1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ردود الفعل على الأزمة في تونس.. بين القلق والترقب والإدانة!

٢٦ يوليو ٢٠٢١

تتوالى ردود الفعل الإقليمية والدولية على الأزمة السياسية التي تشهدها تونس. وبينما أبدت كل من برلين وواشنطن قلقهما من الأحداث الأخيرة ودعت بروكسل كل الأطراف إلى احترام الدستور، استنكرت تركيا "تعليق العملية الديمقراطية".

متظاهرون أمام البرلمان التونسي وإحداهم تحمل يافطة كتب عليها: "انتهت اللعبة"!
بينما تستمر المظاهرات في تونس، تتوالى ردود الفعل الإقليمية والدولية على الأزمة السياسية في البلادصورة من: Fethi Belaid/AFP

أثار قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد ليل الأحد بتجميد عمل البرلمان لمدة ثلاثين يوماً وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه، ردود فعل عدّة في الداخل والخارج. وبينما اندلعت مواجهات اليوم الإثنين (26 تموز/يوليو 2021) أمام البرلمان، غداة وصف حزب النهضة الإسلامي الأكثر تمثيلاً ما جرى بأنه "انقلاب"، أبدت أطراف عدّة في العالم قلقها من تبعات الاجراءات الرئاسية المفاجئة.

وأعربت الحكومة الألمانية عن "بالغ قلقها" بشأن التفاقم الأخير في الوضع السياسي في تونس. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية في برلين اليوم الاثنين: "نعتقد أنه من المهم الآن العودة بسرعة حقاً إلى النظام الدستوري"، مضيفة أن جميع الأطراف مطالبة بـ"ضمان الامتثال للدستور في تونس وتطبيقه"، موضحة أن هذا يشمل أيضاً الالتزام بحقوق الحريات، التي تعد من أهم إنجازات الثورة  التونسية.

وقالت المتحدثة إن الوضع في تونس يؤكد الحاجة الملحة إلى معالجة الإصلاحات السياسية والاقتصادية بسرعة، وأضافت: "لا يمكن أن ينجح هذا إلا إذا عملت جميع الأجهزة الدستورية معاً بشكل بناء"، مؤكدة ضرورة استعادة قدرة البرلمان على العمل بسرعة.

وأكدت المتحدثة أن "تونس قطعت شوطاً جيداً، بل ورائعاً في السنوات الماضية"، مضيفة أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السلمية الماضية أظهرت أن "الشعب التونسي يريد الديمقراطية، وكذلك أن الديمقراطية ترسخت في تونس منذ 2011".

وذكرت المتحدثة أن السفير الألماني في تونس يجري محادثات مع وزارة الخارجية الألمانية عن الأوضاع، مضيفة أن وزارة الخارجية الألمانية ستسعى أيضاً إلى إجراء محادثات مع السفيرة التونسية في برلين.

"ضبط النفس والامتناع عن العنف"

من جانبه حث الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين الأطراف السياسية الفاعلة في تونس على احترام الدستور وتجنب الانزلاق إلى العنف. وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية: "نتابع عن كثب أحدث التطورات في تونس"، وأردفت: "ندعو كافة الأطراف في تونس إلى احترام الدستور ومؤسساته وسيادة القانون، كما ندعوهم إلى التزام الهدوء وتجنب اللجوء إلى العنف حفاظاً على استقرار البلاد".
وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الاثنين إن المنظمة الدولية تحث جميع الأطراف في تونس "على ضبط النفس والامتناع عن العنف وضمان بقاء الوضع هادئاً". وقال المتحدث فرحان حق: "يتعين حل جميع النزاعات والخلافات عن طريق الحوار". وامتنع المتحدث عن التعليق بشأن ما إذا كانت الأمم المتحدة تنظر إلى ما حدث في تونس على أنه انقلاب أم لا.

