رغم المؤشرات الإيجابية في الكثير من الدول الأوروبية، وارتفاع المخاوف من حصول مجاعات في الكثير من البلدان الفقيرة حول العالم، إلّا أن منظمة الصحة العالمية لا تزال تحث على إجراءات صارمة لمواجهة خطر فيروس كورونا.
وتحدث مدير المنظمة لمنطقة أوروبا هانز كلوغ في مؤتمر صحافي عن أن الوقت الحالي "ليس مناسباً لتخفيف الإجراءات، بل هو وقت مضاعفة جهودنا الجماعية بمرتين أو ثلاث للتحرّك باتجاه مكافحة الوباء بدعم كامل من المجتمع".
وتأتي تحذيرات منظمة الصحة العالمية في وقت تسود فيه مخاوف من آثار جائحة كورونا على الأمن الغذائي للكثير من البلدان المتضررة، إذ حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من جوع يتهدد سكان لبنان جراء انتشار الفيروس وكذلك القيود المتخذة لمكافحته في هذا البلد الذي يشهد أساساً انهياراً اقتصادياً.
وقالت المنظمة في بيان إن "الملايين من سكان لبنان مهددون بالجوع بسبب إجراءات الإغلاق المتصلة بالوباء ما لم تضع الحكومة على وجه السرعة خطة قوية ومنسَّقة لتقديم المساعدات"، لافتة إلى تسبب الوباء بتفاقم "أزمة اقتصادية مدمرة كانت موجودة أصلاً، وكشف عن أوجه القصور في نظام الحماية الاجتماعية".
وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت عدة إجراءات لوقف انتشار الفيروس، منها إغلاق تام للمحلات التجارية غير الضرورية وإلزام السكان بالبقاء لأطول فترة ممكنة في منازلهم، ما أثر بشكل كبير على بلد يعيش فيه 45 في المئة من السكان تحت خط الفقر. وبغرض مساعدة المتضرّرين، أطلقت الحكومة برنامجًا للتكافل الاجتماعي.
وفي سياق آخر، ذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن هناك أكثر من خمسة ملايين فرد مهددين بالجوع في منطقة الساحل الأفريقية، مشيراً في تصريحات صحفية أن "الإمدادات الغذائية ستتدهور على الأرجح بسبب الجائحة، وسيكون الخطر كبيرا للغاية بالنسبة للأفراد الذين يعانون من سوء التغذية أو نقص التغذية".
كما حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق من أن الجائحة تهدّد الغذاء لدى مئات الملايين من الناس حول العالم، ومعظمهم في إفريقيا، ممن يعتمدون على استيراد المواد الغذائية أو التصدير لدفع تكاليفها. وتعدّ إفريقيا الأكثر تعرّضاً للتهديد، خاصة دول إفريقيا جنوب الصحراء، التي استوردت أكثر من 40 مليون طن من الحبوب في عام 2018.
وكانت ثلاث منظمات دولية، هي منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية، قد حذرت من مخاطر حصول أزمة غذائية في العالم مع الاضطرابات في سوق المنتجات الزراعية وعدم حصول العاملين في هذا القطاع على حماية كافية في مواجهة كورونا.
ونبهت المنظمات أنه في حال قيام بعض الدول المصدرة للحبوب الأساسية بالاحتفاظ بمحاصيلها خشية حصول نقص أو لخفض الأسعار، فإن دولا أخرى على الضفة الأخرى من السلسلة الغذائية العالمية قد تواجه مخاطر التعرض لنقص خطير. ويأتي هذا الموقف بعد إعلان روسيا، أكبر مصدر عالمي للقمح، عن مشروع للحد من الصادرات الروسية من الحبوب.
