رسالة شكر مؤثرة من أم فقدت ابنها في حادث سير في ألمانيا
٣١ ديسمبر ٢٠١٧
رغم فقدان ابنها الصغير وما صاحب ذلك من ألم ومعاناة، غير أن امرأة باكستانية مسلمة أبت إلا أن توجه رسالة مؤثرة للغاية للناس الذين وقفقوا بجانبها في محنتها. وعبرت عن اعتقادها أن العيش بسلام في هذا العالم ممكن.
إعلان
ذكر موقع "فوكس" الألماني اليوم الأحد (31 ديسمبر/ كانون الأول 2017) أن امرأة باكستانية مسلمة (29عاما)، بعثت رسالة مؤثرة للغاية، تتقدم فيها بالشكر إلى خدمة الطوارئ والأطباء والممرضات في مستشفى مدينة كولونيا الألمانية، بالإضافة إلى العديد من الأشخاص والشرطة، الذين ساعدوها على تجاوز محنة فقدان ابنها.
وكانت المرأة الباكستانية قد فقدت ابنها (علي) عقب حادثة سيرة مأساوية في الطريق بمدينة كولونيا، بيد أنها لقيت تعاطفا كبيرا من الكثير من الناس، الذين ساعدوها على تجاوز خسارة ابنها الصغير.
وقالت الأم المكلومة في رسالتها "أنا أم الصبي البالغ من العمر ست سنوات، الذي توفي بشكل مأساوي عشية عيد الميلاد...إنها خسارة لا يمكن تصورها بالنسبة لي ، إنه ألم هائل، لكن التعاطف الذي (لقيته من قبلكم) يمنحني الكثير من القوة".
وتابعت "أعيش في لندن وترعرعت في كولونيا، كما أنني مسلمة تنحدر من أصول باكستانية. أود أن أتوجه بالشكر من كل أعماق قلبي لكل الناس، الذين لم يكونوا يعرفونني في ألمانيا، ورغم ذلك ساعدوني مع عائلتي في هذا الظرف الصعب".
وأردفت بالقول "اليوم سأعود إلى لندن حاملة معي ابني الحبيب المتوفى إلى المنزل. لقد كانت فترة إقامتي في ألمانيا مؤلمة جدا وحزينة، مع ذلك أعود بالكثير من الأمل والشجاعة". وأضافت : "لقد انبهرت عندما رأيت كيف أن الكثير من الناس تواجدت من أجلنا.. دون النظر من أي بلد أتيت، أو أي ديني أنتمي إليه أو لون بشرتي".
وواصلت الأم في وصف أحاسيسها من تصرف الناس معها، بعد فقدان ابنها الصغير "كل الناس الذين كانوا من أجلنا، خدمة الطوارئ والأطباء والممرضات والإمام والشرطة، والذين ساعدونا رغم عدم معرفتهم المسبقة بنا، ( أود أن أقول لهم)، لقد أظهرتم لي كيف تبدو الإنسانية".
واختتمت المرأة رسالتها "رؤية هذا جعلتني متأثرة للغاية، ولدي إحساس أن العيش معا في هذا العالم بسلام ممكن، حينما نتحد جميعا، مثلما رأيت ذلك بين المسيحيين والمسلمين وأصحاب المعتقدات الأخرى في مدينة كولونيا" وأضافت : "شكرا جزيلا وأتمنى لكم جميعا سنة جديدة وسعيدة".
ر.م/ ع.خ
رسوم تاريخية على البطاقات البريدية
حين نريد إبلاغ الآخرين عن مكان قضاء إجازتنا هذه الأيام، فقد نرسل رسالة قصيرة بالجوال أو عن طريق تويتر أو فيسبوك، لكن هذا كان مختلفاً في الماضي في ألمانيا حين كان البعض يرسلون بطاقات بريدية عليها صور يرسمونها بأنفسهم.
صورة من: Janine Albrecht
رسائل قصيرة
"لقد وصلنا إلى مكان قضاء إجازتنا والطقس جميل": مثل هذه الرسالة القصيرة نرسلها لأصدقائنا بالجوال أو تويتر أو فيسبوك. ولكن في بداية القرن العشرين كانت الأحوال مختلفة، فقد كانت البطاقات البريدية المرسومة تؤدي هذه الوظيفة، مثلما كان يفعل مجموعة من الرسامين الألمان أسموا أنفسهم مجموعة "الجسر" بمعنى جسر التواصل، وخلّدوا أنفسهم بهذه البطاقات. وهنا نرى بطاقة بريدية لأحدهم مرسوم عليها أشخاص وهم على الشاطئ.
