رغم الحروب والحزن.. البابا يدعو في عيد الميلاد للتحلي بالأمل
٢٤ ديسمبر ٢٠٢٤قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في عظته خلال قداس عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس اليوم الثلاثاء (24 ديسمبر/كانون الأول 2024) إن عيد الميلاد، وهو الاحتفال بميلاد المسيح، هو مناسبة ملائمة لعدم فقدان الأمل. وقال البابا (88 عاما) إن "الأمل لم يمت، الأمل يعيش ويغلف حياتنا إلى الأبد!". وقال "الرجاء يدعونا... أن نرفض الأمور الخاطئة وأن نتحلى بالشجاعة لكي نغيرها".
وقال "دعونا نفكر في الحروب، والأطفال الذين يطلق عليهم الرصاص، والقنابل على المدارس والمستشفيات"، في إشارة على ما يبدو إلى العمليات العسكرية في غزة، التي دان "وحشيتها" هذا الأسبوع ما أثار احتجاجات من وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأمام جمهور من الأساقفة والكرادلة والمسؤولين ومن بينهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وآلاف المؤمنين في ساحة القديس بطرس وعبر شاشات التلفزة، فتح البابا الأرجنتيني "الباب المقدس" لكاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، في خطوة ترمز إلى تدشين سنة "اليوبيل العادي". وطرق البابا الجالس على كرسي متحرك الباب البرونزي الثقيل قبل أن يتأمل بصمت على عتبته ويدخل إلى الكاتدرائية الضخمة، ويتبعه موكب طويل، بينما تدق الأجراس في الخارج.
مسيحيو غزة يصلون من أجل "وقف الحرب"
وفي قطاع غزة تجمّع مئات المسيحيين في كنيسة في مدينة غزة عشية عيد الميلاد في أجواء من الحزن، إذ اقتصرت الفعاليات على الصلوات والدعاء لأجل وقف الحرب المستمرة منذ نحو خمسة عشر شهرا. وغابت كليا مظاهر البهجة وأضواء الزينة وشجرة الميلاد الضخمة التي اعتادت بلدية غزة على تزيين المدينة فيها كل عام منذ عقود. وبدت ساحة الجندي المجهول غرب غزة التي كانت تتوسطها شجرة الميلاد الضخمة سنويا، كومة ركام محاطة بآلاف المنازل والمحال التجارية التي دمرها الجيش الإسرائيلي خلال حملته العسكرية.
وقررت كنائس غزة الثلاث وجميعها في البلدة القديمة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة الذي أصيب بأضرار نتيجة للقصف الجوي أو المدفعي المباشر أو في محيطه، تقليص الاحتفالات لتقتصر على الصلوات.
ومنذ بداية الحرب اضطر غالبية مسيحيي غزة للجوء إلى كنيستي "القديس برفيريوس" الأرثوذكسية الشرقية و"العائلة المقدسة" الكاثوليكية للاتين.
ويقطن حوالي 1100 مسيحي غزة، وكان نحو سبعة آلاف مسيحي فلسطيني يعيشون في غزة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في نهاية عام 2000، لكن غالبيتهم انتقلوا إلى الضفة الغربية أو إلى دول أوروبية خصوصا بعد سيطرة حماس على القطاع في عام 2007.
حرب غزة تخيم على أجواء عيد الميلاد بالضفة
تجمّع المئات في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الفلسطينية لإحياء عيد الميلاد وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي في ظل الحرب المستعرة في غزة. ولم توضع للسنة الثانية أي زينة في المكان في غياب السياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون في عيد الميلاد في الماضي، وهي مظاهر تعكس أجواء الحزن السائدة في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس في غزة.
وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان لفرانس برس "هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني من الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني من الظلم".
وتضاء عادة شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد في وسط المدينة الفلسطينية حيث الكنيسة المقامة في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه، لكن السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي. وكسرت مجموعة من الكشافة في ساحة المهد الصمت الذي ساد خلال الصباح. وكُتب على لافتة حملها أحدهم "يريد أطفالنا بأن يلعبوا ويضحكوا" و"أوقفوا الإبادة في غزة الآن".
وسار خلفهم بطريرك القدس للاتين الكاردينال الإيطالي بييرباتيستا بيتسابالا الذي قال "وصلت بالأمس من غزة. ورأيت كل ما تم تدميره، الفقر والكارثة. لكنني رأيت أيضا الحياة، إنهم لا يستسلمون. لذلك لا ينبغي عليكم أن يستسلموا أيضا".
قداس في دمشق تحت إجراءات أمنية مشددة
وفي سوريا حضر مسيحيون سوريون قداس عشية عيد الميلاد اليوم للمرة الأولى منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في أوائل ديسمبر كانون الأول، وذلك في اختبار مبكر لتعهدات القادة الإسلاميين الجدد بحماية حقوق الأقليات الدينية في البلاد. وأقيم القداس وسط إجراءات أمنية مشددة بسبب مخاوف من أعمال عنف تستهدف المواقع المسيحية، ووسط اصطفاف العديد من الشاحنات الخفيفة التابعة لجماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية الحاكمة حول الكنيسة.
وامتلأت مقاعد كنيسة سيدة دمشق في العاصمة السورية بحاضرين من الشباب والكبار يحملون الشموع وينشدون الترانيم التي ترددت أصداؤها في أنحاء الكنيسة.
وقبل ساعات من بدء القداس، تجمع مئات المتظاهرين في دمشق للتنديد بواقعة حرق شجرة عيد الميلاد في ريف حماة الشمالي في غرب وسط سوريا.
وقال قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع للمسيحيين والمجموعات الأخرى إنهم سيكونون آمنين في سوريا تحت إدارة هيئة تحرير الشام، وهي فرع سابق لتنظيم القاعدة.
ع.ج.م/م.س (أ ف ي، رويترز، د ب أ)