أحدث ظهور رغد صدام حسين في مقابلة على قناة العربية الفضائية ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي. هل هي توطئة لدور سياسي ما لرغد في بلادها؟ وما هدف القناة الممولة من السعودية في تسليط الأضواء على ابنة صدام حسين؟
إعلان
"كل شيء وارد ومطروح على الساحة، كل الخيارات وكل الاحتمالات (واردة)" بهذه الكلمات ختمت رغد صدام حسين (52 عاماً) مقابلتها مع قناة العربية، التي بثت يوم أمس الاثنين (15 شباط/فبراير 2021). كلام رغد الختامي جاء جواباً على سؤال: "هل يمكن أن يكون لك دورسياسي ما؟".
وفي المقابلة التي تحدثت في جزء كبير منها عن حياتها الشخصية كابنة رئيس أسبق وذكرياتها في العراق وكذلك مع أخويها، عدي وقصي، تضمنت أيضاً رسائل سياسية. فقد قالت إن "التدخل الإيراني في العراق والمنطقة صار سافراً"، دون أن تنسى ذكر أن هناك تدخلات أخرى أيضاً. كما ذكرت أيضاً عدم تمنيها لليوم الذي ترى فيه "العراق يُقسّم".
الباحث السوري المتخصص في العلوم السياسية، عبد القادر نعناع، كتب على فيسبوك تحليلاً للمقابلة ذهب فيه إلى أن رغد لا تشبه صدام ولا تملك قدرة على أن تشبهه بالمطلق، وأنها هشة فكرياً وحوارياً وتحاول أن تختبئ في جلباب أبيها الفضاض عليها جداً جداً، على حد تعبيره.
ويرى نعناع أن المقابلة وما جاء فيها ربما تندرج في "باب المناكفة الإعلامية –السياسية لا أكثر"، مشيراً إلى أن ذلك "أداة سعودية شائعة، لا تذهب إلى درجة تبني مشروع متكامل والعمل على تنفيذه، بقدر ما هو تشجيع الآخرين، ثم التخلي عنهم. وهذا يعني حرقاً لأي مشروع سياسي عند رغد (إن كان موجوداً)".
وكانت "وكالة عمون الإخبارية" الأردنية قد نقلت عن "مصدر مقرب من رغد صدام حسين عدم نيتها أو إعلانها الترشح لانتخابات رئاسة الوزراء العراقية"، مضيفاً أن الخبر محض شائعة وكذب، فابنة الرئيس الاسبق صدام حسين لم تصرح بذلك اطلاقا وتنفيه بشدة، حسب ما نشرت الوكالة. ومن غير الواضح ما تملك رغد من أوراق حقيقية في الداخل العراقي يؤهلها للعب أي دور سياسي.
المقابلة هذه لن تكون الأخيرة بل بداية لسلسة من المقابلات. وقد حظيت المقابلة بحضور ومتابعة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ بلغ عدد مشاهداتها الملايين بعد ساعات قليلة من بثها كما هو واضح مثلاً على موقع Al Arabiya Programs - العربية برامج على فيسبوك. وعلى موقع تويتر انتشر هاشتاغ #رغد_صدام_حسين بكثافة.
وفور الإعلان عن المقابلة وبعد بثها ثارت أسئلة حول تحول الإعلام الممول سعودياً من "شيطنة" صدام بعد احتلاله الكويت وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 إلى رسم "صورة" مختلفة عن الرئيس العراقي السابق. عبد القادر نعناع أشار إلى هذه النقطة في منشوره على فيسبوك: " تحاول قناة العربية أن تتلبس ذاكرة الأسماك، وتتبنى خطاباً مخالفاً تماماً للقناة حول صدام طيلة العقود الماضية".
وغرد أحد المتابعين على تويتر سمى نفسه حسين الموسوي بصورة لإحدى اعداد جريدة عكاظ السعودية، وفيه عنوان عريض لرجل الدين السعودي الشهير عبد العزيز بن باز يقول فيه إن صدام "ملحد وقتاله جهاد في سبيل الله":
وقبل يوم من بث المقابلة، نقلت "وكالة عمون الإخبارية" الأردنية مطالبة برلمانيين عراقيين باستدعاء السفيرين الأردني والسعودي وتسليمها مذكرة احتجاج، لأن القناة ممولة من السعودية، فيما تقيم رغد صدام حسين في الأردن.
خ.س/أ.ح
العراق - قصة النخيل المحارب في "أرض السواد"
طالما افتخر العراقيون بأنّ بلدهم يضم ثلاثين مليون نخلة، رغم عدم وجود إحصاء رسمي بذلك، لكنهم يذكرون من يسمعهم بعبارة "أرض السواد" التي تصف غطاء النخيل الذي يسود العراق. ولكن ماذا حل بالنخل اليوم؟ الجواب في ملف صور التالي.
