كورونا، نزلات البرد، الأنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV). في ظل أمراض الجهاز التنفسي العديدة هذه التي نسمع عنها بشكل يومي، هل يكون للكمامة دور في حمايتنا؟ ماذا يقول الخبراء؟
إعلان
احتمالية الإصابة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي المختلفة مرتفعة حالياً في ألمانيا. إذ وفق وزارة الصحة، يبلغ معدل الإصابة بفيروس كوروناوحده حالياً حوالي 1700 إصابة جديدة لكل 100 ألف نسمة خلال سبعة أيام. لكن الأرقام الدقيقة غير متوفرة لأن عدد الاختبارات منخفض للغاية. لكن فيروسات أخرى آخذة في الارتفاع في الوقت الحالي. بالإضافة إلى نزلات البرد والالتهابات الشبيهة بالأنفلونزا، يتم أيضاً رصد موجة من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفق معهد روبرت كوخ.
تعامل الناس مع هذا الوضع يختلف بشكل تام. فمن ناحية، يميل ثلثاهم إلى عدم القلق بشأن العدوى خلال أعياد الميلاد، كما أظهر استطلاع أجراه معهد أبحاث الرأي YouGov لضالح وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن 36 في المائة من المشاركين لا يشعرون بالقلق على الإطلاق، و28 في المائة لا يشعرون بالقلق، و6 في المائة قلقون للغاية، و24 في المائة قلقون إلى حد ما.
هل الكمامة فعالة أم لا؟
من جهة أخرى يحرص البعض الآن على إرتداء الكمامةمجدداً في وسائل النقل العام أوعند التواجد بداخل الأماكن المغلقة المزدحمة، إما بغرض حماية أنفسهم من العدوى أو منعها من الانتقال إلى الآخرين. وفي هذا الصدد أوصى وزير الصحة الألماني، كارل لوترباخ، بارتداء الكمامة أو إجراء اختبار الكشف عن كورونا عند الشك، وعند زيارة الأشخاص من الفئات المعرضة للخطر، وقال " إن العدوى التي يتم تجنبها تعد بمثابة هدية عيد ميلاد إضافية".
من جانبه أكد وزير الصحة في ولاية راينلاند بالاتينات، كليمنس هوخ، أن "ارتداء كمامة "إف إف بي2" بداخل القطارات أو في السوبر ماركت يعد سلوكاً معقولًا للغاية".
من جانبه أوضح الطبيب والصحفي، كريستوف شبيخت للتلفزيون الألماني الثاني (ZDF): "الكمامة تحمي، لا شك في ذلك - وخاصة في ظل ظروف معينة"، مشيراً إلى ضرورة إرتدائها بالشكل الصحيح. ويقول شبيخت: "يبدأ الأمر بالحجم الصحيح". كما شدد على أنه يجب ارتداء الكمامة "في المكان الذي يتم فيه انتقال الفيروس، وبالأخص في الأماكن الخاصة" المغلقة، لأن هذا هو المكان الذي قد يصاب فيه معظم الناس، "ثم يمكن للكمامة منع العدوى حقًا." ولكن هناك بالتحديد لا يتم عادةً ارتداء الكمامة.
كما أثبتت العديد من الدراسات الأخرى فوائد الكمامة، غير أن هناك معضلة تواجع علماء الأوبئة في تحديد مدى فعاليتها. إذ من الصعب تحديد الإجراء الذي كان فعالاً في احتواء فيروس كورونا، لأنه تم استخدام العديد من الأدوات والآليات في الوقت نفسه.
