فيما يهيمن التوتر على منطقة الخليج خصوصا بعد احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية، ذكرت مصادر إعلامية أن إيران شكرت السعودية لجهودها في تأهيل سفينة إيرانية والإفراج عنها بعد أن رست في ميناء جدة بسبب مشاكل فنية.
إعلان
أعلنت إيران الأحد (21 تموز/يوليو 2019) أن السعودية أفرجت عن ناقلة نفط إيرانية كانت أجبرت على الرسو في ميناء جدة السعودي في أواخر نيسان/أبريل بعد مشكلة فنية، وان السفينة في طريق عودتها إلى ايران. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير النقل محمد إسلامي قوله إن الناقلة "هابينس وان" أفرج عنها نتيجة مفاوضات وتتجه الآن نحو مياه الخليج.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله إن إيران قالت اليوم الأحد إنها تثمن جهود السعودية في سبيل إعادة سفينة إيرانية كانت قد رست في ميناء جدة في مايو أيار بسبب مشكلات فنية.
وأضاف الوزير الإيراني محمد إسلامي "تم حل المشكلة أمس بفضل متابعتها من قبل إدارة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية" مضيفا أن "الناقلة برفقة سفينتين قاطرتين تتجه إلى الخليج الفارسي لدخول المياه الإقليمية الإيرانية". وبحسب وكالة الأنباء الرسمية لوزارة النفط الإيرانية (شانا)، أجبرت السفينة على الرسو في جدة للقيام بتصليحات بعد إصابتها ب"عطل في المحرك" خلال إبحارها في البحر الأحمر.
من جانبه، قال موسوي "تثمن إيران جهود سلطات السعودية وسويسرا وعُمان لضمان العودة الآمنة لناقلة النفط الإيرانية هابينس 1". وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت هذا الشهر أن السعودية، غريم إيران الإقليمي، لا تسمح للسفينة بمغادرة جدة بسبب خلاف على دفع تكاليف الإصلاح.
وأكدت الوكالة أنه "بالتنسيق مع السلطات المعنية، اقتيدت الناقلة حينها إلى أقرب مرفأ، في جدة، من أجل إصلاحات ومن أجل اتخاذ التدابير اللازمة". وذكرت شركة الناقلات الإيرانية الوطنية أنه إضافة إلى "المفاوضات السياسية والدبلوماسية" فقد تطلب الإفراج عن الناقلة "دفع التكاليف المتعلقة" التي طالبت بها السعودية.
وبحسب تقرير لوكالة مهر للأنباء في الثاني من الشهر الجاري، فقد دفعت إيران "أكثر من عشرة ملايين دولار لميناء جدة مقابل عمليات الاصطلاح والصيانة" للناقلة.
ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب، رويترز)
الحج .. جبهة أخرى في الصراع بين إيران والسعودية
ما أن تهدأ حرب التصريحات بين إيران والسعودية حتى تندلع حرب كلامية أخرى بين البلدين على طرفي الخليج. هذا العام جاءت الحرب الكلامية في ظل غياب الحجاج الإيرانيين عن موسم الحج بعد وفاة 464 إيرانيا العام الماضي بسبب التدافع.
صورة من: Getty Images/F.Bahrami
ليس استقبال أكثر من مليوني حاج بالمهمة السهلة. السلطات السعودية تنسق مع البلدان الإسلامية لاستقبال عدد محدد من الحجاج. وتحاول السيطرة على مسار الشعائر وتوفير خدمات التمريض. بيد أن المشكلة تكمن غالبا عند رمي الجمرات. الآن تم تحديد مسارات وبوابات الكترونية لإدارة الحشود. كما تم توزيع أساور إلكترونية على الحجاج ليتمكنوا من تتبع حركة الحشود والحصول على إنذار مبكر قبل بداية التكدس.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Naamani
اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن زعماء إيران بأنهم "ليسوا مسلمين" ليثير استنكار طهران في تراشق كلامي عنيف بين القوتين الإقليميتين المتنافستين بشأن إدارة الحج. آل الشيخ صرح قائلا: "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة".
صورة من: picture-alliance/dpa
تصريح مفتي السعودية جاء بعد تذكير مرشد الثورة في إيران آية الله علي خامنئي لحادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، حيث لقي فيه 464 حاجا إيرانيا مصرعهم. خامنئي وصف حكام السعودية بأنهم "لا يعرفون الله ولا دين لهم".
صورة من: Tasnim
غاب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاما، بسبب عدم الاتفاق بين الجانبين على الإجراءات اللوجستية بعد حادث منى العام الماضي. ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجاج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
السلطات السعودية الرسمية أعلنت أن حادث التدافع أدى إلى مقتل 769 حاجا، إلا أن إحصاءات أظهرت أن أكثر من 30 دولة فقدت رعايا لها في الحادث، الذي أفضى إلى حصيلة توازي ثلاثة أضعاف الرقم المعلن عنه في السعودية رسميا. قبل هذا الحادث بأيام، قتل 109 أشخاص على الأقل جراء سقوط رافعة في الحرم المكي، تابعة لمجموعة بن لادن السعودية التي كانت تنفذ أعمال توسعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دخل على خط التصريحات وقال إن المملكة لن تسمح لإيران أو غيرها بمخالفة أو تسييس شعائر الحج. بينما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتسييس الحج هربا من مشاكلها الداخلية، ووصف تصريحات خامنئي بأنها محاولة لتحويل أنظار الشعب الإيراني عن حكومة طهران التي خذلتهم ومنعتهم من فرصة إتمام مناسك الحج.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة على تصريح مفتي السعودية بأن زعماء إيران "ليسوا مسلمين"، واعتبر أنه "لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي"، حسب قوله.