عكس التوقعات..اقتصاد ألمانيا يتجاوز مؤقتا خطر الركود
٢٨ أكتوبر ٢٠٢٢
رغم التوقعات السلبية من الحكومة وخبراء الاقتصاد بسبب العواقب الاقتصادية لحرب أوكرانيا، إلا أن ألمانيا تجاوزت مؤقتا حالة الركود وحققت نموا اقتصاديا طفيفا. فهل ذلك مؤشر على تعاف مستمر أم هو "الهدوء الذي يسبق العاصفة"؟
إعلان
أظهرت بيانات اليوم الجمعة أن الاقتصاد الألماني نما في الربع الثالث من العام على نحو غير متوقع إذ نجا أكبر اقتصاد في أوروبا من خطر الركود في الوقت الحالي على الرغم من ارتفاع التضخم والمخاوف بشأن إمدادات الطاقة.
وقال مكتب الإحصاءات الاتحادي إن الناتج المحلي الإجمالي ارتفع بنسبة 0.3 بالمئة مقارنة بالربع السابق وفقا للأرقام المعدلة موسميا. وكان خبراء استطلعت رويترز آراءهم توقعوا انكماشا بنسبة 0.2 بالمئة.
وفي ضوء العواقب الاقتصادية للحرب الروسية على أوكرانيا، توقع خبراء الاقتصاد انكماشاً في إجمالي الناتج الاقتصادي. كما توقعوا انكماش أكبر اقتصاد في أوروبا في الأرباع القادمة لينزلق إلى الركود.
وبحسب بيانات مكتب الإحصاء، فإنه عقب الزيادة الطفيفة في الناتج الاقتصادي بنسبة 0.1 بالمئة في الربع الثاني من هذا العام، صمد الاقتصاد الألماني أمام الظروف الاقتصادية العالمية الصعبة مع استمرار جائحة كورونا وتعطل سلاسل التوريد وارتفاع الأسعار والحرب في أوكرانيا.
وكان الناتج الاقتصادي مدعوما بشكل أساسي بالإنفاق الاستهلاكي الخاص. وبالمقارنة على أساس سنوي، تجاوز إجمالي الناتج المحلي بعد احتساب متغيرات الأسعار والتأثيرات الموسمية مستوى ما قبل أزمة كورونا للأول مرة.
وأعطى مجلس الولايات في ألمانيا (بوندسرات)، اليوم الجمعة، الضوء الأخضر لتوفير تمويل بقيمة 200 مليار يورو لكبح ارتفاع أسعار الطاقة، ولدعم الشركات في مواجهة هذه الأزمة.
ومن المقرر الحصول على ديون خارج نطاق الميزانية الاتحادية العادية عن طريق ما يسمى "الصندوق الخاص". ووافق البرلمان الألماني (بوندستاغ) الأسبوع الماضي على تجميد جديد لمبدأ كبح الديون المنصوص عليه في الدستور لهذا الغرض.
وتهدف هذه الأموال في المقام الأول إلى خفض أسعار الغاز، التي ارتفعت بشكل حاد مؤخرا. واقترحت لجنة شكلتها الحكومة أن تسدد الحكومة الألمانية تكلفة خصومات في شهر كانون الأول/ديسمبر لجميع عملاء الغاز الألمان.
ويحدث هذا النمو رغم تراجع المناخ الاقتصادي في ألمانيا في تشرين الأول/أكتوبر الجاري وذلك حسبما أوضح سابقاً مؤشر معهد "إيفو" الاقتصادي لمناخ الأعمال، لكن التراجع كان طفيفا وبـ0.1 نقطة فقط، بينما كان الخبراء الاقتصاديون يتوقعون أن يكون مقدار التراجع أقوى من ذلك بصورة ملحوظة.
وقال كليمنس فويست رئيس معهد إيفو حينها "تحسنت توقعات الشركات، لكنها لا تزال قلقة بشأن الأشهر المقبلة. الاقتصاد الألماني يواجه شتاء صعبا".
ووفقا لكبير الاقتصاديين في مصرف "كومرتسبنك" يورج كرامر، فإن النتيجة الفصلية الجيدة غير المتوقعة ليست إلا "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، موضحا أن التضخم المرتفع يتسبب في انهيار القوة الشرائية للمستهلكين، وقال: "كل شيء يتحدث عن انكماش في الاقتصاد الألماني في أشهر الشتاء".
يذكر أن مكتب الإحصاء الاتحادي كشف اليوم الجمعة استنادا لبيانات أولية أن وتيرة ارتفاع الأسعار تسارعت في ألمانيا بشكل أكبر خلال تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث زادت أسعار المستهلك بنسبة 4ر10% على أساس سنوي.
وتوقعت الحكومة الألمانية سابقاً تسجيل ركود بنسبة 0,4% وتضخم يصل إلى 7% عام 2023 في ظل أزمة الطاقة الخطيرة التي يواجهها البلد، وصرح وزير الاقتصاد روبرت هابيك خلال مؤتمر صحافي كشف فيه التوقعات الخريفية: "نعيش حاليا أزمة صعبة على صعيد الطاقة، تتحول بشكل متزايد إلى أزمة اقتصادية".
وخفضت الحكومة منتصف هذا الشهر توقعاتها للنمو الخاصة بعام 2022 إلى 1,4% ورفعت توقعاتها للتضخم إلى 8,0%، بالمقارنة مع 2,2% و6,1% على التوالي في توقعاتها الأخيرة في نيسان/أبريل.
ع.ا/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)
عربيا ودوليا.. تداعيات حرب بوتين على الأسعار ومعيشة الناس
تداعيات غزو روسيا لأوكرانيا لم تقتصر على دول الجوار، وإنما امتد تأثير الحرب إلى جميع أنحاء العالم. فمع ارتفاع أسعار الطعام والوقود إلى معدلات غير مسبوقة، شهدت بعض الدول مظاهرات وأعمال شغب.
صورة من: Dong Jianghui/dpa/XinHua/picture alliance
ألمانيا.. التسوق بات مكلفا
أدت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا إلى ارتفاع تكلفة المعيشة في ألمانيا وهو ما أثر على المستهلكين. ففي مارس/ آذار، ارتفع معدل التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى له منذ عام 1981. وبالنسبة للعقوبات، تبدي الحكومة الألمانية حرصا على المضي قدما في فرض حظر على الفحم الروسي، لكنها لم تتخذ قرارا بعد حيال حظر الغاز والنفط الروسي.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
كينيا.. ازدحام أمام محطات الوقود
شهدت محطات الوقود في العاصمة الكينية نيروبي ازدحاما كبيرا مع شعور الناس بارتفاع سعر الوقود بشكل كبير، مع عدم توفره جراء الحرب فضلا عن تداعياتها على أزمة الغذاء في هذا البلد الفقير. وقد أعرب سفير كينيا لدى الأمم المتحدة، مارتن كيماني، عن بالغ قلقه إزاء الأمر أمام مجلس الأمن، إذ أجرى مقارنة بين الوضع في شرق أوكرانيا والأحداث التي شهدتها أفريقيا عقب الحقبة الاستعمارية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP via Getty Images
تركيا.. تأمين إمدادات القمح
تعد روسيا من أكبر منتجي القمح في العالم. وبسبب الحظر على الصادرات الروسية، ارتفع سعر الخبز في دول عدة ومنها تركيا. كما أدت العقوبات الدولية إلى تعطيل سلاسل التوريد. وتعد أوكرانيا واحدة من أكبر خمس دول مصدرة للقمح في العالم، لكن بسبب الغزو الروسي لا تستطيع كييف شحن الإمدادات من موانئها المطلة على البحر الأسود.
صورة من: Burak Kara/Getty Images
العراق.. ارتفاع كبير في أسعار القمح
يعمل هذا العامل في سوق جميلة، أحد أسواق الجملة في بغداد. ارتفعت أسعار القمح في العراق إلى معدلات قياسية منذ غزو روسيا لأوكرانيا. وبما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على نسبة 30 بالمائة من تجارة القمح في العالم، فلم يكن العراق بمنأى عن تأثير العقوبات. ورغم أن الحكومة العراقية اتخذت موقفا محايدا من الأزمة الأوكرانية، إلا أن الملصقات المؤيدة لبوتين باتت محظورة في البلاد.
صورة من: Ameer Al Mohammedaw/dpa/picture alliance
مصر.. رفوف ممتلئة وأسواق خالية
تضررت مصر بشدة من الارتفاع الراهن في أسعار السلع الأساسية بسبب الحرب في أوكرانيا فقد أصبحت بعض الأسواق خالية رغم أن الأسواق تكون مزدحمة عادة وتشهد رواجا في شهر رمضان. وبلغ معدل التضخّم في مصر 10 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط في ارتفاع يعزوه الخبراء بشكل أساسي إلى زيادة أسعار المواد الغذائية بنسبة 20 بالمائة.
