1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغبة أمريكية في تبني استراتيجية جديدة تجاه العراق

١٩ أكتوبر ٢٠٠٦

الكونغرس الأمريكي يشكل لجنة لوضع استراتيجية جديدة لوقف دوامة العنف في العراق، ومعلومات تتحدث عن توجه اللجنة لوضع توصية بضرورة إشراك دمشق وطهران في العملية السلمية فيه.

الأمن في العراق أهم عقبة أمام إعادة بناء ما دمرته سنوات الحربصورة من: AP

تشير الأخبار القادمة من العراق إلى أن مسلسل العنف والقتل فيه مازال مستمرا بلا هوادة، وأن استتباب الأمن والاستقرار في بلد يكاد يسقط في فخ الحرب الأهلية ما زال بعيد المنال. تلك الأخبار ترسم كذلك صورة قاتمة للوضع الذي تعاني من القوات الأمريكية هناك بعد فشل جميع الخطط الأمنية التي وضعتها حتى الآن. وعلى ضوء ذلك أضحى المسؤولون والخبراء الأمريكيون يدركون تماما صعوبة بناء عراق جديد، بل وحتى صعوبة الخروج من بلد يعج بالمليشيات المسلحة ويمزق الصراع الطائفي وحدته السياسية. وتزامنا مع الانفلات الأمني المتزايد الذي يعاني منه العراق أعلنت القيادة الأمريكية يوم أمس ( 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2006) عن مقتل تسعة جنود أمريكيين في بغداد ومحافظتي الانبار وديالى ليرتفع عدد الجنود بذلك الذين قتلوا في العراق منذ بداية أكتوبر/ تشرين الأول إلى 66 شخصا. وبمقتل هؤلاء الجنود يرتفع عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق منذ غزو هذا البلد في آذار/مارس 2003 إلى 2775 قتيلا.

البحث عن استراتيجية جديدة

هل تستطيع إيران انجاز ما فشل الأمريكيون في تحقيقه؟صورة من: picture-alliance / dpa

وأمام استمرار التدهور الأمني في العراق وجدت الإدارة الأمريكية نفسها ملزمة بإعادة النظر في استراتيجياتها، ليس فقط في هذا البلد، بل في منطقة الشرق الأوسط برمتها. وهذا ما دفع الكونغرس الأمريكي، بدعم من إدارة الرئيس جورج بوش، إلى إنشاء لجنة خاصة يُتوقع أن توصي بتغيير إستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة. ويقود جيمس بيكر الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس السابق جورج بوش الأب هذه اللجنة المؤلفة من مجموعة تضم عشرة أعضاء بارزين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ومن المرتقب أن تصدر تقريرها بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي ستجرى في السابع من نوفمبر /تشرين الثاني من العام الجاري، وذلك كي لا تُستغل نتائجها في الحملة الانتخابية.

الاستقرار يمر عبر طهران ودمشق ...

وتتحدث بعض المعلومات التي نشرتها صحيفة "لوس أنجليس تايمز" عن أعضاء في اللجنة أنه يجري حاليا التفكير في خيارين سيمثلان تراجعا في السياسة الأمريكية المتبعة في العراق، وهما سحب القوات الأمريكية على مراحل وإشراك إيران وسوريا في جهود وقف العنف. ويرى الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط، بيتر فيليب، في هذا الصدد أن الولايات المتحدة الأمريكية مضطرة للتعامل مع أعدائها في منطقة الشرق الأوسط والدخول مع كل من طهران ودمشق في محادثات بشأنها. ويعتبر بيتر فيليب إن الإيرانيين جادين في رغبتهم باستقرار الأوضاع في العراق بعد سنوات الحرب الطويلة معه، خصوصا وأن الأغلبية الشيعية في العراق أصبحت تحظي بنفوذ سياسي كبير منذ الإطاحة بنظام صدام حسين. ويعتبر بيتر فيليب كذلك أن كل من إيران وسوريا تدعمان العناصر المعادية للأمريكيين في العراق للضغط على واشنطن التي توجه انتقادات لاذعة لطهران بشأن برنامجها النووي، ولدمشق لدعمها الفصائل الفلسطينية المسلحة وتدخلها في شؤون لبنان. هذا ما يجعل الطريق أمام بناء العراق لا يكتمل إلا بإشراك كلا البلدين في جهود الوصل إلى مخرج من الوضع الحالي.

الخسائر الأمريكية في العراق تؤرق رجال الإدارة الأمريكية؟صورة من: AP

على صعيد آخر، اعتبر بيتر فيليب إن التوصية التي تقدمت بها اللجنة الخاصة حول العراق والتي دعت فيها واشنطن إلى إجراء محادثات مع طهران ودمشق تأتي في الوقت المناسب. فالولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع تحمل مجازفة عسكرية جديدة في منطقة الشرق الأوسط وأنها بحاجة إلى تخفيف العداء لها هناك بحيث تتمكن من سحب قواتها في العراق دون أن يتسبب ذلك في نشوب حرب أهلية شاملة هناك.

... رغم صعوبة الحلول

غير أن جيمس بيكر لا يقر بسهولة إيجاد مخرج للصراع العنيف الذي يعيشه العراق. فقد قال في كلمة ألقاها أمام مجلس هيوستون للشؤون العالمية: "لا يوجد حل سحري للوضع الصعب جداَ جداًَ في العراق". وقلل المسؤول الأمريكي من تفاؤل الداعين إلى وضع وصفة علاجية شاملة وسريعة للتوصل إلى مخرج للأزمة على أساس إن ذلك ما يزال في إطار التمنيات. أما وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد، فقد أشار، في تعليقات أدلى بها الى الصحفيين من أمام مقر وزارة الدفاع "البنتاغون"، إلى ضرورة إعطاء الأهمية للحلول السياسية حيث قال: "أن الجيش الأمريكي لديه القوة التي تجعله لا يخسر الحرب في العراق، غير أن تحقيق النصر سيحتاج في نهاية الأمر الى حلول سياسية". كما اعترف رمسفيلد بأن استقرار العراق يرتبط بسير العملية السياسية فيه. وفي هذا الإطار أكد على الحاجة إلى قيام البرلمان العراقي بحسم مسألة الفيدرالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على وقف دوامة العنف الذي يعصف بمناطق عراقية كثيرة منذ الاحتلال الأمريكي البريطاني لها في نيسان/ أبريل من عام 2003.

طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW