في دلالة رمزية وخلال مراسيم احتفال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد يطلق رسمياً عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة عبر الضغط على أزرار على شاشة إلكترونية الأحد، معلناً بدء العمل بمشروع يثير غضب مصر والسودان.
إعلان
أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد رسمياً عملية إنتاج الكهرباء من سد النهضة على النيل الأزرق الأحد (20 فبراير/ شباط 2022) في مرحلة هامة من المشروع المثير للجدل الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات.
وقام أبيي برفقة رئيسي مجلس النواب والمحكمة العليا ورؤساء إقليميين ووزراء، بجولة في محطة توليد الطاقة وضغط مجموعة من الأزرار على شاشة إلكترونية، في خطوة توثق رسمياً إطلاق عملية الإنتاج. ووفقاً لوسائل إعلام رسمية الأحد، فقد بدأ السد بتوليد 375 ميغاواط من الكهرباء من إحدى توربيناته.
وتقول أديس أبابا إن السد سيكون قادراً على توليد 5150 ميغاوات عند اكتماله، أي أكثر بمرتين من انتاج إثيوبيا من الكهرباء.
إلى ذلك كتب الرئيس أبي أحمد على موقع تويتر: "اليوم، بدأ أول توربين في سد النهضة، وهو أكبر محطة للطاقة في إفريقيا، في توليد الكهرباء. وهذا خبر جيد لقارتنا ولدول المصب التي نطمح للعمل معها. وبينما تحتفل إثيوبيا بميلاد عهد جديد، أهنئ جميع الإثيوبيين!".
"الفضل" لأبي أحمد؟
في 2011 أطلق رئيس الوزراء السابق ملس زيناوي المشروع، وهو الزعيم المنحدر من تيغراي وقد كم إثيوبيا لأكثر من عقدين حتى وفاته عام 2012.
ونسب المسؤولون الأحد الفضل في إحياء المشروع إلى أبيي أحمد بعدما أدى "سوء إدارة" على حد قولهم إلى تأخير بنائه بشكل متكرر.
وبدأت مرحلة ملء خزان السد الضخم في 2020 وأعلنت إثيوبيا في تموز/ يوليو من ذلك العام الوصول إلى هدف تعبئة 4,9 مليارات متر مكعب، بينما تبلغ السعة الإجمالية للخزان 74 مليار متر مكعب من المياه، وكان الهدف في 2021 إضافة 13,5 مليارا.
مخاوف مصر والسودان
وإذا كانت مصر التي تأمن 97 بالمائة من حاجياتها المائية من النيل، تعتبر السد "تهديداً وجودياً لها"، فإن السودان يأمل في أن يسهم المشروع في ضبط الفيضانات السنوية، لكنه أيضاً يخشى أن تلحق أضرار بسدوده في غياب اتفاق حول تشغيل سد النهضة.
ولم تتوصل محادثات أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله. بينما تتهم القاهرة والخرطوم أديس أبابا بالتعنت وإفشال المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية. وهو ما تنفيه إثيوبيا مشددة على أن السد أساسي لتنميتها الاقتصادية ولا يهدف لإلحاق الضرر بدول الجوار.
و.ب/ ع.غ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
أبرز المنشآت المائية في العالم العربي
تعتبر السدود والمنشآت المائية ضرورة حياتية وتنموية للكثير من سكان العالم، إضافة إلى ذلك تسهم السدود في توليد الطاقة الكهرومائية. ويعتمد قرابة 30 في المائة من الأراضي الزراعية في العالم على المنشآت المائية.
صورة من: Reuters/R. Said
السد العالي
يعتمد الاقتصاد المصري بشكل كبير على نهر النيل ويعتبر تقريبا المصدر الوحيد للمياه العذبة لديها. ويبدأ مجرى النهر من دول أخرى في المنطقة، ما يضع القاهرة في حالة اعتماد على الدول الواقعة في أعلى المنبع. ويعتبر السد العالي على نهر النيل أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في مصر الذي أنشئ في عهد عبد الناصر بمساعدة السوفييت، ويساهم السد في تحكم تدفق المياه وكذلك يستخدم في توليد الكهرباء في مصر
صورة من: picture alliance/James Strachan/Robert Harding
المصب العام
يعتبر مشروع "المصب العام" أحد المشاريع الرئيسية في العراق، إذ يقوم بجمع مياه شبكة المبازل للمشاريع الزراعية ومنع خلطها بمياه نهري دجلة والفرات، وتأمين نقلها إلى الخليج العربي عبر شط البصرة. وتم إنجاز المشروع في عام 1992 ولم يشهد العراق منذ تلك الفترة بناء مشاريع كبيرة للاحتفاظ بالمياه لديها وهو ما يعتبر أحد الأسباب للجفاف والتصحر.
صورة من: AP
النهر الصناعي العظيم
"النهر العظيم" في ليبيا أحد أضخم المشاريع لنقل المياه في العالم، بحيث يقوم بنقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمه من حقول وآبار إلى مناطق الاستهلاك. وتعاني ليبيا من شح مائي يصل إلى 2 مليار متر مكعب في السنة، بحصة فرد من المياه أقل من 1000 متر مكعب في العام، وهو ما يصنف ضمن الشح المائي. ورغم الانتقادات الموجه إلى المشروع إلا أن الحكومة الليبية حاولت من خلاله إيجاد حلول لنقص المياه لديها.
صورة من: Wikipedia/Gemeinfrei/J. Berk
سد الفرات في سوريا
يقع السد الفرات في محافظة الرقة السورية، وتسفيد منه سوريا في تلبية احتياجاتها من المشاريع الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية وكذلك تخزين المياه في بحيرة الأسد الواقعة بالقرب من السد. ويولد السد قرابة 800 ميغاواط في الساعة.
صورة من: picture-alliance/AA/S. M. Leyla
سد الموصل
أكبر سد في العراق ورابع أكبر سد في الشرق الأوسط. شهد السد أخطاء هندسية أثناء بداية بنائه، إذ تبين فيما بعد أن السد بني على تربة ذات طبيعة غير قادرة على التحمل. إلا أن الإجراءات التي تم اتخاذها لاحقاً لم تساهم في تحسين الوضع وتسببت بوقوع مخاطر الانهيار. وفي حال الانهيار فإنه سيغمر مدينة الموصل ومدن وادي دجلة. وتقوم سلطات العراق باتخاذ إجراءات للحيلولة دون وقوع الانهيار.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/E. Yorulmaz
حصاد الضباب
تمكن المغرب بمساعدة ألمانية من توفير المياه للاستخدامات البشرية بتقنية حديثة، من خلال مشروع حصاد الضباب. ويعتمد المشروع على استخراج الماء من الضباب في قمم الجبال عبر اعتراضه بشبكات مصممة لذلك، وتزويد سكان المناطق التي تعاني نقصا حادا من الماء بعد تجميعه ومعالجته. وحقق المشروع نجاحا كبيرا، حيث تمكن من تغيير حياة الكثير من القرى الجبلية في المنطقة إلى الأفضل.
صورة من: Darsihmad Assiciation
محطات لتحلية المياه
جاءت دول الخليج العربي في قائمة أكثر الدول التي تعاني من شح حاد للمياه بحلول عام 2040 وذلك ضمن تصنيف معهد الموارد العالمية. وتعتمد بلدان المنطقة بصورة رئيسية على تحلية ماء البحر لتلبية احتياجاتها من الماء. وتعتبر محطة "رأس الخير" السعودية أكبر محطة لتحلية ماء البحر في العالم بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.025 مليون متر مكعب. (صورة لمحطة تحلية المياه في الشويهات بالإمارات)