أكدت اوانا لونجسكو، المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل اليوم الأربعاء (18 نوفمبر/تشرين الثاني 2020) اعتزام الحلف مواصلة مهمته في أفغانستان رغم الأمر الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب جزء آخر من القوات الأمريكية هناك. وصرّحت لونجسكو: "حتى مع الإعلان عن تخفيضات جديدة للقوات الأمريكية، فإن الناتو سيواصل مهمته لتدريب ومشورة ودعم قوات الأمن الأفغانية". وأضافت لونجسكو أنه يجب الحفاظ على الإنجازات التي تم تحقيقها في الحرب على الإرهاب الدولي، مشيرة إلى أن الناتو لن يغادر أفغانستان قبل أن يكون الوقت مناسباً لذلك.

وكان ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف، قد حذر من التداعيات المحتملة للسحب المتسرع للقوات من أفغانستان، وقال السياسي النرويجي إن ثمن المغادرة المتسرعة أو غير المنسقة من أفغانستان يمكن أن يكون باهظاً للغاية. ولفت ستولتنبرغ إلى التهديد الذي يمكن أن تمثله أفغانستان لو تحولت إلى منطقة ينسحب إليها إرهابيون دوليون يخططون منها لشن هجمات على دول الناتو.

وأبدى ترامب عدم تأثره بهذا التحذير وأمر بعد ذلك بوقت قصير بسحب المزيد من القوات الأمريكية، حيث تعتزم واشنطن تخفيض عدد قواتها هناك إلى نحو 2500 جندي بحلول الخامس عشر من كانون الثاني/يناير المقبل أي إلى النصف تقريباً.

من جهتها، أعربت الحكومة الألمانية الأربعاء عن قلقها من عواقب محتملة لقرار ترامب على "تقدم محادثات السلام" في أفغانستان، وفق ما نقله وزير الخارجية الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي، مشددا خصوصاً على أن عملية السلام لا تزال في بداياتها. وقال ماس "بعد نزاع مستمر منذ سنوات يجلس الطرفان الى طاولة المفاوضات وباشرا النقاش بطريقة بناءة. ينبغي عدم وضع عوائق إضافية قد يفضي إليها انسحاب متسرع من أفغانستان".

وتنشر ألمانيا 1300 عسكري تقريباً ضمن قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. 

وتجرى محادثات سلام بين طالبان والحكومة الأفغانية بعد اتفاق أبرم بين واشنطن والحركة المتمردة ينص على انسحاب الجيش الأمريكي بحلول منتصف 2021. في المقابل تعهدت طالبان عدم مهاجمة القوات الأمريكية ومنع مجموعات كالقاعدة وتنظيم "الدولة الاسلامية" من التحرك انطلاقاً من افغانستان.

غير أن حركة طالبان اعتبرت اليوم الأربعاء أن قرار واشنطن يشكل "تقدماً جيداً" سيساعد البلد على انهاء الحرب الدائرة فيه. وصرح ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان لوكالة فرانس برس "إنه تقدم جيد يصب في مصلحة الشعبين" الأفغاني والأمريكي، مضيفاً "كلما أتى أنسحاب القوات الأجنبية سريعاً كلما كانت نهاية الحرب سريعة".

إ.ع/خ.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)