بالرغم من أن ما شهده شمال روسيا من انفجار نووي يقع على بعد آلاف الكيلومترات من مصر، إلا أن أخبار الحادث الروسي أثارت الكثير من المخاوف لدى المصريين، والتي وصلت لحد الحديث عن "قرب النهاية" .. فعن أية نهاية يتحدثون؟!
إعلان
شهدت مدينة سيفيرودفينسك الروسية حادثا نوويا يوم الخميس الماضي، حيث تم الإعلان عن وفاة خمسة موظفين بوكالة روساتوم النووية الروسية في انفجار، "إثر العمل على أسلحة جديدة وتقديم الدعم التقني لمصدر الطاقة المستخدمة في محرك الصواريخ، التي يجري تطويرها".
وقبل اعتراف روسيا رسمياً، وما أن بدأت التسريبات حول الانفجار بالموقع الروسي العسكري، تناقل المصريون التسريبات معبرين عن مخاوفهم الشديدة وعدم تفاؤلهم بالمفاعل النووي الجديد المُخطط البدء في إنشائه قريباً، بالتعاون مع روسيا في منطقة الضبعة في شمال غرب مصر.
وكانت مصر قد اتفقت مع وروسيا على بناء محطة نووية في عام 2015، وتم توقيع العقد النهائي للمحطة عام 2017 بحضور كلا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
وبالرغم من تصريح وزارة الدفاع الروسية بوصول الإشعاع لمستويات طبيعية، عقب ارتفاع طارئ في مستويات الإشعاع، نتيجة وقوع الانفجار النووي، أوصت السلطات الروسية صباح الثلاثاء سكان قرية نيونوكسا القريبة من موقع الحادث بمغادرة المنطقة بحلول الغد بسبب أعمال تجرى في موقع تجارب عسكرية.
الأنباء عن الإشعاعات النووية دفعت عدداً من المصريين للتساؤل عن إمكانية حدوث ذلك في مصر مستقبلاً، إلا أن البعض الآخر لم يجد داع لمثل ذلك السؤال، ساخراً من إمكانية أن تكون مصر "مصدراً للإشعاعات" في المستقبل القريب.
وكانت وكالة الأرصاد الجوية الروسية قد أعلنت عن اعتقادها أن مستويات الإشعاع ارتفعت في مدينة سيفيرودفينسك، حيث وقع الحادث النووي، لتتجاوز 16 مرة المستوى المعتاد. وبينما تشير منظمة الصحة العالمية إلى زيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، اعتبارا من التعرض إلى 50,000 مايكروسيفرت من الإشعاع النووي، يوصي المعهد الفرنسي للحماية من الإشعاع والسلامة النووية بإجلاء السكان عند وصول شدة الإشعاعات النووية إلى 10,000 مايكروسيفرت فما فوق.
الحديث عن مخاطر الإشعاعات النووية جعلت الكثير من المصريين يتندرون حول قرب "النهاية" بسبب تحمل روسيا مسؤولية المفاعل المصري المخطط بناؤه.
ونشر موقع صحيفة المصري اليوم تقريراً عن العمل داخل المفاعل النووي الروسي لينينغراد، وهو ما أثار استنكار وتعجب بعض القراء.
المخاوف المصرية ليست جديدة، فعقب عرض المسلسل الأمريكي تشيرنوبل ومشاهدة العديد من المصريين لأحداث الكارثة النووية الأسوأ في التاريخ، التي شهدها الاتحاد السوفييتي عام 1986، اجتاحت موجة من الخوف والسخرية وسائل التواصل الاجتماعي في مصر خلال شهر يونيو/حزيران الماضي.
