1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رسائل عربية في لقاءات مؤتمر ميونخ للأمن

٢٠ فبراير ٢٠٢٣

البرنامج النووي الإيراني وصعود مؤشر العلاقات بين السعودية والصين وروسيا، وموقف دول الخليج من الحرب في أوكرانيا كانت من أهم نقاط جلسات نقاش دارت في مؤتمر ميونخ للأمن.

وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح
وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود ووزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباحصورة من: DW

هيمنت حرب روسيا على أوكرانيا على نقاشات مؤتمر ميونخ للأمن في نسخته التاسعة والخمسين خصوصا في غرف ومنصات فندق بايرشه هوف الفسيحة حيث الحضور الإعلامي، إلا أن قضايا أخرى كانت محل نقاش بين صناع القرار في غرف أصغر من الفندق الواسع. القضايا العربية كانت حاضرة، موضوع "حل الدولتين" والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إيران والعلاقة مع دول الخليج، العراق والدور الإقليمي الذي يمكن أن يلعبه، والصعوبات التي يعاني منها بسبب تغوّل الفساد.

حتى في جلسات النقاش غير المتعلقة بالحرب في أوكرانيا  كانت تطرح أسئلة أولا حول الحرب هناك ثم يعود جو النقاش إلى الهدف الأصلي من الجلسة. في حوار حول "الدور الجيوستراتيجي لدول الشرق الأوسط” شارك فيه كل من الشيخ سالم الصباح وزير الخارجي الكويتي ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، جرى افتتاح الحوار بسؤال للوزير الكويتي حول سبب قرب الموقف الكويتي من الموقف الغربي تجاه قضية الغزو الروسي لأوكرانيا، جاء جوابه: "أن الكويت تبني موقفها لسببين، الأول أن بلاده ضد أي احتلال وتغيير الحدود بالقوة من حيث المبدأ، وثانيا لأن الكويت نفسها تعرضت لتجربة الغزو قبل أكثر من ثلاثين عاما من العراق وتعلم ماذا يعني الغزو بالنسبة للناس" ولذا فإن موقف الكويت مبني على المبدأ والخبرة بهذا الشأن. 

من جانبه نفى الأمير فيصل بن فرحان آل سعود أن يكون هناك موقف مختلف للسعودية عن مجلس التعاون الخليجي وعن القانون الدولي حول الحرب في أوكرانيا، لكنه لم يتردد في الإعلان بوضوح عن موقف المملكة بالقول "مازلنا نحافظ على حوار مفتوح مع روسيا لأننا في مجلس التعاون نؤمن أن علينا الحفاظ على هذا الاتصال لأنه يسهل الحوار كما أن لنا علاقات مع روسيا من خلال أوبك بلاس… فهدفنا هو الحفاظ على سوق مستقرة للنفط. نريد الحفاظ على علاقات طيبة مع كل القوى المؤثرة على الصعيد العالمي”.

كيف يكون دور الشرق الأوسط في نظام عالمي متعدد الأقطاب؟

خلال الندوة طلبت مديرة الحوار أن يكمل كل من الوزيرين الجملة التالية: في نظام عالمي متعدد الأقطاب، ماذا يمكن أن يكون دور دول الشرق الأوسط؟ وزير الخارجية السعودي أجاب: سيكون جسرا، بينما كان جواب وزير خارجية الكويت قريبا جدا من جواب نظيره السعودي بإن الدور سيكون صانع الجسر. 

حول السؤال عما تتوقعه دول الخليج من القوى الأوروبية في ظل دخول لاعبين جدد في منطقة الشرق الأوسط، الوزير الكويتي أجاب أن الأوروبيين لاعبون رئيسيون على الساحة الدولية" وأشار الوزير إلى انطباع سائد في مؤتمر ميونخ أن الحوار يدور حول الحرب في أوكرانيا، "وهي قضية مهمة جدا، لكن أظن أن على الدول الأوروبية أن تبقي علينها على قضايا ومناطق صراع أخرى في العالم ولعب دور  إيجابي فيها". 

عودة الحوار مع سوريا

في نفس اليوم أشار الأمير فيصل بن فرحان آل سعود  إن إجماعا بدأ يتشكل في العالم العربي  على أنه لا جدوى من عزل سوريا وأن الحوار مع دمشق مطلوب "في وقت ما" حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين.

تصريحات الأمير في منتدى ميونخ للأمن تمثل تغيرا في السياسة بالمقارنة مع السنوات الأولى للحرب الأهلية السورية المستمرة منذ ما يقرب من 12 عاما، عندما دعمت دول عربية من بينها السعودية جماعات من المعارضة المسلحة قاتلت ضد الرئيس بشار الأسد.

وقال الأمير فيصل "سترون أن إجماعا يتزايد ليس فقط بين دول مجلس التعاون الخليجي بل في العالم العربي على أن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار". وأضاف أنه في ظل غياب سبيل لتحقيق "الأهداف القصوى" من أجل حل سياسي فإن نهجا آخر "بدأ يتشكل" لمعالجة مسألة اللاجئين السوريين في دول الجوار ومعاناة المدنيين خاصة بعد الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.