إ.ع/ع.ش ( أ ف ب، د ب أ)
اليمن- جوع وقحط وأوبئة بسبب الحصار
دعت الأمم المتحدة إلى رفع كامل للحصارالمفروض على اليمن بسبب تدهور الوضع الإنساني، كما حثت بريطانيا حليفتها المملكة العربية السعودية على تخفيف الحصار ما يظهر حجم الكارثة التي ألمت بهذا البلد الفقير. ملف صور لليمن الحزين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Mohammed
الحصار يفاقم الأزمة
فاقم الحصار الذي فُرض على اليمن من الأزمة ولم يتمكن العاملون بالإغاثة من الدخول إلى البلد و إيصال شحنات الغذاء والامدادات، كما ارتفعت أسعار الوقود إلى أكثر من 60 بالمئة في صنعاء. وقال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن إنّ ندرة الوقود تعني توقف المولدات التي تضخ المياه النظيفة للأسر، وتضيء المدارس وتحافظ على المستشفيات كما أنه مهم لنقل ما تبقى من غذاء في اليمن.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
مسؤولية التحالف
ودعت منظمة أوكسفام الدولية الإنسانية إلى رفع الحصار عن اليمن ووقف إطلاق النار وفي هذا الصدد قال مدير فرع منظمة أوكسفام باليمن أنه "إن لم تتحرك جميع أطراف النزاع ومن في ايديهم قرار الحرب، فإن التاريخ سيحاسب هذه الدول الخمس بأنها إما كانت متواطئة أو مسؤولة عن القتل غير المبرر لآلاف المدنيين في اليمن".
صورة من: Reuters/M. al-Sayaghi
مطالب برفع كامل للحصار
من جانبه دعا مسؤول الإغاثة بالأمم المتحدة مارك لوكوك التحالف العسكري الذي تقوده السعودية إلى رفع كامل للحصار المفروض على اليمن، وقال لوكوك" هذا الحصار رفع جزئياً لكن ليس بالكامل. يتعين رفعه بالكامل لتجنب حدوث مأساة إنسانية فظيعة تشمل موت الملايين لم يشهد لها العالم مثيلاُ منذ عقود".
صورة من: Reuters/K. Abdullah
التحالف يخفف الحصار جزئياً
التحالف الذي تقوده السعودية بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى خفف الحصار هذا الأسبوع متيحاً لللسفن ايصال المساعدات والغذاء إلى ميناء الحديدة والصليف على البحر الأحمر، بالإضافة إلى هبوط طائرات إغاثة في مطار صنعاء لأول مرة بعد ثلاثة أسابيع من إغلاق التحالف بقيادة السعودية المنافذ اليمنية رداً على صاروخ أطلقه الحوثيون على الرياض.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Hyder
نحو نصف المعونات الأممية لعام 2018 لسوريا واليمن
وأعلنت الأمم المتحدة أنها ستخصص للحربين في سوريا واليمن حوالي نصف المبلغ الذي تعتزم إنفاقه على معونات الأزمات الإنسانية لعام 2018 والذي يقدر بـنحو 22.5 مليار دولار. كما سيتم تخصيص 2.5 مليار دولار للحرب الدائرة في اليمن، والتي تصنفها الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
صورة من: Reuters
الحصار بسبب الصواريخ؟
واستخدم التحالف بقيادة السعودية الهجوم الصاروخي الذي وقع في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر2017 لتبرير حصار اليمن، الذي دام لأسابيع مؤكداً ضرورة ذلك لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين من إيران.
صورة من: Reuters/A. Zeyad
صورايخ الحوثيين تبدو إيرانية
وأشار تقرير سري أعده مراقبو العقوبات بالأمم المتحدة إلى أن بقايا أربعة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون اليمنيون على السعودية هذا العام تبدو من تصميم وتصنيع إيران. من جهتها نفت إيران تزويد الحوثيين بالأسلحة ولم تعلق لدى الأمم المتحدة على طلب للتعقيب على تقرير مراقبي الأمم المتحدة.
صورة من: Reuters
ماي تحث السعودية على تخفيف الحصار
في خطوة تُوضح حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمن، حثت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السعودية عقب لقائها القادة السعوديين في الرياض على تخفيف الحصار المفروض على اليمن بشكل عاجل لتجنب كارثة انسانية، كما جاء في البيان الحكومي البريطاني الذي صدر في الـ 30 تشرين/ نوفمبر2017.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
اتهام التحالف
البيان الحكومي البريطاني نصّ على أن "الجانبين البريطاني والسعودي اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات بشكل ملح لمعالجة هذه المسألة". في المقابل تتهم منظمات إنسانية التحالف البريطاني السعودي بالتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال عمليات القصف التي يقوم بها التحالف على اليمن.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
تفشي المزيد من الأوبئة
ويسير الوضع الإنساني في اليمن من سيء إلى أسوأ، بسبب انهيار النظام الصحي وتفشي الأمراض والأوبئة وارتفاع حدة المجاعة في البلاد. فبعد تفشي وباء الكوليرا الذى راح ضحيته أكثر من ألفي شخص، يحصد مرض الديفتيريا أرواح اليمنيين، خاصة الأطفال منهم. إعداد: إيمان ملوك