1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"رص" - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب

٢٦ أبريل ٢٠٢٤

مبادرة للمجتمع المدني اليمني رغم ظروف الناس الصعبة -تستهدف شق طريق بطول 55 كيلومترا يستفيد منها أكثر من 20 ألف شخص يقطنون جبالا وعرة وسط اليمن- بدأت منذ سنوات لكنها تحتاج الدعم في ظل غياب الدولة وما زال يجب فعل الكثير.

مجموعة من أبناء المجتمع المحلي في طريق خودان باليمن. - "رص" - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب.
مجموعة من أبناء المجتمع المحلي في طريق خودان باليمن.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

في أواخر أيلول / سبتمبر 2021 هوت سيارة في جبال خودان الشاهقةوعليها 25 شخص - كانوا في طريقهم لحضور عزاء- لكن وعورة الطريق الجبيلة جعلت منهم عزاء أيضا، ما دفع أبناء المنطقة لإطلاق مبادرة "رص" لرصف الطريق التي تصل بين منطقتي خودان ويريم في محافظة ذمار وسط اليمن.

وقد شهد اليمن مبادرات عديد ناجحة في شق ورصف الطرق والوصل بين القرى المترامية على القمم الجبلية الشاهقة، فقد نجح الصراع في إيقاف عجلة التنمية منذ أول شرارة للحرب ومثل حافزا دفع بالشباب للمبادرة والتكاتف في إنجاز مشاريع كان ينبغي في الواقع على الدولة الغائبة تنفيذها.

 

عَقَبَة الحياضي أثناء العمل برصف الطريق. 55 كيلومترا هي مسافة الطريق الكُليّة التي استهدفتها مبادرة "رص" لرصف طريق جبلية وما زالت قيد التنفيذ.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

هل تُرصَف الطريق رغم الظروف القاسية وكم من الوقت سيطول ذلك؟

55 كم هي مسافة الطريق التي استهدفتها مبادرة "رص" لرصف طريق جبلية تصل بين يريم وخودان أُنجز منها عدد من المراحل وتُغلِّب فيها على بعض العقبات.

وما زالت في قيد التنفيذ وتستهدف الطريق إفادة أكثر من 20 ألف مواطن يقطنون تلك الجبال المعلقة في محافظة ذمار وسط اليمن.

محمد حسين القحطاني رئيس المبادرة يقول لـ DW عربية: "ما زلنا في المرحلة الثانية من المشروع ونواجه مشاكل عديدة في وعورة الجبال الشديدة والاحتياج الدائم للدعم نظرا لظروف الناس الصعبة هناك".

 

المتطوع العامل إسماعيل حلمة وهي يعمل في طريق عقبة الذبة. صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

ويضيف: "ومنذ بداية المشرع قبل ثلاث سنوات أنجزنا القليل ومازالت توجد مراحل أخرى وبسبب وعورة الطريق يصعب علينا نقل المواد ما يؤخر الإنجاز".

يشار إلى أنه ثمة مشاريع طرق عديدة رُصِفَت بمبادرات أهلية في ذمار وشُقَّتْ مجموعة طرق تربط بين عدة قرى.

 

‏في الصورة متطوعون يعملون في بناء طريق عَقَبة الذبة-الحياضي في عُزلة خودان. يقول القائمون على شق الطريق إنهم منذ بداية مشروع شق الطريق قبل ثلاث سنوات أنجزوا القليل ومازالت توجد مراحل أخرى.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani


بدأت مبادرة "رص" بتشكيل لجنة من شباب المنطقة أجروا دراسة جدوى للرصف الطريق ونشرتها هذه الدراسة بين وجهاء وأعيان المنطقة لتوفير الدعم الكافي من خلال هذه المبادرة التي يعمل عليها بعض خمسة شبان فقط استطاعوا جمع 1400 دولار، وأنجزوا المرحلة الأولى وهم بحاجة قرابة 6000 دولار لإنجاز بقية المراحل.

كما أوضح القحطاني أن "التعاون الكبير الذي أبداه أبناء المنطقة، سواء بالتبرع أو بالمشاركة في إنجاز العمل كانت حافزا للاستمرار ولإكمال الشريان الوحيد الذي سيصل بين تلك القرى.

 

متطوع من عائلة حلمة أحد العاملين في مبادرة رصف الطريق. "بسبب وعورة الطريق يصعب علينا نقل المواد ما يؤخر الإنجاز" - كما يقول القائمون على شق الطريق.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

"قد نتوقف عن رصف الطريق بسبب شحة الإمكانات"

منذ عام 2019 وبداية عمل المبادرة ذللت الصعاب التي كانت تواجه المركبات العابرة في تلك الشواهق الجبلية حيث بدأت بالعمل بالأماكن الشديدة الخطورة وتطويعها للمركبات.

يقول القحطاني لدويتشه فيله: "منذ بداية مبادرة إصلاح الطريق من يريم إلى عزلتنا خودان هناك مواقع كانت شديدة الخطورة مثل نقيل يسمى غول الطلح كان السفر فيه مرعبا جدا لكن اليوم هو أسهل المواقع التي نمر فيها بلا خوف".

 

المتطوع حسين حلمة وهو ينقل الرمل بسيارته ومن سيارته.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

ويضيف: "نحن نواجه المستحيل و لا تزال توجد -على امتداد جغرافيا العزلة وفي أماكن مختلفة- عقبات شديدة الخطورة، يعني لا يزال أمامنا مشوار طويل لكي نتخلص من مشقات السفر".

ويواصل كلامه قائلاً: "العقبة التي نعمل على رصها بحاجة ماسة وضرورية للمساعدة في الاستمرارية وقد نتوقف نظرا لشحة الإمكانات وظروف الناس القاسية جدا".

 

بداية العمل في طريق عقبة الذبة. يقول محمد حسين القحطاني رئيس المبادرة: "نواجه مشاكل عديدة في وعورة الجبال الشديدة والاحتياج الدائم للدعم نظرا لظروف الناس الصعبة هناك".صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

تلاحم شعب يحاول التغلب على أزماته بنفسه عبر مبادرات مجتمعية

من جانبه أكد مدير المبادرات بمحافظة  ذمار محمد الخطري على أهمية الدعم وتفاعل المجتمع المدني في إنجاح مشاريع المبادرات.

وأوضح -لوسائل إعلام محلية- أن مشاريع المبادرات المجتمعية تشمل للمرحلة الأولى 161 مبادرة منها 142 في مجال الطرق "رصف - شق - مسح".

 

العامل المتطوع عمار راجح وهو يعمل في طريق عقبة الذبة.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

 وتتوزع على مديريات وصاب العالي ووصاب السافل وعتمة، والمنار وعنس وميفعة عنس ومغرب عنس والحداء وضوران ومدينة ذمار. وتوجد 19 مبادرة في مجالي المياه والتعليم تتوزع على مديريات عتمة ومغرب عنس والحداء.

وخلقت مبادرة "رص" الأمل من رحم المعاناة وخاضت غمار التحدي معتمدة على التكافل والتماسك، وهي تحاول أن تتغلب على الصعاب.

 

مبادرة "رص" - رصف طريق الحياضي. "نحن نواجه المستحيل … وقد نتوقف نظرا لشحة الإمكانات وظروف الناس القاسية جدا" - بحسب ما يقول محمد حسين القحطاني رئيس المبادرة.صورة من: Muhammad Hussein Al-Qahtani

 

وتسعى هذه المبادرة إلى توفير خدمةشق طريق لمجتمع حُرم منها منذ ثماني سنوات، وأتت كصورة مصغرة عكست تلاحم شعب مجتهد في محاولة التغلب على أزماته بنفسه.

 

إسماعيل الأغبري - اليمن

 

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW