وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بتغيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"، معتبرا أن ذلك يبعث "رسالة نصر" إلى العالم. لكن القرار قوبل بانتقادات وُصفته بأنه "لعبة سياسية باهظة الكلفة".
وصف وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار إعادة تسمية وزارة الدفاع بـ"وزارة الحرب" بانه "يبعث رسالة نصر" إلى العالم.صورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance
إعلان
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر التنفيذي الذي ينص على إعادة تسمية وزارة الدفاع بـ"وزارة الحرب"، وهو الاسم الذي كانت تحمله حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال ترامب في تصريح للصحافيين في المكتب البيضاوي، بحضور الوزير بيت هيغسيث، إن الاسم الجديد "أكثر ملاءمة في ضوء وضع العالم الراهن"، مضيفا أنه "يبعث رسالة نصر" إلى العالم.
ولا يمكن لترامب أن يغيّر رسميا اسم الوزارة دون موافقة الكونغرس، لكن الأمر التنفيذي يسمح باستخدام التسمية الجديدة كاسم ثانٍ لوزارة الدفاع.
وقال هيغسيث، الذي كلفه ترامب بإحداث تحول جذري في الوزارة، في تغريدة "ستكون وزارة الحرب مستعدة - في كل يوم وبكل وسيلة - لضمان أن يعيش مواطنونا في سلام. السلام من خلال القوة".
ووفقا لبيان صادر عن البيت الأبيض، يتيح الأمر لوزير الدفاع والوزارة والمسؤولين فيها استخدام ألقاب ثانوية مثل "وزير الحرب" و"نائب وزير الحرب" في المراسلات الرسمية والاتصالات العامة.
ووصف ترامب القرار بأنه "تغيير بالغ الأهمية، لأنه موقف. الأمر يتعلق حقا بالفوز".
قال هيغسيث إن التغيير في اسم وزارة الدفاع "لا يقتصر على التسمية، بل يتعلق باستعادة روح المحارب".صورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance
كم تبلغ تكلفة تغيير الاسم؟
لم يعلن البيت الأبيض بعد عن كلفة عملية تغيير اسم الوزارة، لكن وسائل إعلام أمريكية تتوقع أن تصل إلى أكثر من مليار دولار.
إعلان
وأوضح مسؤول في البنتاغون لوكالة فرانس برس أن "تقدير الكلفة سيتغير مع تنفيذنا توجيهات الرئيس ترامب. سيكون لدينا تقدير أوضح سنقدمه لاحقا".
وكان ترامب قد أعلن في نهاية أغسطس/أب عزمه اتخاذ هذا القرار. وقال حينها إن "اسم الدفاع دفاعي أكثر من اللازم، ونحن نريد أن نكون هجوميّين أيضًا".
وبرر البيت الأبيض رغبة ترامب بتغيير الاسم بالقول إن "الرئيس يرى أن هذه الوزارة ينبغي أن تحمل اسما يعكس قوتها التي لا تضاهى وقدرتها على حماية المصالح الوطنية"، مذكرا بأن الولايات المتحدة تملك أكبر جيش في العالم. وبحسب البيت الأبيض، فإن الهدف هو فرض "السلام من خلال القوة" وضمان "احترام العالم للولايات المتحدة مرة أخرى".
وبعد الحرب العالمية الثانية، خضعت "وزارة الحرب" لإعادة تنظيم كبرى وتغير اسمها.صورة من: Yasin Ozturk/Anadolu Agency/picture alliance
رسالة للداخل أم للخارج؟
كانت تسمية "وزارة الحرب" معتمدة لأكثر من 150 عامًا منذ عام 1789، أي بعيد الاستقلال عن بريطانيا. وفي عام 1947، انقسمت الوزارة إلى وزارة الجيش ووزارة القوات الجوية.
في يوليو/تموز 1947، أنشأ قانون الأمن القومي الذي وقعه الرئيس هاري ترومان "مؤسسة عسكرية وطنية" برئاسة وزير دفاع يشرف على الجيش والقوات الجوية والبحرية.
ويشكل تغيير اسم وزارة الدفاع جزءا من محاولة أوسع نطاقا من جانب ترامب لإظهار القوة والتأثير في الداخل والخارج خلال ولايته الثانية، كجزء من سياسته "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا".
وفي هذا السياق، أمر ترامب بتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في منطقة البحر الكاريبي لمواجهة ما سماه كارتيلات المخدرات بقيادة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وقتلت القوات الأمريكية في وقت سابق من هذا الأسبوع 11 شخصًا في استهداف لما قالت واشنطن إنه قارب لتهريب المخدرات.
وفي يونيو/حزيران، أمر ترامب بشن ضربةعسكرية أمريكية على منشآت نووية إيرانية.
وفي الداخل، نشر ترامب الحرس الوطني في العاصمة واشنطن ولوس أنجلوس في الأشهر الأخيرة فيما وصفه بحملة على الجريمة والهجرة غير النظامية.
ووصف الديمقراطيون هذه الخطوة بأنها لعبة سياسية باهظة الكلفة من قبل الملياردير الجمهوري.
