رغم تحذيرات أردوغان.. النظام السوري يدخل مدينة سراقب
٥ فبراير ٢٠٢٠
بعد سيطرتها على أكثر من بلدة وقرية دخلت قوات النظام السوري مدينة سراقب الاستراتيجية التي تشكل نقطة التقاء لطريقين دوليين. وحذرت ثماني منظمات إغاثة دولية من "كارثة إنسانية" مع نزوح أكثر من نصف مليون إنسان.
إعلان
دخلت قوات النظام السوري الأربعاء (الخامس من شباط/فبراير 2020) مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في شمال غرب سوريا، بعد ساعات من إمهال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دمشق حتى نهاية الشهر الحالي لسحب قواتها من محيط نقاط مراقبة أقامتها أنقرة في المنطقة التي شهدت مواجهات غير مسبوقة بين الطرفين أججت التوتر مع موسكو.
ودخلت قوات النظام السوري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مدينة سراقب ذات الموقع الاستراتيجي في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، و"بدأت تمشيط أحياءها بعد انسحاب مئات من مقاتلي هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل متحالفة معها إلى قرية شمالها". وجاء انسحاب المقاتلين بعد تطويق قوات النظام المدينة التي فرغت من سكانها خلال الأسابيع الأخيرة من ثلاث جهات، وفق ما أورد الإعلام السوري الرسمي.
وتحظى سراقب بموقع استراتيجي كونها تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان محافظات سورية عدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن قوات النظام "توشك على السيطرة على كامل الطريق الدولي" الذي يُعرف باسم"أم فايف"، ويربط محافظة حلب شمالاً بالعاصمة جنوباً. ويتفرّع عنه طريق آخر يُعرف باسم "أم فور" يربط إدلب بمحافظة اللاذقية الساحلية. وذكر التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل أن وحدات الجيش باتت "تشرف نارياً على نقطة التقاء" الطريقين.
وسيطرت قوات النظام على أكثر من ثلاثين بلدة وقرية في إدلب منذ يوم أمس.
أردوغان: على النظام الانسحاب وإلا..
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب في أنقرة "تقع اثنتان من نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التابعة لنا خلف خطوط النظام. نأمل أن ينسحب بعيداً عن مراكز المراقبة هذه قبل نهاية شباط/فبراير. وإذا لم ينسحب النظام، فإن تركيا ستتكفل ملزمة بذلك".
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً الخميس لمناقشة التطورات الأخيرة في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد دبلوماسيون الأربعاء. وطلبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عقد الاجتماع، وسيعرض خلاله موفد الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون الوضع في منطقة إدلب، وفق المصدر نفسه.
رغم خطورة ذلك على حياته، يواصل محمد علاء مهمة انتشال القطط من أنقاض المنازل المُدمرة جراء الحرب في سوريا. ويعتني سائق سيارة الإسعاف السابق هذا بالقطط وعدة حيوانات آخرى في مأوى خاص بها في أكثر من مكان في سوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
مهمة إنقاذ عند مطلع الفجر
خلال الأشهر القليلة الماضية، كان محمد علاء يشق طريقه بين الساعة الخامسة والسابعة صباحاً، من أجل إنقاذ القطط في أنقاض إدلب. ويقول علاء إنه في ساعات الصباح الأولى يُلقى عدد أقل من القنابل والقذائف. ويتعين على علاء التحرك بحذر شديد بين بقايا المنازل المُدمرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
عملية الإنقاذ الأولى في حلب
عندما اندلعت الحرب في سوريا، كان علاء يعمل كسائق سيارة إسعاف في حلب. وفي طريقه إلى المنزل، كان يوزع الطعام على القطط الضالة. بعدها، بدأ في البحث عن القطط الحية في المناطق التي مزقتها الحرب ونقلها إلى المنزل. كما أن علاء كان يحصل عند الجزار على طعام يُعطيه لهذه القطط.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
صداقة مع القطط
عندما كان علاء ما يزال مُتواجداً في حلب، ظهرت التقارير الأولى التي تتحدث عما يقوم به مع القطط. وحصل علاء على المساعدة من أصدقاء الحيوانات في أرجاء متفرقة حول العالم، وأصبح علاء يُعرف بـ "رجل القطط من حلب". وقال علاء في تصريح سابق لشبكة "بي بي سي" البريطانية "لأن الجميع رحلوا عن البلاد وبما في ذلك أصدقائي، فقد أصبحت القطط أصدقائي". وكان علاء قد افتتح مأوى الحيوانات الأول الخاص به في حلب.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
ملجأ في إدلب
نهاية عام 2016، تعرض مأوى علاء للحيوانات إلى القصف، ليضطر علاء بعدها بوقت قصير إلى الهرب من قوات الرئيس بشار الأسد إلى إدلب ومعه 22 قطة. وفتح علاء في إدلب مرة ثانية مأوى للحيوانات، بيد أنه هذه المرة ضم أيضاً إلى جانب القطط الكلاب والقرود والأرانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
تعاطف مع جميع الكائنات الحية
يقع مأوى علاء للحيوانات في شمال إدلب، حيث الوضع أكثر هدوءاً. وتتلقى الحيوانات هناك عناية طبية، فضلاً عن حصولها على الطعام. أما بعض هذه الحيوانات فتبقى، بينما البعض الآخر يختفي. ويقول علاء :"منذ صغري وأنا أحب القطط".
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
حرب مستمرة في إدلب
بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب وأكثر من 400 ألف قتيل، تُعد إدلب آخر أكبر معاقل المعارضة المسلحة في سوريا. وفي نهاية (أبريل/نيسان) بدأت قوات النظام إلى جانب حلفائه الروس هجوماً على إدلب. كما أنه يعيش في هذه المحافظة السورية ثلاثة ملايين شخص نصفهم فار من ويلات الحرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Alkharboutli
مساعدة للأطفال والقطط
يقول علاء إن أكبر الخاسرين في الحرب في سوريا هم الأطفال والحيوانات، مضيفاً "لهذا السبب سأستمر في مساعدتهم". إعداد: رحيل كلاين/ر.م