صورة من: Wisam
نخيل ديالى.. "فوق النخل فوق"
احتفظ نخيل ديالى في أغلب الأماكن برونقه، وبقي باسقاً يانع الخضرة يظلل بساتين الحمضيات التي تميّز هذا الجزء من أرض الرافدين. معارك الحرب العراقية الإيرانية في هذه المنطقة أهلكت بالخصوص بساتين منطقة مندلي، فيما احتفظت البساتين الأخرى البعيدة عن خط التماس بيناعها. الصورة من بساتين منطقة شهربان، حيث حافظ توفر المياه على بساتين النخيل.
صورة من: Muhsin
بساتين النخيل مظلات للحمضيات
يزرع فلاحو ديالى النخيل ليوفر مظلة لأشجار الحمضيات التي تنتشر بكثافة في هذه المنطقة المجاورة للعاصمة بغداد. تضم بساتين الحمضيات أشجار البرتقال، والليمون الحلو، والليمون الحامض، وغريب فروت (السندي بلهجة أهل العراق)، واليوسفي (لالنكي). وهي أشجار تحتاج الحرارة، ولكنها تحتاج الرطوبة أيضاً، ولا تحب مساقط الشمس العمودية عليها، لذا توفر لها بساتين النخيل الظلال، ولا يهتم المزارع هنا بجني النخيل.
صورة من: Muhsin
النجاة من الحروب
منطقة ديالى في العراق من المناطق التي شهدت عمليات قتالية فيها كر وفر مع تنظيمي "القاعدة" و"داعش"، حتى أنّ الإرهابي أبو مصعب الزرقاوي قُتل في بساتين النخيل بمنطقة هبهب من محافظة ديالى متخفياً في كثافة البستان. لكنّ المعارك الموزعة هنا وهناك لم تدمر بساتين النخيل، كما جرى في مناطق أخرى من العراق. الصورة لبستان نخيل في ناحية ضباب، وسط ديالى.
صورة من: Muhsin
اليناعة رغم الإهمال
يحتاج النخل إلى الماء والسقي الصيفي خاصة، لكنّ عمليات إعداد النخلة للإثمار معقدة، وتتطلب رعاية وزيارات متكررة من الفلاحين المختصين بتسلقها وتقليمها وتلقيحها وحفظ اللقاحات ثم جني المحصول مرات عدة. روح النخلة في رأسها كما يقول العراقيون. الصورة لنخيل من منطقة السعدية شمال شرق ديالى، حيث لم يقم الفلاح برعاية النخل وحافظ على بقائها يانعة فحسب.
صورة من: Muhsin
نخيل البصرة المُحارب!
يصدق الوصف على هذا النخيل بالمحارب، لأنّ مصيره تشابك مع الحروب، الحرب العراقية الإيرانية، غزو الكويت وتحريرها، وحرب إسقاط صدام حسين عام 2003. أوسع عمليات تخريب طالت هذه الغابات الشاسعة في سنوات الحرب الثمان مع ايران، حين أمر صدام بحرق وتجريف بساتين النخيل خوفاً من تسلل قوات إيرانية إلى داخلها، وإمعاناً في حرب سكان مناطق الأهوار المتمردين. الصورة على ضفة شط العرب المواجهة لإيران.
صورة من: Wisam
نخيل الأهوار المنسي
أدت عمليات تجفيف الأهوار، في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين إلى تدمير ألوف الهكتارات من غابات النخيل في المنطقة الممتدة من هور الحمار إلى هور الصحين والجبايش اتصالاً بغابات نخيل البصرة. التجفيف جاء لتجريد عشائر الهور المتمردة على سلطة صدام حسين عن محيطها الطبيعي. الصورة لأطراف غابات النخيل الهالكة على نهايات هور الجبايش.
صورة من: Wisam
تدني أسعار التمر
أهمل فلاحو البصرة العناية بنخيلهم لأسباب عدة أخرى لا تتعلق بالحروب، بل تتعلق بتدني أسعار التمور في أسواق العراق، مقارنة بأسعارها في أسواق بلدان الجوار. رعاية النخلة حتى تؤتي جناها، تتطلب عمليات طويلة مستمرة ومكلفة، وفي البصرة يشكو الفلاح من أنّ عائد التمر لا يسد تكاليف زراعته، لذا أهمل الفلاحون بساتين النخل، وبدأ القصب والعلف يزحف عليها. الصورة لنخل منطقة السيبة.