تحرير: خالد سلامة
قانون التمرد والحرس الوطني ـ سجل حافل بصراعات السلطة في أمريكا
قرر دونالد ترامب نشر الحرس الوطني لإنهاء المظاهرات في لوس أنجلوس، ما أثار خلافات مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، الذي رفض القرار في تكرار لوقائع مشابهة سابقة. فما تاريخ الخلافات بشأن الحرس الوطني وقانون التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
مظاهرات ضد سياسات الهجرة
كانت عمليات الاعتقال بحق مهاجرين غير نظاميين من قبل ضباط إدارة الهجرة والجمارك وعناصر إنفاذ القانون الفيدراليين، بمثابة شرارة موجة الاحتجاجات في لوس أنجلوس. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
صورة من: Apu Gomes/Getty Images
الحقوق للجميع
ويُنظر إلى المداهمات التي قامت بها دائرة الهجرة والجمارك باعتبارها جزءا من جهود إدارة ترامب لتنفيذ قوانين الهجرة، التي يقول معارضوه إنها تستهدف المهاجرين من أصل لاتيني. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين. ودعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إلى عدم معاملة المهاجرين كـ"مجرمين".
صورة من: Eric Thayer/AP/dpa/picture alliance
تشديد سياسات الهجرة
منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، ازدادت موجة الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت مئة ألف، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي. وقد أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة على مستوى البلاد، حيث أُلقي القبض على الكثير من المحتجين في لوس أنجلوس.
صورة من: Barbara Davidson/REUTERS
إصابة مراسلة أسترالية
ومع تصاعد الاشتباكات، لاقى مقطع مصوّر يُظهر إصابة المراسلة الأسترالية، لورين توماسي، بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة خلال تغطيتها للمظاهرات، انتشارا واسعا. وقالت قناة "ناين نيوز" الأسترالية إن المراسلة توماسي أُصيبت بجروح، لكنها لم تُصب بأذى بالغ.
صورة من: 9news Australia/AAP/dpa/picture alliance
معركة قانونية
أمر الرئيس ترامب بنشر نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم عناصر الهجرة والجمارك، حيث قال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى "التصدي للفوضى". بيد أن الأساس القانوني لنشر الحرس الوطني محل نزاع. ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها "تحريض متعمد"، معلنا رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب.
صورة من: Frederic J. Brown/AFP
كوارث طبيعية واضطرابات مدنية
عادةً ما يتم نشر قوات الحرس الوطني في أعقاب كوارث طبيعية أو اضطرابات مدنية. ويمنح قانون "مكافحة التمرد" الرئيس الأمريكي سلطة نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية في إنفاذ القانون في أوقات التمرد أو الاضطرابات. وغالبا ما يتم النشر بموافقة سلطات الولاية والسلطات المحلية.
صورة من: Daniel Cole/REUTERS
قانون مكافحة التمرد
نشر ترامب عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس دون موافقة حاكم الولاية أو بموجب طلب منه، في واقعة هي الأولى منذ عقود. فما أبرز استخدامات قانون مكافحة التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
1957.. مدرسة ليتل روك وتدخل الجيش
في عام 1957، قام الرئيس دوايت أيزنهاور بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في أركنساس. وأرسل قوات لمرافقة تسعة طلاب سود إلى مدرسة "ليتل روك" المركزية الثانوية، ردا على استخدام حاكم الولاية آنذاك، أورفال فوبس، الحرس الوطني لمنع الطلاب من دخول المدرسة التي كانت تمارس "تمييزا عنصريا".
صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance
1965.. حركة سيلما وحق التصويت
عقب عنف الشرطة ضد متظاهرين مؤيدين لحقوق التصويت عام 1965، تجاوز الرئيس ليندون جونسون حاكم ولاية ألاباما، الذي كان يؤيد الفصل العنصري، وأرسل قوات الحرس الوطني لدعم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة من مدينة سيلما إلى عاصمة الولاية، مونتغمري. وبقيادة مارتن لوثر كينغ الابن، أصبحت المسيرة حدثا بارزا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
صورة من: UPI/picture alliance
1968..اغتيال مارتن لوثر كينغ
اُغتيل مارتن لوثر كينغ، بطل النضال من أجل الحقوق المدنية للسود الأمريكيين، في الرابع من أبريل/ نيسان 1968. وأثار اغتياله اضطرابات مدنية وأعمال شغب في أكثر من مئة مدينة في أنحاء البلاد. وردًا على ذلك، فعّل الرئيس جونسون قانون "مكافحة التمرد" لاستعادة النظام في العاصمة واشنطن، بما في ذلك نشر قوات فيدرالية لقمع الاضطرابات، متجاوزًا بذلك سلطة الولاية على الحرس الوطني.
صورة من: akg-images/picture alliance
1992..مظاهرات في لوس أنجلوس
في عام 1992، فعّل الرئيس جورج بوش الأب قانون "مكافحة التمرد"، حيث أمر بنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد أيام من الاضطرابات. واندلعت احتجاجات عارمة عقب تبرئة ضباط شرطة اعتدوا على راكب دراجة نارية أسود يُدعى رودني كينغ. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من ألفي شخص.
صورة من: Nick Ut/AP&picture alliance
2020..احتجاجات جورج فلويد
خلال ولايته الأولى، فكّر ترامب في تفعيل قانون "مكافحة التمرد" لإنهاء الاحتجاجات التي عمّت البلاد عقب مقتل رجل أسود يُدعى جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أقدم حكام بعض الولايات على نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الاضطرابات.