تلجأ العديد من النساء في ألمانيا حاليا لرذاذ الفلفل كوسيلة للدفاع عن النفس بعد أحداث التحرش الأخيرة، لكن استخدام هذه الوسيلة في الدفاع عن النفس قد يضر بالمستخدم نفسه وليس بالمعتدي فقط، فما هي مخاطره المحتملة؟
إعلان
يمثل رذاذ الفلفل وسيلة مناسبة للدفاع عن النفس تلجأ إليها الفتيات والنساء بشكل خاص للدفاع عن أنفسهن، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الطريقة تحمل العديد من المخاطر، التي لا تقتصر على المعتدي فقط ولكن ربما على الشخص الذي يستخدمها نفسه. ويمثل رذاذ الفلفل خطورة شديدة لمن يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي فاستنشاق رذاذ الفلفل في هذه الحالة يمكن أن يؤدي للسعال الشديد أو لأزمة في التنفس، لاسيما وأن الرذاذ يحتوي على مادة تؤثر بشكل مباشر على الأغشية المخاطية.
وفي حال وصول رذاذ الفلفل للعين، فيفضل تجنب فركها تماما حتى رغم الشعور بالحرقة، كما ينصح هانز يورغ بوش، من مركز الطوارئ بمستشفى فرايبورغ الألماني الجامعي. ويحذر الطبيب من أن فرك العين في هذه الحالة قد يؤدي لأضرار بالعين تبقى مدى الحياة.
انقسام كبير في ألمانيا بعد أحداث كولونيا
أعمال التحرش الجنسي التي قام بها أجانب يشتبه أن غالبيتهم من اللاجئين تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا دفعت البعض إلى المطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت البعض يطالب بتفادي تجريم فئة معينة داخل المجتمع.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
الكثير من اللاجئين يعول على المستشارة الألمانية في إيواء أكبر عدد ممكن ممن فروا من أعمال الحرب وظروف العيش القاهرة للاستقرار في ألمانيا. لكن أعمال التحرش الجنسي التي قام بها مؤخرا لاجئون في كولونيا جلبت للمستشارة ميركل سيلا من الانتقادات وحملت سياستها مسؤولية ما حدث.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ هورست زيهوفر وجد في اعتداءات الأجانب في كولونيا على نساء ألمانيات ليلة رأس السنة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
بعد أحداث كولونيا هبت كثير من الأحزاب للمطالبة بتعديل القوانين لتسهيل ترحيل الأجانب الذين يرتكبون جنايات، غير أن زعيم حزب الخضر تشيم أوزدمير اعتبر أن القوانين السائدة كافية لمعاقبة من يخل بالقانون. في المقابل طالب حزب الخضر بدعم الشرطة والعدالة بالموظفين والتجهيزات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
يوليا كلوكنير زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية رينانيا بلاتينا اعتبرت أن نسبة لا يستهان بها من الرجال المنحدرين من دول عربية لا تحترم المرأة. وتطالب كلوكنير باعتماد وثيقة تفاهم مع كل لاجئ تضبط الحقوق والواجبات لخدمة الاندماج.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
الرئيس يواخيم غاوك الذي سبق له أن زار مخيمات اللاجئين في لبنان والأردن حث المواطنين على ضبط النفس وحذر من الترويج لصورة عدائية للإسلام.
صورة من: DW/K.Kroll
أعمال التحرش التي مارسها لاجئون في كولونيا قوت جناح المبادرات الشعبية المناهضة للأجانب مثل حركة بغيدا التي تظاهر أنصارها لوقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
أيمن مازييك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا حذر من وضع المسلمين تحت شبهة عامة، وقال بأنه لا يمكن ربط أعمال كولونيا بالدين أو الوطن الأصلي، معتبرا أن الجناة كانوا شبانا يتحركون تحت تأثير الكحوليات.
صورة من: picture-alliance/dpa
تجاوز عدد الشكاوى التي تلقتها الشرطة في كولونيا 500 شكاية غالبيتها من نساء تعرضن للتحرش الجنسي. وخرجت بعض النسوة للاحتجاج ضد ما حصل لشجب كل أشكال التحرش والعنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
لاله أكغون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهي من أصول تركية اعتبرت أن المتحرشين ضد النساء أمام محطة القطار الرئيسية بكولونيا يعانون من الكبت في بلدانهم الأصلية، وفي ألمانيا بلاد الحرية أطلقوا العنان لهواجسهم الشخصية. وتقول أكغون إن هؤلاء الرجال يحملون صورة عدائية ضد المرأة.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Reinhardt
9 صورة1 | 9
ضرر مزدوج
وتتمثل أولى خطوات علاج رذاذا الفلفل في غسل العين بشكل جيد جدا بالماء الفاتر وتكرار نفس الشيء مع أي مكان في الجسم وصل إليه رذاذا الفلفل. ويشير الطبيب يورغ بوش لخطورة الأمر قائلا: "بشكل عام لا تحدث مشكلات مستديمة، لكن يجب على الجميع إدراك أن هذا الأمر لا يلحق الضرر بالمعتدي فقط لكن ربما بمستخدم الرذاذ نفسه أيضا". ورغم أن الشعور بالحرقان الذي يسببه رذاذا الفلفل يستمر لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة فقط، إلا أن تأثيره قد يمتد لعدة ساعات.
ورصد الطبيب بوش العديد من الحالات التي تسببت فيها رذاذ الفلفل في إصابة مستخدمه وليس المعتدي، نتيجة لاستخدامه مثلا في عكس اتجاه الرياح. وأشار بوش إلى إحدى المرات التي جرى خلالها نقل العديد من رجال الشرطة لقسم الطوارئ في المستشفى نتيجة إصابتهم بسبب استخدام رذاذ الفلفل.
وبجانب رذاذا الفلفل الذي يحتوي على المادة الفعالة للفلفل الحار، هناك بعض التركيبات الكيميائية التي تستخدم عادة من قبل قوات الشرطة أو الجيش. وفي ألمانيا يسمح باستخدام رذاذ الفلفل في المواقف الطارئة ضد البشر أو الحيوانات. وكثيرا ما يستخدم الرذاذ من قبل الصيادين في مواجهة حيوان مفترس.