رسالة لاجئي ليسبوس إلى بروكسل.."حقوقنا أقل من حقوق الحيوان"
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠
بمناسبة عيد الميلاد وجه نشطاء من لاجئي مخيم كاراتيبي الجديد بجزيرة ليسبوس اليونانية، الذي أقيم لإيواء مهاجري مخيم موريا بعد الحريق الذي أتى عليه، رسالة مؤثرة إلى المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تضمنت مطالب عاجلة.
إعلان
وجه مهاجرون في مخيم كاراتيبي الجديد، الذي أُسِس لإيواء مهاجري موريا بعد الحريق الذي أتى على مخيمهم، رسالة بمناسبة عيد الميلاد إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أوضحوا فيها أنهم كطالبي اللجوء في أحد أكبر مخيمات اليونان، "لديهم حقوق أقل من تلك المخصصة للحيوان في أوروبا".
وقال متطوعو "فريق موريا للتوعية بكورونا" وجماعة "خوذات موريا البيضاء" في رسالتهم المفتوحة لرئيسة المفوضية وللمواطنين الأوروبيين "من مخيم اللاجئين الجديد في ليسبوس نتمنى لكم ميلادا مجيدا. نأمل ان يكون باستطاعتكم الاحتفال على الرغم من المشقات التي نواجهها جميعا بسبب الجائحة".
وجاء في رسالة الناشطين أنه على الرغم من تحسن الأمن، فإن "الوضع أسوأ إلى حد ما من عدة نواحي قبل الحريق الكبير"، مشيرين إلى عدم قدرتهم على تنظيم أنفسهم لتعليم الأطفال وتقديم نشاطات ترفيهية لهم.
وأوضح النشطاء أنه بالرغم من أن المساعدات التي تبلغ ملايين اليوروهات، لا يوجد ما يكفي من المياه الساخنة، فيما الإضاءة سيئة والرعاية الطبية غير كافية ولا وجود لأجهزة تدفئة.
وأضاف اللاجئون في رسالتهم أنه إذا ما أصاب أحد اللاجئين مرض ما، "ينتظرون ساعات لتلقي العلاج... وعلى الرغم من أن كميات الطعام كافية، إلا أنها ليست صحية". وتابعت الرسالة "لقد درسنا قوانين حماية الحيوانات في أوروبا ووجدنا أنها تتمتع بحقوق أكثر مما لدينا (...) لذلك نطلب منكم فقط منح (اللاجئين) أبسط الحقوق التي تتمتع بها الحيوانات".
وقال المتطوعون إنهم عازمون على المساعدة في تحسين ظروف اللاجئين المعيشية في المخيم. مشيرين إلى أن "كثيرين منا مهندسون وأطباء ونعلم أن إصلاح هذا المخيم لا يحتاج إلى أموال كثيرة".
مبادرات تطوعية من اللاجئين لخدمة اللاجئين
رائد عبيد، منسق مبادرة "خوذات موريا البيضاء" الموقعة على الرسالة، قال لمهاجر نيوز إنهم كمهاجرين ولاجئين اتخذوا قرار إطلاق المبادرة في آذار/مارس الماضي "لإدارة شؤوننا بأنفسنا وتحسين شروط حياتنا".
وأضاف المهاجر السوري أن "فريق موريا للتوعية بكورونا" و"خوذات موريا البيضاء"، هما مبادرتان تطوعيتان من اللاجئين لخدمة اللاجئين، وتضمان عددا من المتطوعين من كافة الاختصاصات. "وبعد حريق موريا واضطرارنا لإخلاء المخيم، ازدادت قناعتنا بضرورة الاعتماد على أنفسنا، خصوصا في ظل ظروف معيشية سيئة للغاية".
وحول الرسالة قال عبيد "فكرة الرسالة، إذا ما أخذناها بهذا الإطار، ليست جديدة. هي جزء من المناشدات التي لم نتوقف عن إطلاقها لإنقاذنا من هذه الحياة. المعاناة هنا كبيرة جدا، عدد كبير من اللاجئين يعانون من اضطرابات نفسية خطيرة، يشعرون أنهم باتوا يعيشون على الهامش دون آفاق لحلول واضحة".
وناشد عبيد كل من هو مسؤول عن هذا الوضع قائلا "لم نأت إلى هنا بمحض إرادتنا، فلولا الحروب والأزمات في بلادنا ما كنا لنفكر بالهجرة. توجهنا إلى أوروبا بحثا عن الأمان والحياة الأفضل لأطفالنا، لكننا تفاجأنا بهذا الواقع... أيضا نريد أن نقول إننا لا نريد الأموال ولا الملابس ولا الطعام، نريد أن يتم احترامنا كبشر. على مدى الأشهر الماضية أثبتنا قدرتنا على مساعدة أنفسنا وحدنا، لماذا لا يعطوننا فرصة لنبرهن أننا عناصر فاعلة في المجتمع؟ يمكننا إضافة الكثير للمجتمعات التي ستحتضننا".
وختم قائلا "إذا كان اليونانيون لا يريدوننا هنا فليفتحوا الطريق أمامنا، نريد أن نكمل رحلتنا إلى دول أخرى".
أمن أفضل، حياة أسوأ
ويعيش أكثر من سبعة آلاف شخص في مخيم كاراتيبي الجديد على جزيرة ليسبوس، منذ انتقالهم اليه في أيلول/سبتمبر الماضي بعد الحريق الذي أتى على مخيم موريا ذائع الصيت.
وعلى الرغم من اعتراف المهاجرين وطالبي اللجوء في المخيم بتحسن الظروف الأمنية في المخيم عامة، مقارنة بما كان عليه الوضع في مخيم موريا، إلا أنهم يشكون الظروف المعيشية السيئة هناك، مثل ندرة المياه الساخنة وعدم تجهيز الخيم لمواجهة ظروف الشتاء القاسية.
تعرض مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية للحريق، وقد أصبح الوضع في المخيم المكتظ في غاية الحرج. لكن حتى قبل الحريق كان الوضع مأساويا في أكبر مخيم للاجئين في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Balaskas
ليلة الحرائق
في ليلة الأربعاء (9 سبتمبر 2020) اشتعلت حرائق في مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية وفي عدة مواقع. ولذلك هناك فرضية أن الحرائق اُضرمت عن قصد. بعض سكان المخيم تحدثوا عن إحراق متعمد من طرف سكان محليين. وهناك تقارير تفيد بأن لاجئين هم الذين أضرموا النيران.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Lagoutaris
على قارعة الطريق
تمكن سكان مخيم اللاجئين المكتظ من النجاة بحيث لم يُسجل موتى ولا مصابون. وحسب وسائل إعلام يونانية، فإن الكثير من الأشخاص لجأوا إلى مرتفعات وغابات بالقرب من المخيم. وتفيد تقارير مساعدين بأن آلاف الأشخاص تائهون في الشوارع ولا يوجد طعام ولا ماء وتعم الفوضى.
صورة من: Imago Images/Xinhua/P. Balaskas
فقدان مقومات الحياة
أُقيم المخيم لاحتضان 2800 شخص. وإلى حين نشوب الحرائق كان يعيش هناك نحو 12.600 لاجئ. وحتى قبل الحريق كانت ظروف الحياة كارثية. وعندما ننظر إلى هذه الصورة بعد الحريق، يظهر بسرعة جليا أنه في المستقبل القريب لا يمكن توفير حياة كريمة في المخيم.
صورة من: Reuters/E. Marcou
قريبا من تركيا
مخيم اللاجئين موريا يقع في شرق الجزيرة اليونانية ليسبوس. ولا يبعد عن الشواطئ التركية سوى نحو 15 كلم. وليسبوس هي ثالث أكبر جزيرة في اليونان وبها حوالي 90.000 نسمة. وحوالي 38.000 شخص يعيشون في عاصمة الجزيرة ميتيليني البعيدة فقط بضعة كيلومترات من موريا.
إخفاء معالم صورة المخيم على غوغل
من يرغب في مشاهدة مخيم اللاجئين موريا على خريطة غوغل من الجو فلا يسعفه الحظ. فصورة المخيم برمته تم إخفاء معالمها ولا يمكن التعرف عليه من خلالها. وردا على سؤال من دويتشه فيله DW قال موقع غوغل بأنه ليس هو من يقوم بحجب الصور، بل جهات ثالثة تنجز صور الأقمار الصناعية. ولا يُعرف لماذا تم إخفاء معالم صورة المخيم.
صورة من: 2020 CNES/Airbus, European Space Imaging, Maxar Technologies
المخيم بصورة جوية
هذه الصورة من الجو تكشف بأن المخيم توسع بشكل ملحوظ، ففي الوقت الذي يظهر فيه على صورة الأقمار الصناعية لخريطة غوغل أن المنزل بالسطح الأحمر لم يكن جزءا من المخيم، يبدو في الصورة الجوية أن المخيم يتوسع بشكل تدريجي ليشمل البناء المذكور.
صورة من: DW/D. Tosidis
نظرة إلى الماضي
تم التقاط صور لمنطقة المخيم في ديسمبر/ كانون الأول 2011. حينها لم يكن هناك مخيم موريا أو أي مخيم آخر. وعوضا عن ذلك كان هناك منشأة عسكرية. واعتبارا من أكتوبر 2015 تم في الموقع تسجيل طالبي لجوء قبل نقلهم إلى البر اليوناني.
صورة من: 2020 Google
البقاء في المخيم يطول منذ الاتفاق مع تركيا
في الوقت الذي ينبغي فيه بقاء المهاجرين في المخيم لوقت قصير ـ هذه الصورة تعود لأكتوبر 2015 ـ يستمر بقائهم في المخيم مع الاتفاقية الأوروبية التركية منذ مارس/ آذار 2016. ومنذ ذلك الوقت ينتظر طالبو اللجوء هنا توزيعهم على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أو ترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الانتظار والانتظار ثم الانتظار...
بعد الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لم يعد بوسع المهاجرين الانتقال إلى الأراضي البرية اليونانية، لأن تركيا لن تعيد استقبالهم في حال وصولهم إليها. وبما أن بلدان الاتحاد الأوروبي غير متحدة فيما يخص إيواء المهاجرين، فإنهم يبقون طويلا في المخيم. ويوجد الكثير من الجنسيات في ظروف سيئة وفي مجال ضيق، وعليه لا عجب أن تحصل توترات.
صورة من: DW/D. Cupolo
عندما تتفجر التوترات
تفجرت التوترات منذ سبتمبر/ أيلول 2016 في مواجهات عنيفة أدت أيضا إلى إضرام نيران. وحينها كان يوجد "فقط" نحو 3000 مهاجر في المخيم. يومها تم تدمير أجزاء كبيرة في المخيم. وبعد أشهر قليلة من ذلك الحريق أضرم مئات المهاجرين النار في حاويات مؤسسة اللجوء الأوروبية احتجاجا على الفترة الزمنية الطويلة لمعالجة الطلبات في المخيم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schwarz
نيران وموتى
في سبتمبر/ أيلول 2019 حصل حريق إضافي كبير. حينها اشتعل بستان زيتون وفي الأثناء توسع المخيم على أرضه. وبعد 20 دقيقة من حادث البستان اشتعل حريق إضافي داخل المخيم أدى إلى وفاة شخصين: امرأة ورضيعها. وفي ذلك الوقت كان يقيم في المخيم أكثر من 12.000 شخص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
قطع زيارة مسؤول ألماني
في أغسطس من العام الجاري زار أرمين لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا، أكبر ولاية من حيث عدد السكان في المانيا موريا. وكان ينوي في الحقيقة معاينة ما يُسمى الجانب العشوائي خارج المخيم. ولأسباب أمنية تم شطب هذه الزيارة من البرنامج. قبل ذلك تشنجت الأجواء وحصلت هتافات تدعو إلى "تحرير موريا".
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Hülsmeier
والآن ماذا سيحدث؟
مخيم مكتظ وظروف عيش مخيفة وتوترات عرقية، ثم ظهرت حالات كورونا الأولى. إنه وضع كارثي. كان هذا حتى قبل الحريق. فهل يعني الحريق الأخير زوال المخيم أم تشكل الكارثة نقطة تحول نحو توفير متطلبات حياة كريمة؟ إلى حد الآن لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال.