يبدأ الموفد الأممي إلى سوريا الاثنين مفاوضات غير مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة في جنيف رغم التوتر الذي ساد بين الجانبين. بدوره حض وزير الخارجية الأميركي جون كيري الوفدين على أداء دورهما في المفاوضات المرتقبة.
إعلان
أعلنت الأمم المتحدة في بيان اليوم الأحد (31 كانون الثاني/يناير 2016 ) أن الموفد الاممي لسوريا ستيفان دي ميستورا سيلتقي الاثنين في جنيف وفد النظام السوري ثم وفد المعارضة في إطار الجهود التي تبذل لحل النزاع في سوريا. وجاء في البيان أن دي ميستورا سيلتقي في الساعة العاشرة توقيت غرينتش ممثلي نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذين سبق أن استقبلهم الجمعة، ثم يلتقي للمرة الأولى بشكل رسمي في الساعة الرابعة توقيت غرينتش وفد الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة).
وكان رئيس الوفد الحكومي السوري إلى جنيف، سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري اتهم في وقت سابق المعارضة السورية بأنها "غير جدية" وتفتقر إلى "المصداقية"، مؤكدا حرص دمشق على "الحد من سفك الدماء". وأضاف الجعفري أن "الشعب السوري يواجه إرهابيين"، مشددا على أن الحكومة "لا تتفاوض مع إرهابيين" ولافتا إلى أن "أحدا حتى هذه اللحظة لا يعرف من هو الطرف الآخر" في المحادثات.
في المقابل، هددت الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة بعيد وصولها مساء السبت إلى جنيف وبعد أربعة أيام من التردد قبل الموافقة على المشاركة في المحادثات، بأنها ستنسحب منها في حال واصل النظام ارتكاب "الجرائم". وقال المتحدث باسم الهيئة سالم المسلط إن "النظام ليس هنا لإيجاد حلول، ولكن لكسب الوقت لقتل المزيد من السوريين".
ورغم الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، أعرب دي ميستورا الأحد عن "تفاؤله وتصميمه" على مواصلة جهوده. وقال للصحافيين لدى مغادرته فندقا في جنيف بعد اجتماع مع ممثلين للهيئة العليا للمفاوضات "أنا متفائل ومصمم لأنها فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها".
كيري يناشد الطرفين الاستمرار في المفاوضات
من جانبه ناشد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الأحد وفدي الحكومة السورية والمعارضة الاستمرار في محادثات السلام الجارية في جنيف رغم الهجوم الذي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا قرب مقام شيعي رئيسي في دمشق.
وقال كيري إن الصراع قد يجتاح الشرق الأوسط بسهولة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية من خلال التفاوض، داعيا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة المساعدات الغذائية والمساعدات الإنسانية الأخرى لنحو 13.5 مليون سوري بينهم ستة ملايين طفل.
وجاءت تصريحات كيري بعد تهديد رياض حجاب، رئيس الهيئة العليا للتفاوض بانسحاب وفد المعارضة السورية من محادثات السلام إذا واصلت قوات الحكومة وحلفاؤها تصعيد حملة قصف للمناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ومنع دخول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
وأشار كيري إلى أن الحكومة السورية وافقت منذ بداية عام 2015 على 13 طلبا فقط من أصل 113 تقدمت بهم الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية. واعتبر كيري أن منع وصول الإمدادات الغذائية إلى المحتاجين عبر زرع الألغام وإقامة حواجز من الأسلاك الشائكة وغيرها من الوسائل "هو خطة متعمدة (للاستسلام أو التجويع) في انتهاك مباشر لقوانين الحرب."
بدورها قالت مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني اليوم الأحد إن الهدف من الهجوم الذي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقرب من مزار شيعي في دمشق هو تعطيل محادثات السلام السورية في جنيف. وأضافت في بيان "الهجوم الذي وقع قرب ضريح السيدة زينب يهدف بكل وضوح إلى تعطيل المحاولات الرامية لبدء عملية سياسية."