وقال الأمير فيصل "لذلك، ينبغي أن يمر ذلك عبر حوار مع حكومة دمشق في وقت ما بما يسمح على الأقل بتحقيق الأهداف الأكثر أهمية خاصة فيما يتعلق بالزاوية الإنسانية وعودة اللاجئين وما إلى ذلك".

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال حلقة نقاش حول العراق صورة من: DW

"العراق كحجر زاوية"

"العراق لم يعد جزءا من المشكلة "بل هو مفاتح للحل في المنطقة، هو حجر زاوية لنظام اقليمي مستقر مبني على التعايش والتعاون والشراكات الاقتصادية التي تخدم دول المنطقة"، يقول رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في جلسة نقاش حول العراق، ويضيف "أولويات العراق تغيرت بفعل التحديات، أولويات حكومتي هي خمسة: "مكافحة الفقر، البطالة، مكافحة الفساد، والإصلاحات الاقتصادية".

السوداني أكد أنه يعمل على اصلاح هيكلي في الاقتصاد لكي يتماشى مع العالم. وأن العراق يضع أولوية التغيرات المناخية كتهديد وجودي للعراق بحكم حرق الغاز نتيجة انتاج النفط، "العراق ينتج يوميا 4 مليون و650 ألف برميل يوميا. هناك غاز مصاحب يحرق ولم تستثمر الحكومات السابقة هذا الغاز" بحسب السوداني. 

حول الفساد قال السوداني"إن جزء من الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة منذ عام 2003 كان يمول الإرهاب، "أنا اتكلم عن تجربة، كنت متواجدا في كل مؤسسات الدولة منذ عام 2003".

وحول السؤال عن أولويات الحكومة على المستوى الدولي والإقليمي أجاب: "العراق له دور ريادي دور طبيعي وليس بدور يبتغيه أو يتقمصه، الوضع الطبيعي لبلد مثل العراق بجغرافيته هويته الوطنية تاريخه يكون رائدا في المنطقة ويعمل على أن يكون نقطة التقاء لكل دول المنطقة والعالم".

ويوضح خلال جلسة النقاش "لذلك كانت زياراتي بهذا العنوان مع الأشقاء، عقدنا سلسة لقاءات مهمة وحاليا هناك فرق عمل تعمل للإعداد لمشاريع استراتيجية اقتصادية تمثل شراكات منتجة لبلدانا والمنطقة والعالم. بهذه الرؤية سيكون العراق مؤثرا ويؤسس لهذا النظام الإقليمي القائم على التعايش والتعاون. قدرنا أن يكون لنا جوار مع ايران وتركيا، ولهذا يمكن للعراق أن يلعب دورا في تقريب بما يعزز امن واستقرار المنطقة. 

انتوني بلينكين وزير خارجية الولايات المتحدة صورة من: Stephan Goerlich MSC/UPI Photo/IMAGO

هل تتدخل إيران في الشأن العراقي؟

سؤال طرح على السوداني حول "التدخل الإيراني في العراق في السياسة العراقية وتسليح الميليشيات وتهريب السلاح إلى حزب الله عن طريق العراق إلى لبنان”، السؤال جاء من صحفي إسرائيلي يعمل في موقع أميركي.. السوداني أجاب أن المعلومات التي ذكرها الصحفي غير دقيقة وأن هذا "تشويش يمارس على العلاقة بين إيران والعراق. إيران دولة جارة وأن علاقة إيران مع مؤسسات الدولة والقوى السياسية في العراق إيجابي مثلما هو الحال لهذه العلاقة مع أي دول أخرى” بحسب قوله. و أضاف "لانسمح لأي دولة أن تصادر أو تتدخل في القرار الوطني العراقي. العراقيون على درجة عالية من الوطنية والمسؤولية والحكمة في إدارة شؤونهم وفق مصلحتهم الوطنية وليس وفق إملاءات من الخارج. مصلحتنا تكمن في إقامة علاقات طيبة مع دول الجوار”

في الجلسة الحوارية التي استضافت وزيري خارجية الكويت والسعودية أشار الأمير فيصل بن فرحان أن السعودية تتكلم مع حلفائها الأوربيين حول البرنامج النووي الإيراني وكذلك مع حلفائها في روسيا والصين لاستخدام علاقاتهم مع إيران للإبقاء على البرنامج النووي الإيراني سلميا وكذلك حول الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن". يذكر أن إيران لم يتم دعوتها لحضور المؤتمر هذا العام. 

رئيس الوزراء العراقي أشار إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وبغداد، وكانت أول لقاءاته في مؤتمر ميونخ مع وزير الخارجية الأمريكي بلينكين أكد فيها أن "الحكومة تضع هدف إقامة العلاقات المتوازنة في المقدمة بالإضافة إلى أهمية الدور العراقي في تثبيت الاستقرار بالمنطقة".

داخل الغرف المغلقة جرت اجتماعات لا حصر لها بين صناع القرار ومن بينهم عرب وغربيون، ولم يتم التصريح حول ماجرى فيها وبقيت طي الكتمان. 

 

عباس الخشالي- ميونخ  

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW