رغم تراجع حدة التهديدات.. الإسرائيليون يستعدون لهجوم إيراني
فيليكس تامسوت
٢٠ أغسطس ٢٠٢٤
رغم مرور فترة على مقتل إسماعيل هنية وتراجع حدة التهديدات، أعرب إسرائيليون عن قلقهم إزاء هجوم انتقامي إيراني محتمل. بعضهم يشعرون بالقلق أيضًا بشأن ما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية ستكون قادرة على مساعدتهم في حالة الطوارئ.
إعلان
تجد "شتيكا ميتوخا" وهي عبارة باللغة العبرية تعني بالعربية "هدوء حذر أو صمت مشحون"، صدى كبيرا داخل إسرائيل في الوقت الراهن.
بيد أنه في المقابل تبدو الحياة داخل إسرائيل طبيعية، لأي شخص خارجها، على الأقل فيما يتعلق بحياة المدنيين، رغم استعداد البلاد لأي هجوم محتمل سواء من قبل إيران أو وكلائها في المنطقة ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي في حماس، إسماعيل هنية، في طهران أواخر الشهر الماضي.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن الجيش "لم يقدم على تغيير تعليماته التي تُصدر للمدنيين في محاولة لتهدئة مخاوف العامة". وأضاف "نأخذ البيانات والتصريحات التي تصدر عن أعدائنا على محمل الجد. لذلك، نحن على أقصى درجات الاستعداد سواء للدفاع أو الهجوم".
قلق قرب الحدود
وأثارت التكهنات عن قرب شن إيران لهجوم على إسرائيل، المخاوف في جميع أنحاء البلاد، لكن سكان المناطق الشمالية قرب حدود لبنان، في حالة تأهب تحسبا لاندلاع حرب موسعة.
ويعاصر سكان المناطق الحدودية بأعينهم تداعيات حرب إسرائيل وحماس في قطاع غزة مع شن حزب الله هجمات باستخدام صواريخ وطائرات بدون طيار منذ بدء الحرب.
الجدير بالذكر أن حزب الله ينظر إلى حماس كحليف، فيما تحظى المنظمتان بدعم إيراني.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـمنظمة إرهابية.
وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود السورية واللبنانية، تعيش بات-تشين روزنر مع عائلتها في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وفي مقابلة مع DW، قالت إن التوترات الحالية مع إيران تزيد من حدة القلق العام.
وأضافت أنه منذ فترة طويلة "قمنا بتجهيز أنفسنا. فمع سماع أي ضجيج يشبه دوي انفجار أو إغلاق أي باب، نقول لأنفسنا: (لقد وقع الرد)".
وأشارت إلى أن سكان المناطق الحدودية يحاولون ممارسة حياتهم اليومية بصورة طبيعية قدر الإمكان، مضيفة "لا يبدو أنه من المنطقي لنا أن نجلس في غرفة آمنة وننتظر حدوث شيء ما."
ومنذ بدء الحرب في غزة قبل عشرة أشهر، تم إجلاء أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم بشمال إسرائيل.
أسئلة إلى حكومة نتنياهو
ومع تصاعد التوتر مع إيران، يتابع سكان جنوب إسرائيل الوضع عن كثب. وفي ذلك، قالت أوشرا ليرر-شايب، التي تعيش في مدينة أسدود الإسرائيلية الواقعة على بعد 35 كيلومترا شمال غزة، إن "عائلتها على أهبة الاستعداد" منذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت "منذ ذلك الوقت، جهزنا غرفة آمنة حيث قمنا بوضع الماء والطعام داخلها في حالة الحاجة إلى البقاء فيها لمدة ثلاثة أو أربعة أيام".
وأشارت إلى أن ما يقلق سكان المناطق الحدودية ليس فقط احتمالية وقوع هجوم إيراني، لكن الشعور الضمني بأن عليهم مواجهة الأمر بمفردهم، قائلة: "في السابق، كنت أشعر أنه في حالة ما تم خطفي، فإن بلدي سوف تبذل قصارى جهدها من أجل ضمان إطلاق سراحي".
لكنها قالت إن الأمر لم يعد كذلك عقب فشل إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها عندما وقع هجوم حماس في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على حد تعبيرها.
وأضافت "ليست إيران مصدر خوفنا، بل نخشى من أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والبُني التحتية في البلاد لن تعمل على نحو سليم".
وكان حزب الله قد هدد باستهداف بُني تحتية داخل إسرائيل بما في ذلك ميناء حيفا شمال البلاد ومصانع كيماويات داخله. وفي تعليقها، قالت ليرر-شايب إنها لم ترصد أي شيء مختلف داخل شوارع أسدود منذ ذلك الحين. وأضافت "لا يغادر السكان منازلهم إلا قليلا. فالطرق فارغة. إنه أمر محزن للغاية."
الاستعداد على الدوام
من جانبها، قالت بات-تشين روزنر، التي تعيش في مرتفعات الجولان، إن عائلتها "مستعدة في حال اضطرارهم إلى الإجلاء من مرتفعات الجولان. قمنا بالاستعداد لأي هجوم، فبالإضافة إلى تخزين بعض الطعام والشراب، هناك أيضا مولد كهربائي."
ويبدو أن تجهيزات عائلة بات-تشين روزنر لا تقتصر على الوضع الحالي. وبنبرة ساخرة، قالت "لو اضطررت إلى اتخاذ ترتيبات في كل مرة نواجه أي تهديد ملموس، فلن يكون بمقدوري ذلك".
أعده للعربية: محمد فرحان
منازل بيروت ـ شواهد على جدلية الحرب والموت.. وحب الحياة
بيروت مثل بغداد والقاهرة ودمشق روحها شرقية لكن وجهها صوب المتوسط. نقطة التقاء ثقافات ظهرت على تراث منازلها. آلاف منها على شفا الانهيار بعد أن صمدت خلال الحرب الأهلية وخلال انفجار المرفأ، والبعض الآخر انهار بسبب الأمطار.
صورة من: Alkhashali/DW
بقيت الجدران وغاب أهلها!
تطور البناء العمراني في بيروت منذ الفترة العثمانية، وتأثر بالعمارة الدمشقية. المنازل الكبيرة كانت سكنا للأغنياء والمترفين بينما كانت المنازل المشيدة من الخشب والصفيح من حصة الفقراء. بيروت توسعت كثيرا، خلال 150 عاما خصوصا بعد ظهور مينائها خلال الفترة العثمانية، الحرب الأهلية أثرت كثيرا على المدينة، فتركها كثير من سكانها.
صورة من: Alkhashali/DW
بيروت .. بغداد والقاهرة ودمشق
البيوت البيروتية استلهمت عمارتها الشرقية في أواخر الحكم العثماني، على طراز البيوت العربية القديمة الموجودة في دمشق والقاهرة وبغداد، كان البناء يعتمد على عوامل المناخ والأعراف والتقاليد الاجتماعية المبنية على الأصول الدينية.
صورة من: Alkhashali/DW
بيروت القديمة
مبنى في "الجميزة" قرب الميناء، لم يعد صالحا منه للسكن سوى طابقه الأرضي. الطابق الأول من سقف يحمي المبنى، عمر المبنى غير معروف. "الجميزة" من أولى المناطق التي ظهرت في بيروت تاريخيا بسبب قربها من المرفأ. التسمية لها علاقة بشجرة الجميز. منازل مثل هذا بعضها غُمّرت وغادت لها الحياة، وبعضها مهمل في انتظار من ينقذها.
صورة من: Alkhashali/DW
سوء حظ
من سوء حظ صاحب السيارة هذه، أنه قرر ركنها عند هذا المنزل القديم. الحجر الرملي يستعمل كثيرا في بيروت وهو لا يصمد أمام تغيرات البيئة. بسبب الأمطار انهار جزء من المنزل القديم الذي يبلغ عمره أكثر من 150 عاما.
صورة من: Alkhashali/DW
عودة الحياة
بجوار المنزل المنهار السابق يقف جاره هذا. المنزل يرمم من قبل جمعية إسلامية، قررت إعادة إحيائه واتخاذه مقرا لها بسبب قيمته التاريخية في منطقة مار إلياس. مهمة ترميم المباني تواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكلفة. البعض يقرر تدمير المبنى وإنشاء عمارات حديثة. لكن هناك مشاكل قانونية متعلقة بحقوق الورثة أو مشاكل بين المؤجرين والمستأجرين.
صورة من: Alkhashali/DW
شبح منزل
منزل كبير لم يبق منه سوى شبح منزل يتوسط مباني وشقق سكنية في منطقة زقاق البلاط. لا عناوين ولا لوحات على المبنى تظهر تأريخه أو قيمته التراثية. لكن موقعه وحجمه يظهر قيمته حينها.
صورة من: Alkhashali/DW
حرب الفنادق!
بعض المبان دمر خلال الحرب الأهلية، فمثلا بات فندق "هوليداي إن" ضمن منطقة حرب اندلعت في 25 أكتوبر 1975 في صراع طويل عرف باسم "معركة الفنادق"، هناك تحارب أكثر من 25 ألف مقاتل من أجل السيطرة على مجموعة من الفنادق الفخمة الشاهقة بما في ذلك فندق هوليداي إن وفندق فينيسيا بيروت المجاور، مما أدى إلى مصرع أكثر من ألف شخص.
صورة من: UPI/dpa/picture alliance
شاهد على مأساة الحرب
المباني الحديثة ترتفع حول الفندق الذي لم يبق منه سوى هيكله الخرساني. المبنى بقي شاهدا على حرب امتدت لعقد ونصف راح ضحيتها مئات آلاف اللبنانيين. كان الفندق على خط التماس بين الكتائب وعناصر حركة فتح الفلسطينية.
صورة من: Mohamad Chreyteh
سينما "البيضة"
سينما "سيتي بالاس" أو "البيضة" نسبة للشكل البيضوي، هي جزء من مبنى متكامل كان اسمه "سيتي سنتر"، أو "الدوم"، وصنّف على أنه أكبر مبنى تجاري كبير في بيروت أثناء تشييده عام 1965 ليمثل أول مول تجاري في منطقة الشرق الأوسط. تحول خلال الحرب الأهلية إلى مكان للقنص فقد كان يتوسط خط التماس بين المتحاربين حينها.
صورة من: Alkhashali/DW
بين الغرب والشرق
سقف منزل متروك منذ عقود، الطراز المعماري الذي ظهر قبل أكثر من 150 عاما، انتشر في مناطق المسيحيين والمسلمين على حد سواء، فظهرت هوية "بيروتية خاصة" للفن المعماري للمدينة. يرى معماريون أن بيروت مثلت نقطة لقاء بين الشرق والغرب، فتعدد الثقافات فيها ظهر على تراثها المعماري.
صورة من: Alkhashali/DW
جدران بلا حياة
إنشاء ميناء بيروت كان نقطة تحول في حياة المدينة فتحول بناء البيوت من شرف خشبية صغيرة إلى منافذ واسعة مبنية على الطراز الشرقي. حصل التحول المعماري في مرحلتين، في نهاية الحقبة العثمانية الطويلة، اتسعت رقعة المدينة وتخطت الحدود التي عُرفت بها في القرون الوسطى. فارتفعت فيها مبان بطابع حديث. ثم تطور في العهد الفرنسي فظهرت مبان سكنية بطوابق. جاء التحول نتيجة للنمو السكاني الكبير الذي شهدته بيروت.
صورة من: Alkhashali/DW
بيت بيروت
بيت بركات شيد عام 1924، في عام 1997 قرر مالكوه بيعه، فأنقذه نشطاء. بعد احتجاجات وحراك لإنقاذ المبنى جرى تعليق قرار تدميره، وفي عام 2003 أصدرت بلدية بيروت قرار نزع الملكية للمنفعة العامة.
صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
مبنى على خط التماس
في مرحلة إعادة الإعمار التي أعقبت الحرب الأهلية اللبنانية هدمت العديد من المباني المهمة، النشطاء تمكنوا من إنقاذ عدد منها، وأصبح مبنى بركات بواجهته وصف أعمدته يتخلله الرصاص رمزًا ومذكرا بالحرب الأهلية في بيروت، فقد كان على خط التماس في منقطة "سيديكو" في الأشرفية.
صورة من: Abbas Al-Khashali/DW
وحدها واجهة المنزل
لم يبق من المنزل هذا سوى جداره الخارجي الذي يحاول الصمود أمام ظروف صعبة. يقع المنزل في الأشرفية، البعض يرى في بقائه بعد انفجار مرفأ بيروت، أعجوبة. منظمة اليونسكو أعلنت أن 640 من الأبنية التراثية تضررت جراء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 أغسطس/ آب الحالي، وأن ستّين منها معرضة للانهيار.
صورة من: Alkhashali/DW
منازل أنهارت وأخرى مهددة
يرى مؤرخون أن الطراز المعماري في بيروت "حداثي" فهو مزيج بين الشرق والغرب في بعض جوانبه الفنية. أكثر من ألف منزل تاريخي بحاجة إلى إعادة الإعمار، كي تحافظ المدينة على تأريخها وتراثها. فيما تقول مصادر رسمية إن نصف هذه المنازل قد انهارت فعلا. جل المنازل المتبقية مهددة فعلا بالاندثار، إن لم تتحرك السلطات لإنقاذها. عباس الخشالي/ بيروت.