صورة من: Wisam
التمور المستوردة تغزو أسواق "أم النخيل"
بسبب تدني حاصل التمور في البصرة، تدفقت على أسواقها تمور إيرانية وسعودية وخليجية. المستهلك يقول إنّ تمور العراق غير معتنى بتسويقها، تغليفاً وتعليباً وتنظيفاً، وتعرض في الأسواق بشكل بدائي، لذا لا تحظى برضا المشترين. الصورة لتمور إيرانية في أسواق البصرة "أم النخيل" ما يشكل مفارقة محزنة.
صورة من: Wisam
نخيل بغداد خسر الحرب مع الفساد
نخيل العاصمة بغداد تساقط ضحية حروب من نوع آخر، فالعاصمة تتسع منذ عام 2003 بشكل عشوائي غير مسيطر عليه، ويتدفق عليها العراقيون من كل ناحية، حتى بات مُلاك البساتين الأثرياء يقتلون غابات النخيل بسكب النفط في قلب كل نخلة حتى تهلك، لتجريف أراضيها وتحويلها إلى أراضٍ سكنية تباع بملايين الدولارات. الصورة من بساتين نخيل الدورة في قلب بغداد.
صورة من: DW/A. Malaika
بساتين الدورة - كيف تُباع اليوم؟
طبقاً للقانون، فإنَّ أراضي البساتين في عموم العراق مملوكة للدولة، ومؤجرة لمدد تصل إلى 99 عاماً للفلاحين الذين يزرعونها، وتسمى الأراضي الأميرية. لكنّ هذا القانون لم يعد فعالاً بعد عام 2003 حيث ضعفت الدولة. بساتين الدورة الهالكة الظاهرة في الصورة لا يمكن بيع أراضيها رسمياً، لكنّ سعر المتر المباع بشكل غير قانوني هنا يصل اليوم إلى 3 آلاف دولار حسب مكاتب بيع العقارات في العاصمة.
صورة من: DW:A. Malaika
الحرب على النخيل في شرق العاصمة!
شهدت مناطق جنوب وجنوب شرق العاصمة عمليات تجاوز على بساتين النخيل المملوك بعضها للدولة، والمملوك قسم منها لأشخاص. وهكذا يجري قتل النخيل في مناطق، بسماية، جسر ديالى، بوب الشام، والحسينية، وأطراف الراشدية. الصورة في أطراف منطقة محمد السكران، حيث تتلف البساتين لتحويل أراضيها إلى قبور تباع بأسعار باهظة للناس.
صورة من: DW/A. Malaika
تشجير قناة الجيش.. ذهبت الأموال ومات النخيل
منذ عام 2011 أطلقت أمانة العاصمة حملة لتشجير قناة الجيش التي تربط دجلة بنهر ديالى. بلغ طول مشروع التشجير بالنخيل 23.5 كم. أنفقت الأمانة مبلغ 146 مليون دولاراً، وأحالت المشروع إلى شركات متعاقبة فشلت كلها وهربت دون حساب. وحسب الصحافة العراقية، شُتلت أكثر من 20 ألف نخلة على ضفتي القناة، هلكت كلها بسبب عدم سقيها. الصورة لجزء من المشروع بمنطقة الشعب.
صورة من: DW/A. Malaika
نخيل بابل الذي لم يخض حرباً!
بساتين النخيل الشاسعة اليانعة العامرة في منطقة بابل جنوب بغداد وسط العراق، لم تطلها الحروب، ولم تطلها أيدي الفساد والتخريب غالباً. هذه البساتين احتفظت بيناعها وترتبط عادة ببساتين كربلاء وعين تمر. الصورة لبساتين النخيل قرب آثار بابل.
صورة من: DW/Samir
نخيل بابل الباسق
يتوفر الماء في بابل عبر نهري الحلة والفرات، وهكذا فإنّ بساتين النخيل تحصل على حصص مائية منتظمة تحفظ لها يناعها، وتمكنها من الحياة. النخل هنا مثل ديالى يظلل بساتين البرتقال، وبساتين الرمان.
صورة من: DW/Samir
الزحف السكاني
يعزو المختصون في بابل احتفاظ المدينة ببساتينها من النخيل إلى توفر المياه أولاً، وإلى حرص دوائر المحافظة على حماية البساتين. كما كشف مصدر في المحافظة حصريا لـDW عربية عن تخصيص ملايين الدولارات سنوياً، لزراعة التالات الشابة وتكثيرها مختبرياً ميدانياً. الصورة في طرف منطقة سكنية بمدينة الحلة، حيث لم تقاوم تالات النخيل اليافعة والنخلات الباسقة الزحف السكاني.
ملهم الملائكة - العراق