بعد اليونان.. ماكرون يستضيف بن سلمان والنفط على جدول الأعمال
٢٨ يوليو ٢٠٢٢
بعد اليونان شكلت فرنسا ثاني محطة أوروبية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي. فرغم الانتقادات استقبل ماكرون بن سلمان بحفاوة بالغة أمام قصر الإليزيه. فما أبرز ملفات هذه الزيارة؟
إعلان
استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس (28 تموز/يوليو 2022) ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار الجهود الغربية المتزايدة للتودد لأكبر دولة مُصدرة للنفط في العالم، على خلفية الحرب الأوكرانية والمحادثات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران.
وانتقدت شخصيات معارضة وجماعات حقوقية فرنسية دعوة ماكرون لولي العهد لتناول العشاء في قصر الإليزيه، إذ يعتقد زعماء غربيون أنه أمر بقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي في 2018.
وقالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار على تويتر قبيل زيارة ولي العهد السعودي "تحسين صورة الأمير القاتل ستساق له الذرائع في فرنسا كما حدث في الولايات المتحدة بمقتضيات الواقعية السياسية. لنواجه الحقيقة!، المساومة لها الغلبة".
ورفض ماكرون، الذي أصبح في كانون الأول/ ديسمبر الماضي أول زعيم غربي يزور السعودية منذ مقتل خاشقجي، الانتقادات لجهوده في التواصل مع الأمير محمد قائلا إن المملكة أهم من أن يتم تجاهلها.
وقبل عشاء العمل مع بن سلمان مساء اليوم الخميس، رحب ماكرون بولي العهد السعودي بمصافحة طويلة على سجادة حمراء بسطت له على درج الإليزيه، لكنهما لم يدليا بتصريحات للصحافة.
وتأتي زيارة الأمير محمد إلى باريس بعد زيارته لأول دولة أوروبية منذ مقتل خاشقجي وهي اليونان وكذلك بعد أسبوعين من محادثات أجراها في السعودية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. ويحرص الغرب على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع عملاق النفط الخليجي في إطار سعيه لمواجهة النفوذ الإقليمي المتزايد لإيران وروسيا والصين.
وتتطلع فرنسا ودول أوروبية أخرى إلى تنويع مصادر الطاقة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أسفر عن خفض موسكو إمدادات الغاز إلى أوروبا. ويريد ماكرون من الرياض، أكبر مصدر للنفط في العالم، زيادة الإنتاج.
وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية للصحفيين إن ماكرون سيتطرق لقضايا حقوق الإنسان بما يتضمن ملفات فردية إضافة لمناقشة إنتاج النفط والاتفاق النووي الإيراني.
وفرنسا أحد موردي الأسلحة الرئيسيين للرياض لكنها واجهت ضغوطا متزايدة لمراجعة مبيعاتها بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن التي تعد الأسوأ في العالم. ويقاتل تحالف تقوده السعودية في اليمن الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ 2015.
وأثار مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول ضجة دولية. وخلصت المخابرات الأمريكية إلى أن الأمير محمد وافق بشكل مباشر على قتل كاتب الرأي في صحيفة واشنطن بوست. ونفي ولي العهد أي دور له في الأمر.
ويدرس مدعون فرنسيون شكاوى مرفوعة ضد الأمير محمد بشأن الدور السعودي في حرب اليمن.
خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
جدلية الحرب والحياة.. مشاهد من صراع اليمنيين من أجل البقاء
من وسط المأساة يتعطش اليمنيون لحياة طبيعية، فلا تكاد وطأة الحرب تخِفّ حتى تبدأ الحياة بالانتعاش فتفتح أسواق وحدائق ويعود كثيرون إلى بيوتهم بعد نزوحهم عنها. جولة مصورة تعكس إصرار اليمنيين على الحياة وصراعهم من أجل البقاء.
صورة من: Essa Ahmed/AFP/Getty Images
يعاني سكان اليمن عموما ليس فقط من شح المياه ولكن أيضا من صعوبة الوصول إليها. مصدر الماء الآبار والأمطار الصيفية، وضاعفت الحرب من معاناة الحصول عليها...
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
والحصول على المياه النظيفة، في بعض الأحيان، صار هما من هموم اليمنيين الكثيرة. ويضطر السكان لشراء المياه، أو الاعتماد على فاعلي الخير الذين يوزعون المياه في حاويات موزعة في شوارع المدينة.
صورة من: Farouk Moqbel
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف من القتلى ودفع نحو 80 في المئة من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك بنزوح نحو 3.3 ملايين شخص. والمأساة ما تزال مستمرة..
صورة من: Farouk Moqbel
أطفال اليمن هم أكثر الفئات تضررا من الحرب وتداعياتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقدرت اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن قد يصل إلى 2.4 مليون بنهاية عام 2020.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أسباب الوضع الكارثي على سكان اليمن انهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ووجود إصدارين من العملة الوطنية (قديم وجديد)، وما نجم عن ذلك من ارتفاع جنوني في أسعار السلع المستوردة. وزاد الوضع المعيشي تعقيدا عدم صرف مرتبات موظفي الدولة منذ سنوات، وفقد الآلاف لمصادر دخلهم.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
الحصول على الاحتياجات الأساسية بات مهمة شاقة في الكثير من الأحيان. أزمات إسطوانات الغاز المنزلي المتكررة شاهد على تردي الخدمات.
صورة من: Farouk Moqbel
عادت بعض الأسر اليمنية إلى استخدام الأدوات التقليدية كالحطب بسبب أزمات الخدمات المتكررة والأوضاع الاقتصادية الصعبة
صورة من: Farouk Moqbel
يطل اليمن على البحرين الأحمر والعربي الغنيين بالثروة السمكية، لكن غلاء الأسعار والمعارك وارتفاع تكاليف الصيد والنقل والمخاطر الأمنية جعلت الحصول على السمك رفاهية لا يستطيع المعدم أن يحلم بها (الصورة من عدن)
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Obeidi
حتى تصل الأسماك إلى "سوق الصيد" في مدينة تعز (جنوب غرب اليمن) تكون أسعارها قد تضاعفت.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
ترتفع أسعار المواد الخضار والفواكه خصوصا في المدن التي تدور داخلها أو حولها المعارك، مثل مدينة تعز (الصورة). وفي هذه الحالة يلجأ الباعة إلى إدخال المواد الغذائية من خلال طُرُق بديلة وعرة ملتفة وهو ما ينعكس على ارتفاع أسعارها.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
المقابر في اليمن تحولت إلى مزارات تشبه الحدائق، لكنها ليست للفسحة، بقدر ما هي تعبير عن زيادة أعداد قتلى الحرب أو موتى الأمراض والأوبئة.
صورة من: Farouk Moqbel
على الجانب الموازي هنا الفرح فوق ركام الحرب! شباب يحتفلون في عرس في الشارع. الموسيقى تصدح وتطغي أحيانا على صوت الرصاص. لكن في اليمن إطلاق الرصاص ليس فقط بسبب الحرب، ففي الأعراس يطلق الرصاص عادة في الجو للتعبير عن الفرح، إلأ أن ذلك اصبح يثير الرعب لدى البعض بسبب الحرب.
صورة من: Eman Al-Mekhlafi/DW
رغم الحرب والأوضاع الصعبة، وقيود العادات والتقاليد الاجتماعية والتضييق على الحريات، إلا أن الحياة تستمر. شباب وشابات قرروا أن يعزفوا للحب وللحياة ولمستقبل أفضل..