رد أمريكي حذر على نشر موسكو أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا
٢٦ مارس ٢٠٢٣
في رد فعل أمريكي حذر قال مسؤول أمريكي كبير إنه لا توجد مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام أسلحة نووية بعد إعلان الرئيس بوتين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا. وكييف ترى أن "الكرملين يحتجز بيلاروسيا رهينة نووية".
وقال المكتب الصحفي لوزارة الدفاع في بيان خطي: "رأينا تقارير عن إعلان روسيا وسنواصل مراقبة هذا الوضع".. "لم نر أي سبب لتعديل وضعنا النووي الاستراتيجي ولا أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي. ما زلنا ملتزمين بالدفاع الجماعي لحلف شمال الأطلسي".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السبت إن بلاده أبرمت اتفاقًا مع جارتها بيلاروسيا لنشر أسلحة نووية تكتيكية على أراضيها، مضيفًا أن مثل هذه الخطوة لا تنتهك اتفاقات حظر انتشار الأسلحة النووية.
ومن جهتها رأت كييف الأحد أن روسيا "تحتجز بيلاروس رهينة نووية" بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أسلحة نووية "تكتيكية" على أراضي الدولة الحليفة لموسكو. وكتب الأمين العام لمجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة "يحتجز الكرملين بيلاروس رهينة نووية"، مضيفا أن هذا القرار "خطوة نحو زعزعة استقرار البلد".
"لا شي غير اعتيادي"
وذكر بوتين في مقابلة بثها التلفزيون الروسي: "لا شي غير اعتيادي هنا: الولايات المتحدة تفعل ذلك منذ عقود. هي تنشر منذ زمن طويل أسلحتها النووية التكتيكية على أراضي حلفائها"، وتابع: "اتفقنا على القيام بالأمر نفسه"، مؤكدًا الحصول على موافقة مينسك.
وأضاف: "سبق أن ساعدنا زملاءنا في بيلاروسيا وجهزنا طائراتهم ... دون انتهاك التزاماتنا الدولية على صعيد منع انتشار الأسلحة النووية.. ثمة عشر طائرات جاهزة لاستخدام هذا النوع من السلاح".
وأوضح بوتين: "اعتبارًا من 3 نيسان/أبريل سنباشر بتدريب الفرق. وفي الأول من تموز/يوليو سننجز بناء مستودع خاص للأسلحة النووية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا"، مضيفًا أن موسكو لن تنقل فعليًا التحكم في تلك الأسلحة إلى مينسك.
وبرر بوتين هذا القرار بنية لندن في إرسال ذخائر باليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، وفق تصريحات صدرت مؤخرًا عن مسؤولة بريطانية. وتوعد بوتين باستخدام هذا النوع من القذائف إذا تلقت كييف ذخائر مماثلة من الغربيين. وقال: "روسيا تملك بالطبع الرد. لدينا دون مبالغة مئات آلاف القذائف من هذا النوع، لا نستخدمها في الوقت الحاضر".
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
ولم يحدد بوتين موعد نقل الأسلحة إلى بيلاروسيا التي تشترك في حدود مع ثلاثة أعضاء في حلف الأطلسي هم بولندا وليتوانيا ولاتفيا. ويشار إلى أن بيلاروسيا متحالفة بشكل وثيق مع روسيا. ويعتمد الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو - الذي لم يعترف الغرب بإعادة انتخابه رئيسًا في عام 2020 - على موسكو عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا. وفي بداية الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، دخلت الوحدات الروسية من الأراضي البيلاروسية.
تصاعد التوتر
يأتي إعلان بوتين في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر مع الغرب بسبب الحرب في أوكرانيا، وسط تكهنات من بعض المعلقين الروس بشأن احتمال توجيه ضربات نووية.
وجاء رد فعل الولايات المتحدة، القوة النووية العظمى الأخرى في العالم، مشوباً بالحذر. وأشار مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إلى أن روسيا وبيلاروسيا تحدثتا عن اتفاق بهذا الشأن خلال العام الماضي. وقال إنه لا توجد مؤشرات على أن موسكو تخطط لاستخدام أسلحتها النووية.
ويشير مصطلح الأسلحة النووية "التكتيكية" إلى تلك الأسلحة التي تستخدم لتحقيق مكاسب محددة في ساحة المعركة بدلاً من تلك التي لديها القدرة على إبادة المدن. ولم يتضح عدد الأسلحة التي تمتلكها روسيا من هذا النوع نظراً لأن هذا الأمر لا يزال محاطاً بسرية الحرب الباردة.
م.س/ع.ح (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة