هددت إيران بأن الرياض ستدفع "ثمنا باهظا" بعد إعدامها رجل الدين الشيعي المعارض النمر. وفي حين دعا شقيقه للهدوء تحدث قيادي إيراني عن "محو آل سعود من صفحات التاريخ"، وقال مفتى السعودية إن إعدام 47 "إرهابيا" هو رحمة للعباد.
إعلان
اتهم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية المملكة العربية السعودية اليوم السبت (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2016) بدعم الإرهاب وإعدام المناهضين له، وذلك بعد أن نفذت الرياض حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي نمر النمر. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري بعد إعدام 47 شخصا في المملكة بينهم الشيخ نمر باقر النمر أن السعودية ستدفع "ثمنا باهظا" لإعدامها رجل الدين الشيعي.
وشجب آية الله أحمد خاتمي عضو مجلس خبراء القيادة في إيران إعدام السعودية للنمر اليوم السبت، وتكهن بأن تكون هناك تداعيات من شأنها إسقاط أسرة آل سعود الحاكمة. ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عنه قوله إن هذه الدماء "ستمحو أسرة آل سعود من صفحات التاريخ". وتعيد تصريحاته إلى الأذهان تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد في عام 2005 عندما قال إن إسرائيل "ستمحى مع صفحات التاريخ".
السعودية - عجز مالي قياسي وتحديات متزايدة
أعلنت وزارة المال السعودية عن عجز قياسي في ميزانية 2015 وموازنة العام المقبل، مما دفع بالحكومة السعودية إلى الإسراع بتطبيق سياسة تقشفية قاسية والدعوة لإجراء إصلاحات اقتصادية عاجلة. تعرف بالصور على تداعيات هذا العجز!
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
وقع عجز مالي قياسي بلغ 98 مليار دولار في ميزانية 2015 وهو الأكبر في تاريخ المملكة العربية السعودية. كما توقعت الحكومة السعودية حدوث عجز بقيمة 87 مليار دولار في موازنة عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
أحد أسباب هذا العجز هو انخفاض سعر برميل النفط في الأسواق العالمية إلى 36 دولار وهو أدنى سعر له منذ 11 سنة. يمثل تصدير النفط 80 بالمائة من إيرادات المملكة، بعد أن زادت من إنتاجها من الخام في هذا العام بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا.
صورة من: picture alliance/empics/N. Ansell
لمواجهة هذا العجز القياسي، أعلنت الحكومة السعودية عن إجراءات تقشفية تشمل زيادة أسعار المحروقات بنسبة خمسين بالمائة وأسعار المياه والكهرباء بنسبة الثلثين. بالإضافة إلى زيادة في رسوم بعض السلع مع اعتماد ضرائب جديدة. دعم أسعار الطاقة كلف الخزينة حسب مصادر حكومية نحو 61 مليار دولار في 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Saudi Press Agency
من المتوقع أن تتضرر الطبقة المتوسطة من إجراءات التقشف الجديدة وأيضا الطبقة الفقيرة. إذ تشير آخر الإحصاءات (2012) إلى أن نسبة الفقر بلغت في المملكة حوالي 12 بالمائة، وهي الأدنى في العالم العربي. إجراءات التقشف الجديدة أثارت أيضا جدلا واسعا في الشبكات الاجتماعية.
صورة من: picture-alliance/dpa
كما قررت الحكومة تطبيق إصلاحات هيكلية واسعة على الاقتصاد خلال السنوات الخمس المقبلة لتشجيع النمو الإقتصادي بهدف تقليل الاعتماد على النفط. كما أعلن مجلس الوزراء إنشاء وحدة للمالية العامة لتحديد سقف الميزانية العام والعمل على الالتزام به لتفادي ارتفاع العجز المالي.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Grimm
قيادة السعودية للتحالف العربي "عاصفة الحزم" في حرب اليمن كلفتها حوالي 20 إلى 50 مليار دولار حسب التقديرات. لكن رغم ذلك خصصت الحكومة حوالي 25 بالمائة من موازنة 2016 لللإنفاق العسكري والأمني. وهي تستحوذ بذلك على حصة الأسد في الموازنة العامة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
الإنفاق العسكري للمملكة سيتزايد بسبب الدور العسكري السعودي المتنامي في المنطقة، إذ أعلن وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان هذا الشهر تشكيل تحالف عسكري اسلامي يضم 34 دولة بهدف محاربة الإرهاب.
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency
أعلن العاهل السعودي في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر زيادة الاستثمارات السعودية في مصر لتصل إلى اكثر من 30 مليار ريال سعودي (8 مليار دولار) والمساهمة بتوفير حاجتها من النفط لخمس سنوات. كما وعد بدعم الاقتصاد المصري من خلال هبات مالية. بيد أن العجز القياسي في موازنة المملكة قد يجعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها تجاه مصر وباقي الدول العربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egyptian Presidency/Handout
سباق التسلح كلف المملكة السعودية حوالي 80 مليار دولار عام 2014 حسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. هذا العام أيضا، يتوقع أن تبلغ فاتورة صفقات الأسلحة السعودية رقما قياسيا. أبرز هذه الصفقات كانت مع فرنسا في يونيو الماضي وبلغت قيمتها 12 مليار دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-M. Wegmann
تراجعت سوق الاسهم السعودية أكثر من ثلاثة بالمئة في التداولات الصباحية غداة اعلان وزارة المال عن العجز في الميزانية. تقلب السوق السعودية زاد من قلق رؤوس الأموال الأجنبية. استثمارات الشركات الألمانية (700 شركة) في المملكة بلغت مجتمعة أكثر من 8 مليارات دولار هذا العام. صحف ألمانية رأت أن السعودية على مشارف "الإفلاس" بسبب عجزها المالي. إعداد: سميح عامري
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
10 صورة1 | 10
واستنكر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان تنفيذ حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر ووصفه بأنه "خطأ فادح". وحذر شقيق رجل الدين الشيعي الشيخ نمر باقر النمر من أن إعدامه "سيثير حفيظة الشباب" لدى الأقلية الشيعية في المملكة، داعيا إلى الهدوء ومشيرا إلى أن الشيخ النمر "كان له موقعية كبيرة ومتميزة وتأثير على الشباب". وأضاف: "نتمنى أن تكون حركة احتجاج سلمية، نرفض العنف والاصطدام بالسلطة كما رفضها الشيخ الشهيد".
ونعت حركة الحوثي اليمنية رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي أعدمته السعودية واصفة إياه "بالمجاهد"، في إدانة قوية للسعودية من أقوى جماعة شيعية مسلحة في شبه الجزيرة العربية. وتقود السعودية تحالفا عربيا خليجيا يقصف الحوثيين منذ تسعة شهور بعد أن شنت جماعة الحوثي عملية ضد الحكومة اليمنية.
وأكد مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن "تنفيذ الأحكام الشرعية في 47 من الجناة "الإرهابيين" هي رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفٌّ للشر عنهم ومنعٌ للفوضى في صفوفهم. وأكد المفتي، وهو بدرجة وزير ، في تصريح للقناة الأولى بالتلفزيون السعودي، السبت أن أحكام الإعدام "استندت إلى كتاب الله وسنة رسوله"، وأشار إلى أن "هؤلاء أقدموا على جرائم عظيمة: القتل وصنع المتفجرات وترويجها والحرص على زعزعة الأمن واستقراره ونشر الذعر بين أفراد المجتمع كما هو الواقع في كثير من الدول الإسلامية، موضحاً أن "هذا منكر عظيم وضلال مبين ".
وقال شاهد عيان إن الشرطة البحرينية أطلقت الغاز المسيل للدموع على عشرات المحتجين على إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر. وكان المحتجون يحملون صورا للنمر وواجهوا قوات الأمن في قرية أبو صيبع الشيعية غربي العاصمة المنامة. ودعا نشطاء إلى احتجاجات في البحرين، وهو ما يشير إلى أن إعدام النمر قد يثير التوترات الطائفية المتأججة بالفعل في الشرق الأوسط.
من جانب آخر، قال نائب من الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق لتلفزيون السومرية اليوم السبت إن تنفيذ السعودية حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي نمر النمر يراد منه إذكاء الفتنة بين السنة والشيعة و"إشعال المنطقة".
وقال محمد الصيهود النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون الحاكم لتلفزيون السومرية "هذا الإجراء المتخذ من قبل الأسرة الحاكمة يراد منه إشعال المنطقة من جديد وحصول اقتتال طائفي بين السنة والشيعة وخلق أزمة جديدة إضافة للأزمات التي تشهدها المنطقة".
على صعيد متصل، قال تلفزيون العهد نقلا عن زعيم فصيل شيعي عراقي بارز مدعوم من إيران إن الأسرة الحاكمة السعودية ارتكبت "جريمة" بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر. وقال أبو مهدي المهندس زعيم كتائب حزب الله إن إعدام النمر "جريمة" تضاف إلى "سجل جرائم" آل سعود.