صورة من: Mohamed Farhan/DW
تونس ..مخاوف من أزمة هجرة
ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز والخبز في تونس إلى معدلات مذهلة بسبب الحرب في أوكرانيا ليواجه مهد "الربيع العربي" حاليا أزمة حادة في توفير الغذاء للجميع. فهل ستتسبب الأزمة في موجة جديدة من الهجرة؟
صورة من: Chedly Ben Ibrahim/NurPhoto/picture alliance
اليمن.. السير على الأقدام
أدى ارتفاع أسعار الوقود إلى ارتفاع أجور النقل في اليمن، وهو ما دفع البعض إلى السير على الأقدام بدل ركوب السيارة. ففي الأسابيع الأولى للحرب، ارتفعت أسعار الوقود فتضاعف سعر التنقل من 100 ريال إلى 200 ريال يمني. وقد حذر برنامج الأغذية العالمي في مارس/ آذار الماضي من تدهور الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في اليمن في ظل حاجة قرابة 17,4 مليون شخص إلى مساعدات فورية.
صورة من: Farouk Mokbel/DW
بيرو.. موجة احتجاجات
اندلعت مظاهرات ووقعت اشتباكات بين محتجين ورجال الشرطة في العاصمة ليما التي شهدت موجة من احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع الأساسية، خاصة مع تفاقم الأزمة مع اندلاع حرب أوكرانيا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات وزيادة حدتها، فرض الرئيس بيدرو كاستيلو حظر تجول وأعلن حالة الطوارئ بشكل مؤقت. لكن مع انتهاء سريان حالة الطوارئ، خرجت مظاهرات جديدة في البلاد.
صورة من: ERNESTO BENAVIDES/AFP via Getty Images
سريلانكا.. حالة طوارئ
عصفت بسريلانكا أيضا موجة احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لكن تزايدت حدتها مع محاولة عدد من المتظاهرين اقتحام المقر الخاص للرئيس غوتابايا راجاباكسا. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة ونقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، أعلن راجاباكسا حالة الطوارئ، داعيا في الوقت نفسه الهند والصين إلى مساعدة بلاده في تأمين احتياجاتها الغذائية.
صورة من: Pradeep Dambarage/Zumapress/picture alliance
اسكتلندا.. المظاهرات تصل أوروبا
شهدت اسكتلندا احتجاجات ضد ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، كما نظمت النقابات العمالية في جميع أنحاء المملكة المتحدة مظاهرات ضد ارتفاع تكاليف المعيشة. وعقب انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ارتفعت الأسعار، لكن الحرب في أوكرانيا زادت الوضع سوءً.
صورة من: Jeff J Mitchell/Getty Images
بريطانيا.. ارتفاع أسعار الأسماك
يعد طبق "السمك مع البطاطا المقلية" من الأطباق المفضلة والشعبية في بريطانيا، إذ يتم تناول حوالي 380 مليون حصة من السمك ورقائق البطاطس في المملكة المتحدة كل عام. بيد أن العقوبات الصارمة على روسيا أدت إلى ارتفاع أسعار السمك الأبيض المستورد من روسيا فضلا عن زيادة أسعار زيت الطهي والطاقة. وقد وصل معدل التضخم في المملكة المتحدة 6.2 بالمائة على أساس سنوي في فبراير/ شباط الماضي.
صورة من: ADRIAN DENNIS/AFP via Getty Images
نيجيريا.. اغتنام الفرصة
يقوم هذا التاجر بتعبئة الدقيق لإعادة بيعه في منطقة إيبافو بنيجيريا. وتسعى نيجيريا منذ زمن طويل لتقليل اعتمادها على استيراد المواد الغذائية. فهل يمكن أن توفر الحرب في أوكرانيا الفرصة لنيجيريا لتقليل استيرادها للمواد الغذائية؟ وفي هذا السياق، دشن أليكو دانغوت، أغنى رجل في نيجيريا وأحد أثرياء إفريقيا، مؤخرا أكبر مصنع للأسمدة في البلاد فيما يحدوه الأمل في سد حاجة نيجيريا من الأسمدة.