رغم العداء.. "مكافحة الإرهاب" تقرب بين إيران وطالبان؟
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣
أفادت تقارير بأن إيران وأفغانستان اتفقتا على توسيع التعاون الاستخباراتي بعد أن كشفت الهجمات الأخيرة في إيران عن قصور في أجهزتها الأمنية. فهل يكون الأمن نقطة الاتفاق بين طهران وطالبان رغم العداء التاريخي بينهما؟
إعلان
قبل أيام، خرج وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل الخطيب ليشير إلى تعزيز التعاون بين بلاده وحكام أفغانستان الجدد بعد هجمات كشفت عن قصور في الأجهزة الأمنية الإيرانية، قائلا: "تتعاون إيران وطالبان بشكل جيد معا لمكافحة الإرهاب".
وكان المسؤول الإيراني قد زعم في مقطع فيديو نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري، في 15 سبتمبر/أيلول الماضي، أن الدول الغربية عمدت إلى نقل "داعش" من سوريا وتركيا إلى شمال أفغانستان.
وقال الخطيب "لقد استقر (مسلحو داعش) في المناطق الجبلية التي لا تستطيع حكومة طالبان الوصول إليها. إنهم ينفذون هجمات ضد عناصر من طالبان. ونحن نعمل بشكل وثيق مع طالبان لمحاربتهم".
يأتي ذلك عقب تعرض مزر ديني هام في مدينة شيراز الإيرانية لهجومين في أقل من عام إذ في أغسطس / آب الماضي حاول مسلح دخول ضريح شاه جراغ وفتح النار على الزوار ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أخرين.
وكان الضريح مسرحا لهجوم آخر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ما أسفر عن 13 شخصا وإصابة 30 آخرين فيما تبنى تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.
وكان التنظيم قد أعلن مسؤوليته عن هجمات سابقة استهدفت إيران خاصة التفجيرات المزدوجة القاتلة عام 2017 التي طالت البرلمان في البلاد وضريح آية الله الخميني.
حدود طويلة
بدوره، قال المحلل الأمني نزار أحمد شيرازي إن بواعث القلق الإيرانية لا تقتصر على "داعش"، مضيفا "تنشط جماعات إرهابية أخرى أيضا في أفغانستان حيث يمكن لهذه الجماعات أن تهدد دول الجوار الأفغاني بل والمنطقة بأسرها".
وأشار إلى أن "داعش والجماعات الإرهابية الأخرى يمكن أن تشكل خطرا على إيران".
وتبلغ الحدود البرية المشتركة بين إيران وأفغانستان قرابة 950 كيلومترا، لكنها حدود جبلية وعرة تمثل تحديا أمنيا.
يشار إلى أن طهران احتفظت بعلاقات جيدة مع طالبان قبل استيلائها على السلطة في كابول في أغسطس / آب 2021 حيث كانت مناهضة التواجد الأمريكي نقطة التقاء مشتركة بين الحركة الأصولية وطهران.
بيد أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة، وقعت توترات حدودية بين الجانبين.
ولم تعترف إيران رسميا بطالبان كحكومة لأفغانستان. ومع ذلك، تسعى طهران إلى إقامة علاقة براغماتية مع الحكام في كابول.
وفي سياق متصل، قال محمود نباويان، عضو في البرلمان الإيراني، للصحافيين في أواخر أغسطس / آب الماضي بعد سفره إلى أفغانستان، إن إيران أحبطت هجمات "إرهابية كانت تستهدف مدينة مشهد المقدسة بمساعدة طالبان".
وتقع مشهد، ثان كبرى المدن الإيرانية، على بعد أقل من مئة كيلومتر من الحدود مع أفغانستان فيا أشار النائب إلى أن هناك تعاونا استخباراتيا كبيرا بين إيران وطالبان في مجال مكافحة الإرهاب.
قصور إيراني
وفي مقابلة مع DW، قال علي أفشاري، الخبير الإيراني المقيم في الولايات المتحدة، إن الهجمات المتكررة التي تعرضت لها مدينة شيراز الإيرانية تدل على عدم "كفاءة الجمهورية الإسلامية".
وأضاف أفشاري، الذي كان من العناصر الطلابية السابقة التي انخرطت في حملات إصلاحية في إيران في تسعينيات القرن الماضي، أن العمليات الإرهابية الأخيرة تظهر أن "المزاعم الدعائية للجمهورية الإسلامية حول قوة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية ليست سوى تباه أجوف".
وأشار إلى أن هذه الهجمات تظهر "مدى هشاشة الدرع الواقي للبلاد ضد الإرهاب"، مضيفا "منذ أكثر من عشر سنوات، تتدخل إيران في بلدان أخرى في المنطقة تحت مزاعم أنها تنفذ إجراءات وقائية لمنع الإرهاب من اختراق أراضي البلاد."
وحذر من خطورة الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة ضد إيران، قائلا "أعتقد أن داعش أو القاعدة لم تقررا بعد شن هجمات واسعة النطاق في إيران. وفي حالة ذلك، فإن كوارث كبيرة سوف تحل بإيران".
شابنام فون هاين / م. ع
في صور.. مشاهد الفرار من "إعصار طالبان"
يحاول كثيرون الفرار من أفغانستان، بعد أن تقدمت حركة طالبان إلى العاصمة كابول، مطيحة بالحكومة، بينما تقوم القوى الغربية بنقل المدنيين جوا من مطار كابول. مشاهد الرعب والتخوف في أفغانستان ضمن هذا الملف المصور.
صورة من: Wakil Kohsar/AFP/Getty Images
أفغان يائسون يحاولون دخول مطار كابول
تواصل العائلات الأفغانية محاولاتها اليائسة للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي في كابول. وحتى الأطفال تدفقوا بين الحشود التي تسعى بكل قواها للهروب في اللحظات الأخيرة من حركة طالبان التي اقتحمت العاصمة.
صورة من: REUTERS
مستقبل غامض أمام الأفغان
كان أمام الأفغان خياران، منذ انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من البلاد، وأحلاهما مر: إما البقاء اعتمادا على قدرة القوات الحكومية على وقف زحف طالبان أو الفرار إلى الدول المجاورة. والآن بعد أن استولت حركة طالبان على العاصمة كابول، بات كثيرون الآن في مأزق، خصوصا مع الغموض الذي يلف المشهد الأفغاني، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك.
صورة من: REUTERS
حشود غير مسبوقة تتجمع في المطار
المطار الرئيسي في كابول، والذي سمي على اسم حامد كرزاي، أول رئيس تولى السلطة بعد الإطاحة بطالبان، بات مسرحا لحشود يائسة مطلع الأسبوع، يحدوهم الأمل في ركوب الطائرات والفرار من طالبان. وبينما سارعت القوى الغربية لإجلاء مجموعات صغيرة، مؤلفة في معظمها من رعايا تلك الدول، وبعض الموظفين المحليين، تم إيقاف الرحلات الجوية التجارية من وإلى البلاد.
صورة من: AFP/Getty Images
طالبان تستولي على القصر الرئاسي
زحف طالبان الذي تواصل حتى سقوط العاصمة كابول، شهد سيطرة مقاتلي الحركة على القصر الرئاسي يوم الأحد (15 أغسطس/آب). وأظهرت مقاطع فيديو قادة ومقاتلي طالبان جالسين داخل القصر معلنين النصر في حملتهم ضد الجيش الأفغاني.
صورة من: Zabi Karim/AP/picture alliance
الخوف من حكم الإسلامويين
الأنظار تتركز الآن نحو الخطوات القادمة، إذ يخشى كثيرون من الحكم الإسلامي المتشدد لطالبان، رغم أن الحركة أصدرت بيانا زعمت فيه أنها لن تنتقم من الأشخاص الذين ساندوا التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة. خلال حقبة حكم طالبان السابقة، منعت النساء والفتيات من التعليم. والآن سارع السكان في كابول للتصرف قبل فوات الآن، محاولين إخفاء الصور التي قد لا يحبها الأصوليون.
صورة من: Kyodo/picture alliance
عبور الحدود إلى باكستان
وبينما اكتظت الحشود حول وفي داخل مطار حامد كرزاي سعيا منهم للمغادرة، كان هناك آخرون يعبرون الحدود برا باتجاه باكستان. وقال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد لـDW إن حكومة بلاده أغلقت معبر تورخام الحدودي مع أفغانستان.
صورة من: Jafar Khan/AP/picture alliance
عودة طالبان لم تستغرق سوى أسابيع بعد الانسحاب الأمريكي
الولايات المتحدة وحلفاؤها دخلوا أفغانستان معلنين الحرب، بعد هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وأطاحوا بحركة طالبان. ولكن بعد عشرين عاما انهار الجيش الأفغاني بشكل مفاجئ، بعيد انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
صورة من: Hoshang Hashimi/AP Photo/picture alliance
قيادة طالبان
الفترة الأولى لحكم طالبان امتدت من عام 1996 إلى عام 2001. وخلالها فرضت الحركة تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية. الحركة تأسست تحت قيادة الملا عمر. أما قائدها الأعلى اليوم فهو هبة الله آخُند زاده. الرئيس المؤسس المشارك الملا بردار، الظاهر في هذه الصورة، يترأس المكتب السياسي للحركة.
صورة من: Social Media/REUTERS
طالبان تنصب رايتها
تقول طالبان إنها مستعدة للسيطرة على البلاد، متعهدة أنها لن تضر بالمدنيين الذين تعاونوا مع القوات الغربية. وأكد المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان، محمد نعيم، في تصريح أنهم "مستعدون لإجراء حوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وضمان الحماية اللازمة لهم". الأمر نفسه أكده الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في أول مؤتمر صحفي له من كابول. قد يكون من الصعب تصديق هذا الكلام.
صورة من: Gulabuddin Amiri/AP/picture alliance
خطر على النساء والأطفال
من المرجح أن تعاني النساء والأطفال والأقليات الأخرى بشكل كبير تحت حكم نظام طالبان. فالنساء والفتيات منعن من التعليم خلال الفترة الأولى لحكم طالبان، والذي انتهى بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001.
صورة من: Paula Bronstein/Getty Images
فرار الرئيس غني
هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/آب. وصرح بالقول: "كي نتجنب الفيضان النازف، اعتقدت أنه من الأفضل الخروج"، لكنه شدد على أنه سيواصل الكفاح من أجل بلاده.
صورة من: Rahmat Gul/AP Photo/picture alliance
الرئيس السابق كرزاي يدعو للسلام
أنشأ القادة الأفغان مجلسا للقاء طالبان وإدارة نقل السلطة. الرئيس السابق حميد كرزاي، الذي يقود هذا المجلس، قال إن الهدف هو: "منع الفوضى وتقليل معاناة الشعب" وإدارة "انتقال سلمي" للسلطة.
صورة من: Mariam Zuhaib/AP Photo/picture alliance
جلاء الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون
قامت ألمانيا بإرسال طائرات عسكرية للمساعدة في الإجلاء من أفغانستان، بعد أن أغلقت سفارتها في كابول. الأمر نفسه تقوم به الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، حيث تقوم بإجلاء القوات والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين من البلاد.
صورة من: Moritz Frankenberg/dpa/picture alliance
احتجاجات في الولايات المتحدة
خرج متظاهرون في نهاية الأسبوع في الولايات المتحدة للاحتجاج أمام البيت الأبيض مطالبين باستعادة السلام في أفغانستان. وقال الأدميرال مايك مولين: إن الولايات المتحدة وحلفاءها "قللوا من شأن تأثير ما تقوم به الحكومة (الأفغانية) الفاسدة".