تتواصل ردود الفعل على إعلان تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، برعاية أمريكية، في الوقت الذي كشف فيه مسؤول أمريكي عن "احتمال" أن تعلن إسرائيل ودولة عربية أخرى تطبيع العلاقات بينهما خلال ثلاثة أشهر.
إعلان
قال مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، إنه يوجد "احتمال كبير جدا" أن تعلن إسرائيل ودولة عربية أخرى تطبيع العلاقات بينهما خلال الأشهر الثلاثة التالية لإعلان تطبيع العلاقات بين إٍسرائيل والإمارات العربية المتحدة، الذي كشف النقاب عنه أمس الخميس (13 أغسطس/آب).
بدوره، توقع مستشار ترامب للأمن القومي روبرت أوبراين حصول اتفاقات مماثلة بين إسرائيل ودول عربية. وقال "نعتقد أنه توجد دول أخرى مستعدة" لخطوة من هذا النوع. ولم يذكر المسؤولان الأمريكيان الدول العربية التي يتوقع أن تبرم اتفاقات مماثلة لاتفاق أبراهام مع إسرائيل.
وفي حين قالت أبو ظبي إنّ إسرائيل تعهّدت في الاتفاق بـ"التوقّف عن خطة ضمّ أراض فلسطينية"، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّ مخطّط الضمّ "تأجّل" لكنّه "لم يُلغ". وأعلن السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان الخميس أنّ خطّة الدولة العبرية لضمّ أراضٍ في الضفّة الغربية المحتلّة "لم يُصرف النظر عنها نهائياً"، مؤكدا في مؤتمر صحافي في واشنطن إنّ "الصياغة تمّ اختيارها بعناية من جانب الأطراف المعنية. +تعليق مؤقّت+، لم يُصرف النظر عنها نهائياً".
ولقي الإعلان عن الاتفاق ردود فعل دولية متباينة، فقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق أنطونيو غوتيريش آملا "أن يتيح فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدّداً في مفاوضات جادّة تحقّق حلّ الدولتين بما يتّفق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية"، وفق بيان للمتحدث باسم غوتيريش.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إنّ القرار المتّخذ من جانب السلطات الإسرائيلية بتعليق ضم أراض فلسطينية "هو خطوة إيجابية يجب أن تتحوّل إلى إجراء نهائي"، مؤكدا في بيان على أنه "في النهاية لا بديل عن المحادثات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل التي تشكل السبيل الوحيد للتوصل إلى حل الدولتين وسلام مستدام".
وأعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية"، معتبرا أنها خطوات "من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط". وقالت البحرين إن "هذه الخطوة التاريخية (الاتفاق) ستسهم في تعزيز الاستقرار والسلم في المنطقة". وأكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن الاتفاق "سيكون مرتبطا بما ستقوم به إسرائيل".
إلى ذلك وصفت إيران الاتفاق بأنه "خطوة خطيرة" و" خطوة العار"، محذرة من أي تدخل من قبل إسرائيل في "معادلات منطقة الخليج الفارسي"، وبأنه على "حكومة الإمارات وسائر الحكومات المواكبة تحمّل جميع تداعيات هذه الخطوة".
وفي سياق متصل قال برايان هوك، مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية المختص بالملف الإيراني والذي سيترك منصبه قريبا، إن الاتفاق الجديد بمثابة "كابوس" لإيران فيما يتعلق بمساعيها ضد إسرائيل في المنطقة.
ونددت تركيا الجمعة بالاتفاق بين إسرائيل والإمارات ووصفته بأنه "خيانة للقضية الفلسطينية". وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان أن "الإمارات تحاول تقديم هذا الاتفاق كنوع من التضحية بالنفس من أجل فلسطين في الوقت الذي تخون فيه القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها". وأضافت "لن ينسى التاريخ وضمير شعوب المنطقة هذا التصرف المنافق ولن يغفروا لها أبدا".
وحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أنّ اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات سيتّم توقيعه في البيت الأبيض في غضون ثلاثة أسابيع من قبل كلّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووليّ عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان. وأعتبر ترامب في تغريدة على تويتر "إنه اختراق ضخم! اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين، إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".
ع.ج.م/م.س (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
الاختلاف في المواقف حول "صفقة القرن" بين إسرائيل والفلسطينيين، يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم ـ الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت إسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثار موجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط تثير الكثير من الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حركة حماس إسماعيل هنية.
صورة من: picture-alliance/A.A. Alkahlout
موقف أمريكي جديد
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 أعلنت إدارة ترامب أنها لم تعد ترى في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية خرقا للقانون الدولي، وفيما رحبت إسرائيل بالموقف الأمريكي، أدانته السلطة الفلسطينية والأردن. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أن موقفه لم يتغير، مؤكدا أن كل النشاط الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني. فيما حذر مراقبون من تداعيات هذا الموقف على الوضع في الشرق الأوسط.
صورة من: imago images/UPI Photo
التمهيد لـ"صفقة القرن"
يُطلق مصطلح "صفقة القرن" على خطة السلام في الشرق الأوسط، التي عكفت إدارة ترامب منذ عام 2017 على إعدادها لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وكان من المتوقع أن يتم الكشف عنها مطلع 2018، لكنها تأجلت. وفي أول مؤتمر علني حول "صفقة القرن" في حزيران/ يونيو 2019 أطلق مستشار ترامب وصهره غاريد كوشنر الجانب الاقتصادي منها، في البحرين ضمن ورشة "من السلام إلى الازدهار"، وسط مقاطعة الفلسطينيين لها.
صورة من: Reuters
وسط ترحيب إسرائيلي ورفض فلسطيني
قوبل إعلان ترامب يوم 28 يناير/كانون الثاني 2020 عن خطته للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بترحيب إسرائيلي، ورفض وتنديد من قبل القيادة الفلسطينية. فيما توالت ردود فعل العواصم العربية والعالمية. ولا تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة عن هذه الصفقة. غير أن ما رشح عنها يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر وبرعاية أمريكية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك