أفادت الشرطة الألمانية برصد مجموعات شبابية يمينية متطرفة جديدة تستخدم منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب لتجنيد أعضاء جدد وسط حملة أمنية لمكافحة التحريض عبر الإنترنت.
رصدت الشرطة الألمانية مجموعات شبابية يمينية متطرفة جديدة تستخدم تيك توك وإنستغرام ويوتيوب لتجنيد أعضاء جدد.صورة من: Jochen Tack/picture alliance
إعلان
تشن الشرطة الألمانية منذ صباح اليوم الأربعاء (25 يونيو/حزيران 2025) حملة أمنية على مستوى البلاد ضد مشتبه بهم في نشر رسائل كراهية وتحريض على الإنترنت. ووفقا لمعلومات وكالة الأنباء الألمانية، بلغ عدد العمليات أكثر من 170 عملية. ويتهم المشتبه بهم بإثارة الفتن وإهانة سياسيين، فيما يتولى المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية مسؤولية الحملة، التي يجرى تنظيمها بصفة دورية منذ عدة سنوات.
وتدور معظم التحقيقات حول تصريحات يمينية متطرفة على الإنترنت، إلى جانب العديد من الإهانات الموجهة لسياسيين، والتي يعاقب عليها القانون. وفي حالات أقل تتعلق التحقيقات بمنشورات دينية متطرفة أو منشورات يسارية متطرفة.
قالت الشرطة الألمانية إن حملتها ضد التحريض عبر الإنترنت أسفرت عن اعتقال مشتبه بهم يواجهون تهما بإثارة الفتن وإهانة سياسيينصورة من: Priscilla Du Preez/Unsplash
مجموعات شبابية يمينية متطرفة
في هذا السياق، قال المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية إنه برزت في ألمانيا خلال العام الماضي عدة مجموعات شبابية يمينية متطرفة، استقطبت بضع مئات من الأتباع. وقال متحدث باسم المكتب: "منذ منتصف العام الماضي تقريبا، لاحظت سلطات الشرطة على المستويين الاتحادي والولايات ظهور مجموعات شبابية جديدة من التيار اليميني المتطرف، والتي تشكلت في البداية في الفضاء الافتراضي".
إعلان
وأضاف أن هذه المجموعات تنشط الآن بشكل متزايد من خلال فعاليات وأعمال إجرامية وتخريبية. وبحسب مصادر أمنية، فإن أكبر هذه المجموعات هي "شباب أقوياء"، ويقدر عدد أتباعها ببضع مئات. ويعتقد أن مجموعة أخرى، وهي "طلائع الشباب الألماني"، تضم أكثر من 100 عضو.
تصاعد التهديدات الأمنية في ألمانيا
02:22
This browser does not support the video element.
استهداف اللاجئين واليساريين
ومن بين المجموعات البارزة الأخرى "فرقة الاضطراب" و"موجة الدفاع الأخيرة"، التي يقبع ثمانية من أعضائها المشتبه بهم في الحبس الاحتياطي. وقال المتحدث باسم مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي: "تتشابك المجموعات الشبابية على مستوى ألمانيا، وتتألف من فروع إقليمية مختلفة". وأضاف أن منصات مثل تيك توك وإنستغرام ويوتيوب تستخدم لتجنيد أعضاء جدد والحشد للفعاليات، لا سيما للمظاهرات المضادة لفعاليات المثليين وللمظاهرات المضادة للاحتجاجات المناهضة لليمين. ووفقا للشرطة، ارتبط أعضاء هذه المجموعات حتى الآن بجرائم دعائيةوأعمال عنف.
ولفتت مجموعة "موجة الدفاع الأخيرة" انتباه كبار المحققين في ألمانيا، حيث نفذت السلطات في مايو/أيار الماضي مداهمات على مستوى البلاد استهدفت المجموعة، وبحسب بيانات الادعاء العام، يشتبه في أن المجموعة كانت تهدف إلى تقويض النظام الديمقراطي في ألمانيا من خلال مهاجمة مراكز لإيواء اللاجئين ومؤسسات يسارية.
وحاول اثنان من المشتبه بهم إشعال النار في نزل لطالبي اللجوء في مدينة شمولن بولاية تورينغن شرقي ألمانيا، لكنهما فشلا في تنفيذ المخطط. وعقب ذلك، قاما الشابان بكتابة شعارات مثل "أخرجوا أيها الأجانب" و"منطقة نازيين" على المبنى.
وبحسب البيانات يشتبه في أن ثلاثة أعضاء في المجموعة خططوا في يناير/كانون الثاني الماضي لإشعال حريق في مركز لإيواء اللاجئين في زينفتنبرغ جنوبي ولاية براندنبورغ. كما يشتبه في أن أعضاء المجموعة اضرموا النار عمدا في مركز ثقافي في ألتدوبيرن بولاية براندنبورغ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تحرير: ح. ز
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)