كما أبدت الولايات المتحدة الإثنين قلقها إزاء إقالة الرئيس التونسي قيس سعيّد لرئيس الحكومة، ودعت إلى احترام "المبادئ الديمقراطية" في البلاد التي تعد مهد "الربيع العربي". وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "نحن قلقون إزاء التطورات في تونس"، وأعلنت أن "التواصل قائم على أعلى مستوى" وان واشنطن "تدعو إلى الهدوء وتدعم الجهود التونسية للمضي قدماً بما يتوافق مع المبادئ الديموقراطية".

وأعلنت الدبلوماسية الفرنسية الإثنين أن باريس تأمل "بعودة المؤسسات الى عملها الطبيعي" في تونس "في أقرب وقت". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن فرنسا "تدعو أيضا جميع القوى السياسية في البلاد الى تجنب أي من اشكال العنف والحفاظ على المكتسبات الديموقراطية للبلاد".

كما  دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التونسي اليوم الاثنين إلى استعادة الهدوء والاستقرار في البلاد بعد قرار الرئيس المفاجئ إقالة الحكومة.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن وزيري الخارجية السعودي والتونسي تحدثا عبر الهاتف اليوم الاثنين وبحثا الوضع الراهن في تونس، وأضافت أن الوزير السعودي أكد "حرص المملكة على أمن واستقرار وازدهار الجمهورية التونسية الشقيقة ودعم كل ما من شأنه تحقيق ذلك".

"تعليق العملية الديمقراطية"
أما تركيا، فقد استنكرت "تعليق العملية الديمقراطية" في تونس. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن اليوم الاثنين عبر تويتر: "نرفض تعليق العملية الديمقراطية وتجاهل الإرادة الديمقراطية للشعب في تونس الصديقة والشقيقة". وكتب :"ندين المحاولات الفاقدة للشرعية الدستورية والدعم الشعبي، ونثق في أن الديمقراطية التونسية ستخرج أقوى من هذا المسار"، وفقاً لما نقلته عنه وكالة "الأناضول".

كما أبدت الخارجية التركية قلقها البالغ جراء تجميد عمل البرلمان في تونس، وأعربت عن أملها في إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية سريعاً. وقالت الخارجية، في بيان: "نشعر بقلق عميق جراء تعليق عمل البرلمان الذي يمثل الإرادة الشعبية في تونس (...)، ونأمل في إعادة إرساء الشرعية الديمقراطية في إطار أحكام الدستور التونسي بأسرع وقت".

من جهتها، دعت وزارة الخارجية القطرية أطراف الأزمة التونسية إلى "تغليب صوت الحكمة وتجنّب التصعيد"، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (قنا). وأعربت في بيان عن "أمل" قطر في أن "تنتهج الأطراف التونسية طريق الحوار لتجاوز الأزمة".

"انقلاب على الدستور والإرادة الشعبية"

وفي الجزائر، أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى اليوم الاثنين مكالمة هاتفية من الرئيس التونسي قيس سعيد. وذكرت الرئاسة، عبر حسابها الرسمي على موقع فيسبوك، أن الرئيسين بحثا مستجدات الأوضاع في تونس. كما تطرق الرئيسان إلى آفاق العلاقات الجزائرية التونسية وسبل تعزيزها.

من جانبه أكد أكبر حزب إسلامي في الجزائر، حركة مجتمع السلم (حمس)، اليوم الاثنين، أن ما حدث  في تونس يعتبر "انقلاباً على الدستور وعلى الإرادة الشعبية للأشقاء التوانسة المعبر عنها في  الانتخاب التشريعية السابقة". وقال الحزب، الذي يأتي في المرتبة الثالثة في عدد المقاعد بالبرلمان الجزائري،  إن ذلك يعد "إفشالاً ممنهجاً للانتقال الديمقراطي التونسي الذي صنع التميز والأمل لدى التونسيين والشعوب الحرة في العالم".

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح مقتضب إن بلاده تراقب التطورات في تونس. وقال في مؤتمره الصحافي اليومي عبر الهاتف: "نأمل ألا يهدّد أي شيء استقرار وأمن شعب ذلك البلد".

م.ع.ح/ع.ش (د ب أ ، أ ف ب ، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW