رسالة مؤثرة من والدة أحد ضحايا هجوم برلين لوالدة المهاجم
١٨ ديسمبر ٢٠١٧تستقبل المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اليوم الاثنين (18 كانون الأول/ديسمبر 2017)، ضحايا وأقارب ضحايا هجوم الدهس الذي وقع قبل عام في أحد أسواق أعياد الميلاد في العاصمة برلين. وتحدد اللقاء بعد ظهر اليوم الاثنين في دار المستشارية، ومن المنتظر إقامة ندوات تذكارية في مسرح الجريمة يوم غد الثلاثاء حيث تحل الذكرى السنوية الأولى للهجوم.
وإلى جانب ميركل، سيشارك الرئيس الألماني فرانك - فالتر شتاينماير، في الندوة التذكارية الرئيسية بالإضافة إلى العديد من الوزراء الاتحاديين.
كان 12 شخصا قد لاقوا حتفهم وأصيب نحو 70 آخرين، في الهجوم الذي نفذه التونسي أنيس العامري باستخدام شاحنة في التاسع عشر من كانون أول/ديسمبر 2016.
لكن آلام الكثير من عائلات ضحايا الهجوم لم تلتئم رغم مرور عام على الهجوم. وخاصة عند المقربين من الضحايا وأمهاتهم. وقالت فريدريكه هيرليش من مدينة أوكرمونده في شرق ألمانيا التي فقدت ابنها المحامي د. كريستوف هيرليش في الهجوم، لقناة "ZDF" الألمانية إن مقتل ابنها شكل صدمة بالنسبة لها. وكان كريستوف هيرليش برفقة زملائه في سوق عيد الميلاد، حين هاجم التونسي أنيس العامري بحافلة مسروقة حشدا من المتجمعين في السوق.
لكن فريدريكه هيرليش ورغم معاناتها قررت مواجهة مأساة خسارة ابنها بطريقة أخرى، وقالت إنها لا تعرف معنى الكراهية ولا تحس بذلك بتاتا. وذكرت أن أبنها القتيل لم يرد ذلك أيضا. وكتبت فريدريكه هيرليش رسالة لوالدة منفذ الهجوم أنيس العامري وقالت "أعتقد أنه هنالك عدة طرق لإنهاء الكراهية والخلافات، وذلك من خلال فهم جديد لبعضنا البعض. وهو أيضا عابر للحدود عندما يتعلق الأمر بأمهات، ويمكننا المساهمة في عمل شيء أكبر".
وكتبت فريدريكه في رسالتها:"
عزيزتي السيدة ... أنيس العامري.
أنا أسمي فريدريكه هيرليش أنا والدة كريستوف هيرليش الذي توفي بعمر 40 عاما بطريقة مأساوية في برلين في التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر 2016. وأنت أيضا والدة سائق الحافلة التي استخدمت في الهجوم فقدتِ ابنك بطريقة مأساوية. وأنا أحس بألمك مثل ألمي. قلبي يفهم الذي جرى كحاجة للقاءك والتعرف عليك والتواصل معك. بكل احترام أكلمك اليوم وأريد بكل سرور التعرف عليك وأريد تبادل الحديث معك. وربما سيُفتح لنا باب يمكننا من خلاله اكتشاف طريق جديد يقودنا إلى التعايش مع بعضنا البعض . .... ولكن ليس كل شيء خاضع لإرادتنا، ولكن يمكننا أن ننظر إلى قلوبنا وأن ندعها تتكلم.
مع احترامي الكبير أنحني أمامك كأم الابن المقتول.
فريدريكه هيرليش".
فيما ذكر ساشا كلوسترس (41 عاما) الذي كان برفقة والدته أنغيليكا كلوسترس في سوق عيد الميلاد في ميدان برايتشايد في مساء (19 كانون الأول/ديسمبر 2016)، معاناته مع الهجوم. وروى ساشا الذي يعيش في مدينة نويس قرب دوسلدورف غرب ألمانيا، لفريق قناة "ZDF" الألمانية ذكريات عن الهجوم. فيما تحدث والد ساشا نوربرت كلوسترس (67 عاما، متقاعد)، وهو يدخن الشيشة التي جلبها مع زوجته الراحلة من رحلتهما من مصر، وبدا الحزن واضحا عليه، وقال:" كنا نحب التدخين. وفي البدء كان الوضع صعب جدا بالنسبة لي. وخاصة وأن زوجتي كانت دائما بجنبي".
وقال ساشا عن والده إنه كان شخصا مرحا ويحب الضحك والمزح، ولكنه وبعد خسارة زوجته أصبح يعاني من فراغ داخلي. أما ساشا فتوقف عن ممارسة عمله طيار بسبب وضعه النفسي الصعب بعد مقتل والدته. وجمع ساشا ما تبقى من سفرته الأخيرة لبرلين بصحبة والدته في ألبوم وفيه صور تجمعهما سوية. ودون الألبوم في صفحته الأخيرة الدقيقة الثالثة بعد الثامنة مساء، حين هاجم أنيس العامري سوق عيد الميلاد وقتل 12 شخصا، من بينهم أنغيليكا كلوسترس والدة ساشا.