لنظام الحوثي".
فيما قالت وسائل إعلام حوثية، إن"عدوانا أمريكيا إسرائيليا استهدف بسلسلة غارات جوية ميناء الحديدة، ومصنع اسمنت باجل في مديرية باجل التابعة للمحافظة الساحلية، غربي اليمن".
كما قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي، إن الغارات الإسرائيلية في اليمن "تجري بالتنسيق مع الولايات المتحدة". وذكر مسؤول إسرائيلي رفيع، لم يتم ذكر أسمه،، أن الهجوم على اليمن استهدف ميناء الحديدة، ومصنعا مهما يستخدمه الحوثيون، بحسب أكسيوس، موضحا أن القوات الأمريكية لم تشارك فعليا في الهجوم. وأوضح المصدر، أن الغارات على ميناء الحديدة "تمت باستخدام 48 قنبلة أدت إلى تدمير الميناء بالكامل".
وأكد شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، "أن الغارات تسببت في سقوط ضحايا في مصنع باجل للأسمنت، وسمعت سيارات الإسعاف وهي تهرع إلى الموقع، دون الحصول على حصيلة معينة لعدد الضحايا حتى الآن".
وقال شهود عيان، إن انفجارات عنيفة هزت أرجاء المدينة، وشوهدت أعمدة الدخان واللهب تتصاعد من على ميناء الحديدة، ومصنع باجل.
وتسيطر جماعة الحوثي على محافظة الحديدة، وموانئها، إضافة إلى عدة محافظات شمال وغربي اليمن التي تشهد صراعا مسلحا منذ عشر سنوات.
من جهتها، نفت إيران الإثنين تقديم مساعدة للحوثيين لتنفيذ الهجوم. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنّ "تحرّك اليمنيين لدعم الشعب الفلسطيني كان قرارا مستقلا نابعا من شعورهم بالتضامن" مع الفلسطينيين.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد بتوجيه "ضربات" جديدة للحوثيين بعد استهداف المطار والتسبب بإصابة ستة أشخاص وتعطيل حركة الملاحة. كذلك، توعد نتانياهو باستهداف إيران، وقال عبر منصة "إكس" إن "هجمات الحوثيين مصدرها إيران. إسرائيل سترد على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي في الوقت المناسب والمكان الذي نختاره نحن (عبر استهداف) أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين". وأضاف "الأمر ليس ضربة واحدة وتنتهي، ستكون هناك ضربات".
تحرير: ع.ش
باب المندب - مضيق لا تتراجع أهميته الاستراتيجية عبر التاريخ
أعلنت السعودية، أكبر مصدر للبترول في العالم "وقفا مؤقتا" لعبور صادراتها البترولية من مضيق باب المندب بعدما هاجم الحوثيون في اليمن ناقلتي بترول. وتظهر من جديد أهمية أمن باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
أهمية منذ فجر التاريخ
لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، أحد أهم البحار من الناحية التجارية والاستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومرورا بالإمبراطوريات المتعاقبة، وحتى القوى العظمى والإقليمية في عصرنا الحاضر.
صورة من: Getty Images/Hulton Archive
باب الدموع
كلمة المندب في اللغة العربية تعني البكاء والنواح على الميت، ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة، منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربي، كن يقفن ينحن على أولادهن، الذين أخذهم العرب عبيدا، إلى الشاطئ الآخر من المضيق.
داخل المياه الإقليمية لثلاث دول
وفقا للقانون الدولي فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتر) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا.
صورة من: picture alliance/Photoshot/BCI
اليمن والسيطرة على باب المندب
في قلب مضيق باب المندب تقع جزيرة بريم اليمينة، التي تقسمه إلى ممرين بحريين أحدها شرقي ضيق، عرضه أقل من 4 كيلومتر وآخر غربي واسع (حوالي 21 كيلومتر) لكن توجد به أيضا جزر أخرى صغيرة تجعل اتساعه أقل من 18 كيلومتر. ويقول العالم العراقي عبدالزهرة شلش العتابي إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.
صورة من: Imago/photothek
أهمية استراتيجية
رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حاليا من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 ألف قطعة بحرية سنويا.
صورة من: picture-alliance/akg-images
الطريق الرئيسي لناقلات البترول
مع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الانتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة. ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط ، حسب الباحث المصري أحمد التلاوي.
صورة من: picture-alliance/dpa
ثغرة أمن قومي لدول عديدة
يشكل أمن مضيق باب المندب مسألة أمن قومي بالنسبة لدول إقليمية مثل مصر وإسرائيل ودول الخليج العربية، خصوصا السعودية. وهناك مخاوف من سيطرة الحوثيين، المدعومين من إيران على المضيق. واعترفت مصر في عام 2016 بوجود قوات بحرية لها في باب المندب "لوقف إمدادات الحوثيين بالسلاح والمواد اللوجستية".ا
صورة من: picture-alliance/dpa
القراصنة الصوماليون
قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون، الذين ظهروا بقوة عام 2008، حيث بدأوا في مهاجمة السفن العملاقة في منطقة القرن الإفريقي مهددين الملاحة في باب المندب. غير أن التدخل الدولي جعل القرصنة تتراجع تماما منذ عام 2012.
صورة من: picture alliance/AP Photo/F.Abdi Warsameh
أهمية مزدوجة لدول الخليج
لا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانيا. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفا مؤقتا لمرور نفطها في باب المندب. وارتفعت أسعار النفط عالميا.