م.أ.م/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
مضايا المحاصرة يقتلها الجوع- صور من الداخل
تتعرض بلدة مضايا السورية لحصار متواصل من قبل قوات نظام بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ شهر تموز/ يوليو 2015. وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن 23 شخصا قضوا جوعا في مضايا منذ الأول من ديسمبر/ كانون الأول 2015.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Krzysiek
نقص المواد الغذائية جعل الأمهات في مضايا غير قادرات على إرضاع صغارهن، كما أنه لا يوجد حليب من مصادر أخرى لإرضاع الصغار. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 23 شخصا قضوا جوعا، بينهم ستة لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، وخمسة تجاوزت اعمارهم الستين من العمر.
صورة من: Aktivisten aus Madaja
طعام مصنوع من ورق الشجر ، كما توضح هذه الصورة التي أرسلها ناشطون عن الأوضاع في مضايا المحاصرة ولم يتسن لDW عربية التحقق من صحتها. لكن إحدى سكان مضايا قالت لوكالة فرانس برس: "أكلنا كل أوراق الشجر وقطعنا الجذوع للتدفئة، ونفد كل ما لدينا".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
مضايا تحاصرها قوات الرئيس السوري بشار الأسد وحليفه حزب الله منذ يوليو/ تموز 2015. وبحسب بيان للإمم المتحدة، فان آخر قافلة مساعدات دخلت إلى مضايا كانت في 18 تشرين الأول / أكتوبر، وتعذر الوصول اليها منذ ذلك الحين. لكن حزب الله نفى الجمعة (8 يناير/ كانون الثاني) مشاركة مقاتليه في "تجويع" سكان مضايا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
صبي برزت عظامه لشدة جوعه في مضايا. هذه الصورة أرسلها ناشطون لموقعنا. ونقلت الأمم المتحدة عن "تقارير موثقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
صورة من: Aktivisten aus Madaja
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور وأشرطة فيديو لأشخاص من مضايا بدا عليهم الوهن الشديد. المتحدث باسم الصليب الأحمر الدولي في سوريا بافل كشيشيك قال: "هناك نقص في كل شيء منذ مدة طويلة، يعيش السكان في ظل غياب المواد الاساسية من طعام ودواء ولا يوجد حتى كهرباء أو مياه"
صورة من: Aktivisten aus Madaja
ليست بلدة مضايا وحدها المحاصرة، ففي شمال محافظة إدلب يحاصر متمردون معارضون بلدتي فوعه وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما القوات الحكومية منذ شهر نيسان/أبريل الماضي. وتسعى الأمم المتحدة لتقديم المساعدات للبلدات المحاصرة الثلاثة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
خرجت مظاهرات في سوريا وخارجها تطالب العالم بالنظر إلى المجاعة في مضايا، مذكرة بمأساة المدنيين في البلدة التي تبعد عن دمشق 25 كليومترا. وتحدثت الأمم المتحدة الى الحكومة السورية من أجل السماح بدخول المساعدات.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Faham
وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال الأربعاء (6 يناير/ كانون الثاني) بحصار مضايا، القريبة من الحدود اللبنانية، قائلا إنه وضع "لا يطاق وغير مقبول". وأضاف نادال إن "فرنسا تدعو إلى الرفع الفوري للحصار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى مضايا وجميع المناطق المحاصرة في سوريا وفقا لقراري 2254 و2258 لمجلس الأمن الدولي".
صورة من: public domain
وافقت الحكومة السورية الخميس (7 يناير/ كانون الثاني 2016 ) على دخول مساعدات لمضايا حسب باول كرزيسيك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي قال "تلقينا إذنا بدخول بلدات مضايا وفوعه وكفريا ". وسوف يبدأ ايصال المساعدات للبلدات الثلاث الأحد في العاشر من يناير على أقرب تقدير.