صورة من: Ernst Barlach Haus
رسم وخط على بطاقات المراسلة
وبحلول عام 1870 ظهرت بطاقات المراسلة المكتوب على أحد وجهيها عنوان المُرسَل إليه وموجود عليه أيضاً الطابع البريدي. وبحلول عام 1905 سمح مكتب البريد الألماني حينها بكتابة نص رسالة على جانب البطاقة الموجود عليه عنوان المرسل. وأصبحت بطاقة المراسلة محبوبة بين الناس وانتشرت انتشاراً واسعاً بينهم. وابتداءً من عام 1879 تم إحصاء 120 مليون بطاقة بريدية سنوياً.
صورة من: Janine Albrecht
شراء بطاقات الرسامين البريدية
عام 1900 صار من الممكن للناس شراء بطاقات بريدية، ولكن الرسامين قلما كانوا يشترون بل كانوا يرسمون بطاقاتهم بأنفسهم. على الجانب الخلفي لهذه البطاقة هنا كَتَبَ الرسام الألماني ماكس بيس-شتاين عام 1928: "... السماء تمطر والطقس بارد وحان وقت صيد السمك! وبعدها سيتم رسم الأسماك ومن ثم أكلُها...". بهذه الكلمات خلّد هذا الرسام نفسه، على بطاقته المرسومة.
صورة من: Janine Albrecht
إرسال سريع للبطاقات بحلول عام 1900
كارستن مولَر نظم معرضاً لبطاقات المراسلة البريدية القديمة تحت عنوان "أطيب التحيات والمُنى" ومن ضمنها بطاقات مجموعة "الجسر" الألمانية، وقد قام بتنظيم المعرض في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا. وهو يقول إن "رسوم هذه البطاقات مباشِرةٌ ومتميِّزة بسرعة البديهة وببساطة إيصال فكرة الرسالة دون أية مناورة"، وإن الإرسال السريع لهذا البطاقات بدأ بحلول علم 1900.
صورة من: Ernst Barlach Haus
بطاقات بريدية ذات محتوى فني واقعي
كل ما كان الرسامون يعرضونه على لوحاتهم الحائطية من أعمال فنية تعبّر عن مواضيعهم الذاتية والحياتية كانت تظهر أيضاً على بطاقات المراسلة البريدية. ومن هذه الموضوعات: السماء الصافية والمروج الخضراء والمسارح والسيرك، وحتى رسمة "بنت الجيران" التي تبدو في هذه الصورة وهي من أعمال الفنان كارل شميت روتلوف والتي رسمها عام 1910.
صورة من: Janine Albrecht
رسومات فريدة
الرسومات كانت فريدة وغير متشابهة، ومنها هذه الرسمة على هذه اللوحة الزيتية (يمين الصورة) والتي تظهر عليها امرأة أثناء الاستحمام. ويقول كارستن مولَر حول مثل هذه الرسومات: "في أيام القيصر الألماني فيلهِيلم، كان ساعي البريد يشعر بالصدمة حين يرى مثل هذه الرسومات".
صورة من: Janine Albrecht
رسالة قصيرة بالبريد
على هذه البطاقة كتب الرسام الألماني كارل شميت- روتلوف عام 1910 الرسالة القصيرة التالية بالبريد لصديقته روزا شابيريه: "زيارتك مطلوبة، تحية قلبية" وكتب اختصاراً للقبه: ش.ر . فقد كانت الاختصارات تُستَخدَم مثل وقتنا الحاضر. إذ في بداية القرن التاسع عشر في ألمانيا كانت الرسائل البريدية تصل مرة أو مرتين إلى المدن، بل وبشكل أكثر تكراراً في المدن الكبيرة.
صورة من: Janine Albrecht
مصادر مهمة لمؤرخي الفن
في الماضي، كان الرسامون المتراسلون بالبطاقات البريدية يقيمون قدراً كبيراً لبطاقاتهم الفنية البريدية، فقد قامت منسقة مجموعة "جسر" التواصُل، روزا شابيريه، بجمع كل تلك البطاقات، التي باتت عماد معرض "الجسر" الفني في برلين. واستخدمها المؤرخون للتعرف على الحياة اليومية الرسامين. ومن خلال الطوابع يتعرف الباحثون على التواريخ والفترات الزمنية التي تعود إليها هذه البطاقات الفنية البريدية.
صورة من: Ernst Barlach Haus
"شكراً على الطماطم الجميلة"
منطقة دانغاست الصغيرة على بحر البلطيق كانت مكاناً محبوباً للغاية لدى رسامي مجموعة "الجسر" الفنية وكانوا يقضون فيها إجازاتهم. وعلى هذه البطاقة رَسَمَ كارل شميت- روتلوف عام 1910 منزلاً لأحد الفلاحين هناك. وخلف هذه البطاقة وقّعت أيضاً الرسامة إمّا ريتَر وشكرَت الفلاح المقيم في المنزل على الطماطم الطازجة واللذيذة التي أهداها لهما. لقد كانت هذه جولة مصورة من الماضي عن حياة بعض الرسامين في ألمانيا.