هكذا تبدو تشيرنوبل بعد أكثر من 30 عاما على الكارثة النووية
تعتبر كارثة تشيرنوبيل، أكبر كارثة نووية شهدها العالم. وحتى اليوم لا تزال منطقة تشيرنوبيل منطقة محظورة، لكنها تحولت إلى قبلة للسياح. جولة مصورة تطلعكم على وضع تشيرنوبيل بعد أكثر من ثلاثين عاما على الكارثة النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
كل من يرغب في زيارة تشيرنوبيل والمناطق المحظورة المحيطة بها، والممتدة على طول ثلاثين كيلومترا، عليه بداية التسجيل لدى السلطات عبر وكالة الأسفار. وعند نقطة التفتيش يتم فحص جوازات السفر. أول محطة هنا هي قرية Salissja التي كان يعيش فيها قبل كارثة تشيرنوبيل ثلاثون ألف شخص، قبل أن يتم إجلاؤهم بالكامل بعد ذلك. واليوم عاد بعض السكان للعيش مجددا في القرية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
المحطة الثانية هي قرية كوباتشي الواقعة ضمن منطقة عشرة كيلومترات والتي تعرضت لثلوث شديد بالنويدات المشعة. السياح هنا بإمكانهم قياس درجة الإشعاع بواسطة مقياس الجرعات، الذي يمكنهم الحصول عليه مقابل خمسة حتى عشرة يورو. ويتولى المرشدون شرح وحدات القياس المختلفة للسياح. الأجهزة تصدر إشارات بصوت عال في أماكن مختلفة هنا وهناك، كدليل على ارتفاع نسبة الإشعاع.
صورة من: picture-alliance/C.Junfeng
الوجهة المقبلة هي مفاعل تشيرنوبيل نفسه. فبالقرب من محطة الإطفاء السابقة وفي الهواء الطلق تُعرض المعدات التي تم استخدامهما لإزالة العواقب التي نجمت عن انفجار المفاعل النووي. لكن تم التوصل فيما بعد إلى أن هذه الأجهزة العملاقة نفسها تعطلت بسبب النشاط الإشعاعي العالي الناتج عن الكارثة.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبالة المبنى رقم أربعة يوجد نصب تذكاري "للمصفين"، وهم المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف بعد الكارثة.
وفي وسط المبنى يوجد المفاعل الذي حدث فيه الانفجار. والمفاعل اليوم مغلف بالخرسانة المسلحة. وقد تجاوزت نسبة الإشعاعات بعد الانفجار في أبريل عام 1986 آلاف أضعاف النسبة المسموح بها. وقد شارك آنذاك حوالي ستة مائة ألف "مصف" في عملية إزالة الأضرار التي خلفتها أكبر كارثة نووية في العالم.
صورة من: DW/D.Kaniewski
قبل الدخول إلى المنشأة يتعين فحص نسبة النشاط الإشعاعي على ملابس كل شخص. وإذا كانت النسب عالية جدا يتم إجراء محاولة لتنظيف الثياب. وإذا فشل الأمر لا يسمح بالدخول.
صورة من: picture-alliance/AA/V. Shtanko
بعد عملية فحص الإشعاعات يتم تقديم وجبة الغذاء في مقهى المحطة النووية، وتتكون الوجبة من حساء ولحم وسلطة وكومبوت وعصير وخبز. ويحصل النباتيون على وجبات من القرع والفواكه. ويتم جلب كل المواد الغذائية إلى المناطق المحظورة. أما سعر الوجبة فهو 100 هريفنا أوكرانية، أي ما يعادل ثلاثة يورو.
صورة من: DW/I. Sheiko
تأسست مدينة بريبيات عام 1970، وقبل الكارثة النووية كان يعيش في هذه المدينة، التي تبعد بكيلومترين عن مفاعل تشيرنوبيل 50 ألف شخص. وتُظهر هذه الصورة " البيت الأبيض" الذي كان يقطنه القادة الكبار بالمدينة وبمحطة تشيرنوبيل النووية.
صورة من: DW/D.Kaniewski
آخر محطة في الزيارة هي لمنشأة سرية بالقرب من محطة تشيرنوبيل النووية. ويتعلق الأمر بمحطة الرادار "دوغا" التي كانت جزءا من نظام الدفاع الجوي السوفياتي وتتولى مهمة رصد انطلاق الصواريخ العابرة للقارات. وبسبب أصواتها المزعجة أطلق عليها البعض اسم "نقار الخشب".
صورة من: DW/I. Sheiko
Fuchs Semjon
بالقرب من مدينة بريبيات يمكنك ملاقاة ثعلب أصبح معروفا بالمنطقة، واسمه سيميون. وهذا الثعلب يحب السياح لأنهم يطعمونه، لكن ينصح بعدم المسح على جلده، ليس فقط بسبب احتمال وجود جسيمات مشعة في جلده، بل أيضا لتفادي خطر عضته. فسيميون وإن كان يبدو لطيفا، فإنه يبقا حيوانا مفترسا.
إعداد: لوري شايكو/ هشام الدريوش