إ.م
حتى قبل كورونا ـ حماية الأنف والفم عادة إفريقية شائعة
مع انتشار فيروس كورونا المستجد في القارة السمراء، بدأ بعض الأفارقة في ارتداء الكمامات الطبية لحماية الأنف والفم، ولكن هناك عادات لباس في ثقافات إفريقية كثيرة تعتمد تغطية الرأس والوجه لحمايتهما.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
لثام الطوارق "يقي من أرواح الموتى"
يحمي لثام الرأس الوجه رجال الطوارق من الشمس وحبيبات الرمل لمن يعيشون داخل الصحراء الكبرى ومنطقة الساحل، ولدى هذا اللثام أكثر من وظيفة، فبينما يؤكد على قيم مهمة مثل الاحترام واللياقة، فإن هناك أسطورة مثيرة وشيقة تدور حوله.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
ليبيا: اللثام الأزرق يُبعد شر أرواح الموتى
الطوارق الذكور هم فقط من يغطون وجوههم، وفقاً للتقاليد، ويعتقد أن اللثام يحمي من أرواح الموتى "الكيل أورو". كما يشكل اللثام لدى الطوارق حماية أثناء السفر عبر الصحراء الكبرى التي يتقلون عبرها من شمال إلى جنوب القارة السمراء. وفي الماضي كانت العمامة والحجاب باللون النيلي الأزرق، الذي يترك آثارا على الجلد، ولهذا كان يطلق على الطوارق "رجال الصحراء الزرق".
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/McPhoto/M. Runkel
عمامة وحجاب شرط للعيش في الصحراء الليبية
الطوارق فرع من مجموعة أمازيغية أكبر، ينتشرون في العديد من البلدان، وقد استقر العديد منهم الآن في مناطق محددة وتوقفوا عن حياة الترحال. يطلقون على أنفسهم "إماجغن" في النيجر، واسم "إموهاغ" في الجزائر وليبيا، وإيموشاغ في مالي.
أما في اللغة الأمازيغية فيسمون بـ "طارقة".
صورة من: picture-alliance/imageBroker/K. Kreder
المغرب: اللثام جزء من الهوية الأمازيغية
يسمى غطاء الرأس التقليدي وحجاب الوجه عند الأمازيغ في شمال أفريقيا باسم "تاجميلمست" أو "اللثام". لونه أصفر كما في الصورة يرتديه صحراوي مغربي من أصول أمازيغية. تساعد قطعة القماش هذه على حماية هوية مرتديها خلال النزاعات المسلحة ولكن لها مآرب أخرى.
صورة من: picture-alliance/ blickwinkel/W. G. Allgoewer
مصر: البدو وغطاء الرأس قصة تمتد في الزمن
يعيش البدو في شبه الجزيرة العربية والدول المجاورة كمصر. الكوفية، وفي بعض المناطق تسمى الغترة أو الحطة، هو اسم القماش الذي يرتديه الرجل، وتختلف طريقة وضعه من منطقة إلى أخرى.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
تشاد: رجال" توبو" الملثمين
يشتهر شعب "التوبو أو القرعان" بلثام الرجال لا النساء، والرجل مسؤول عن خياطة الملابس. يعيشون في الغالب في حوض شمال تشاد، ويعيشون من الرعي ويعتنون بالأغنام وتربية الإبل.
صورة من: picture-alliance/dpa
نيجيريا: الأمراء يرتدون لثام الوجه
في ولاية كانو في نيجيريا يرتدي الحام لثام الوجه. وحتى شهر مارس/ آذار المنصرم، كان محمد سنوسي الثاني، الظاهر في الصورة أثناء تعيينه عام 2014، ثاني أهم زعيم مسلم في البلاد.
8
صورة من: Amino Abubakar/AFP/Getty Images
زنجبار: نقاب الوجه على الشاطئ
زنجبار: نقاب الوجه على الشاطئ
تغطي النساء وجهوهن في زنجبار، وهي جزء من تنزانيا، ويضم أرخبيل زنجبار المسلمين حصرا. كمامات الوجه في زمن كورونا تغطي منطقة الفم والأنف وهو جزء من عادات اللباس في الكثير من البلدان الإفريقية.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/M. Moxter
كينيا: قبول طبيعي للكامات الطبية
ارتداء الكمامات أصبح إلزاميا في كينيا، ولكن لا يستطيع العديد توفير ثمنها، إلا أن مصمما كينيا يدعى دايفيد أوشينغ، قرر تصميم وصناعة كمامات يمكن إعادة استخدامها أكثر من مرة. إعداد فيرينا كريب/ مرام سالم