على اثر اعتقال تركيا لعدد من الألمان شهدت العلاقات الألمانية-التركية توترا. وسعت برلين للضغط من خلال ما يعرف بـ"ضمانات هرميس"، غير أن التوتر خفت حدته منذ شهور. ورغم بقاء الخلاف ضمنت برلين الصادرات لتركيا بنحو مليار يورو.
إعلان
ذكرت صحيفة "نويه أوزنا بروكر تسايتونغ" الألمانية أن حكومة المستشارة أنغيلا ميركل رصدت خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 832 مليون يورو ضمانات ائتمانية للصادرات الألمانية لتركيا وذلك رغم المشاكل الاقتصادية مع أنقرة.
واستندت الصحيفة في تقريرها اليوم الخميس (16 آب/ أغسطس 2018) إلى رد من وزارة الاقتصاد الألمانية على طلب إحاطة تقدم به حزب اليسار المعارض بهذا الشأن. وجاء في رد الحكومة أنها ضمنت توريدات وخدمات شركات ألمانية إلى تركيا خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018 بقيمة 831.7 مليون يورو. وشددت الحكومة في ردها على أن دراسة طلبات الضمانات الائتمانية كل على حدة يساهم في درء المخاطر.
ضمانات هرميس
وكانت وزارة الاقتصاد الألمانية أفادت في تموز/ يوليو الماضي بأنها لم تعد تحدد سقفاً مالياً بعينه للتأمين الحكومي للصادرات الألمانية لتركيا وأكدت أنها ألغت مرة أخرى سقف 1.5 مليار يورو الذي حددته العام الماضي لهذه الضمانات التي تعرف بـ "ضمانات هرميس" الائتمانية للصادرات.
وتهدف "ضمانات هيرمس" إلى حماية شركات التصدير الألمانية من تكبد خسائر جراء توقف شركائها التجاريين في الخارج عن السداد. وتعتبر تركيا من الدول التي يحق للشركات الألمانية الحصول على ضمانات هيرمس عند إجراء صفقات معها. وذهبت نسبة كبيرة من ضمانات هيرمس لصالح صفقات مع روسيا ومصر والولايات المتحدة عام 2016.
يذكر أن الحكومة الألمانية سعت عبر ضمانات هرميس الائتمانية التي اعتمدتها لممارسة ضغط على حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عندما بلغت الأزمة الألمانية التركية ذروتها العام الماضي إثر اعتقال السلطات التركية العديد من الألمان في تركيا لأسباب سياسية ، مما أضر كثيراً بالعلاقات الثنائية.
غير أن إفراج السلطات التركية عن الصحفي دنيس يوجيل، الألماني من أصل تركي، في شباط/ فبراير الماضي بدأ في تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين البلدين.
وفي سياق متصل ارتفعت الليرة التركية ثلاثة بالمئة اليوم الخميس متجاهلة تعليقات أمريكية تستبعد إلغاء رسوم واردات الصلب من تركيا حتى إذا أطلقت أنقرة سراح قس أمريكي. وتلقت الليرة بعض الدعم من إعلان قطر أمس الأربعاء تعهدها باستثمار 15 مليار دولار في تركيا.
ص.ش/ع.غ (د ب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)