رغم الاتفاق.. البلاستيك يتسبب في انقسام بين دول العالم
٣ ديسمبر ٢٠٢٢
تشهد الجهود المتعلقة بإنهاء تلوث البلاستيك انقساماً حول إمكانية جعلها عالمية وإلزامية فيما حث الأمين العام للأمم المتحدة الدول على اتخاذ إجراءات صارمة ضد التلوث والإنتاج واصفا البلاستيك بأنه "وقود أحفوري في شكل آخر".
إعلان
اختتمت الجمعة (الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2022) الجولة الأولى من المفاوضات بشأن معاهدة عالمية لإنهاء تلوث البلاستيك بالتوصل لاتفاق، لكن هناك انقساماً حول ما إذا كانت الأهداف والجهود ينبغي أن تكون عالمية وإلزامية، أو طوعية وتقودها الدولة.
ويسعى أكثر من 2000 مبعوث من 160 دولة، يجتمعون في أوروجواي في أول دورة من خمس دورات مخططة للجنة التفاوض الحكومية الدولية، إلى صياغة أول اتفاق ملزم قانوناً بشأن تلوث البلاستيك بحلول نهاية عام 2024.
وجرت المفاوضات في مدينة بونتا ديل إستي الساحلية بين "تحالف عالي الطموح" يضم أعضاء في الاتحاد الأوروبي في مواجهة دول من بينها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتان تمتلكان أكبر شركات البلاستيك والبتروكيماويات في العالم.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي قال إن البلاستيك "وقود أحفوري في شكل آخر"، الدول على اتخاذ إجراءات صارمة ضد التلوث والإنتاج. وقال على تويتر "أدعو الدول إلى النظر إلى ما هو أبعد من النفايات وإغلاق صنبور البلاستيك".
واتفق أعضاء الأمم المتحدة في مارس/آذار على إبرام معاهدة للتعامل مع آفة النفايات البلاستيكية، لكنهم يختلفون بشأن القضايا الرئيسية، بما في ذلك ما إذا كان سيتم الحد من إنتاج البلاستيك، والتخلص التدريجي من أنواع البلاستيك، ومواءمة القواعد العالمية.
ويريد التحالف العالمي عالي الطموح الذي يضم أكثر من 40 دولة، بما في ذلك أعضاء الاتحاد الأوروبي وسويسرا وأوروجواي البلد المضيف وغانا، أن تستند المعاهدة إلى إجراءات عالمية إلزامية، بما في ذلك فرض قيود على الإنتاج.
وقالت سويسرا في بيان "من دون إطار تنظيمي دولي مشترك، لن نكون قادرين على مواجهة التحدي العالمي والمتزايد للتلوث البلاستيكي". ويتناقض هذا النهج مع التعهدات النابعة من كل بلد على حدة والتي تنادي بها دول مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقالت واشنطن إنها تريد أن تكون الاتفاقية مشابهة لهيكل اتفاقية باريس للمناخ، في تحديد الدول لأهدافها الخاصة بخفض غازات الاحتباس الحراري وخطط عملها.
وذكرت المملكة العربية السعودية أنها تريد معاهدة تركز على نفايات البلاستيك مبنية على "نهج من القاعدة إلى القمة وعلى أساس الظروف الوطنية"، فيما يقول منتقدون إن مثل هذا النهج سيضعف المعاهدة العالمية.
ع.ح./ع.ج.م. (رويترز)
"صيد النفايات"..أن تصطاد البلاستيك بدلاً من الأسماك!
تمتلك اليونان أكبر اسطول لصيد الأسماك في الاتحاد الأوروبي، ولكنها تعاني بسبب مخلفات البلاستيك في البحر، ما دفع لإطلاق مبادرة لتنظيف مياه بحر إيجه وتعويض الصيادين عن قيامهم باصطياد البلاستيك بدلاً من الأسماك.
صورة من: DW/D. Tosidis
يوجد في اليونان أسطول متخصص في اصطياد الأسماك يضم 250 قارباً تستخدم شباكاً تصل لقاع بحر إيجه، أو على الأقل تهبط لأعماق كبيرة. لكن ما أن يتم رفع تلك الشباك، يعثر الصيادون على نفايات البلاستيك من بين ما تمكنوا من الإمساك به من أسماك.
صورة من: DW/D. Tosidis
"اصطياد النفايات" مبادرة تهدف إلى تقليل المخلفات البحرية بمشاركة العاملين في قطاع صيد الأسماك. بدأت المبادرة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على أن تستمر لنهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول في أكبر مرفأين شمال اليونان، هما كافالا وثيسالونيكي.
صورة من: DW/D. Tosidis
منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول، استطاع الصيادون من خلال المبادرة جمع أكثر من مليون ونصف مليون طن من النفايات بشباكهم في بحر إيجه، حيث تشارك في المبادرة ثمانية قوارب صيد.
صورة من: DW/D. Tosidis
بالإضافة إلى إزالة المخلفات الموجودة في قاع بحر إيجه، هدف آخر من أهداف المبادرة هو تغيير ممارسات قطاع إدارة النفايات، إذ يسعى المشروع إلى زيادة الوعي بين صفوف العاملين في قطاع صيد الأسماك وتغيير أساليب التعامل مع النفايات.
صورة من: DW/D. Tosidis
يغطي البلاستيك، وغيره من النفايات الأخرى، مساحات واسعة من قاع البحر، ويتم العثور من حين إلى آخر على مخلفات أكبر حجماً، مثل هذا المقعد البلاستيكي. ما زال العلماء يحاولون تحديد مدى العواقب التي تتحملها الحياة البحرية من كل هذه النفايات!
صورة من: DW/D. Tosidis
تشرف على مبادرة "اصطياد النفايات" الباحثة في مجال الحياة البحرية، كريستينا كونتاكسي، التي وجدت أن غالبية النفايات التي يتم جمعها عبر شباك الصيد تتكون من حقائب البلاستيك والزجاجات والعلب المصنوعة من الصفيح. ويقع التركيز الأكبر للنفايات في المناطق الممتلئة بالسائحين، كخليج تورونيوس.
صورة من: DW/D. Tosidis
يقوم صيادو الأسماك بفصل المخلفات عن الأسماك التي يقومون بتوزيعها على المتاجر، إذ يتم صيد أكثر من 70 ألف طن من الأسماك سنوياً في اليونان. ويعد صيد الأسماك مكوناً أساسياً في الاقتصاد اليوناني، بإجمالي صيادين يصل عددهم لحوالي 10 آلاف شخص.
صورة من: DW/D. Tosidis
ما أن يتم فصل الأسماك عن النفايات، يقوم الصيادون بحفظها في أكياس كبيرة للتخلص منها على الشاطئ بطرق رفيقة بالبيئة. أما بالنسبة لأدوات الصيد التي تم التخلص منها مسبقاً في البحر، خاصة المخلفات الثقيلة والحبال والفخاخ المستخدمة لصيد الأخطبوط، يتم التخلص منها بمعرفة العاملين في مجال صيد الأسماك أنفسهم.
صورة من: DW/D. Tosidis
يوثق المشاركون في مبادرة "اصطياد النفايات"، التي يتم تنفيذها بالتعاون مع منظمة "iSea" المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، حجم نفايات البلاستيكية التي يتم العثور عليها في شباك صيد الأسماك.