رغم فتور الحماس.. مظاهرات بالجزائر تطالب برحيل رموز النظام
٢٧ ديسمبر ٢٠١٩
انتخاب رئيس جديد للبلاد ساهم في تراجع طفيف في عدد المتظاهرين الجزائريين الذين خرجوا إلى الشوارع للمرة 45 في تأكيد إصرار المحتجين على رفض النخبة السياسية القديمة. وفاة قائد الجيش ساهمت ربما أيضا في تراجع عدد المتظاهرين.
إعلان
تظاهر عشرات آلاف الجزائريين الجمعة (27 كانون أول/ديسمبر 2019) في شوارع العاصمة في التجمع الأسبوعي الأخير لهذا العام، مواصلين المطالبة برحيل كل رموز النظام، بعد أيام من تسلم الرئيس الجديد عبد المجيد تبون مسؤولياته. وكان عدد المتظاهرين أقل من الأسابيع الفائتة، لكن هؤلاء أصروا على أن حراكهم مستمر في زخمه، بحسب ما أفادت صحافية في وكالة فرانس برس. وبدت التعبئة الأضعف منذ بدء "الحراك" الشعبي غير المسبوق الذي يطالب منذ 22 شباط/فبراير بإسقاط "النظام".
وأعرب المتظاهرون الذين تحدثت اليهم فرانس برس عن شعورهم بالغضب من جهة وعن تصميمهم من جهة أخرى على مواصلة التحركات. ورُفعت خلال التظاهرة صور عبان رمضان الذي قُتل في مثل اليوم قبل 62 عاماً. وعبان رمضان هو أحد القادة السياسيين التاريخيين لجبهة التحرير الوطني التي انشأت ضد السلطة الاستعمارية الفرنسية وكان أحد مهندسي البرنامج السياسي للجبهة.
ويبرر بعض المتظاهرين تراجع المشاركة في التظاهرات بالعطل المدرسية في حين يرفض البعض الآخر الاعتراف بذلك:
وتأتي التظاهرة الأسبوعية في يوم الجمعة الـ45 على التوالي من الحراك الاحتجاجي الذي دخل شهره الحادي عشر. وهي أيضاً ثاني تجمّع أسبوعي ضد النظام منذ تسلّم الرئيس الجديد مهامه في 19 كانون الأول/ديسمبر. وقاطع الانتخابات الرئاسية الحراك الاحتجاجي الذي نظّم تظاهرات حاشدة طوال الأسابيع التي سبقت موعد التصويت مندداً بنيّة النظام التمديد لنفسه.
وهتف المتظاهرون الجمعة "تبون ارحل!" مستخدمين في شعاراتهم اسم الرئيس الجديد بدلاً من اسم الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الجزائري الذي توفي في 23 كانون الأول/ديسمبر إثر سكتة قلبية عن 79 عاما.ً
خليفة القايد صالح...خبير دبابات قريب من الميدان بعيد عن الإعلام
01:36
وبدا الجزائريون صباح الجمعة قبل التظاهرة، منقسمين حول مصير حراكهم: فبعضهم أبدى تصميمه على مواصلة التظاهرات فيما بدا أخرون مترددين أو خائبيالأمل، أما البعض الآخر فأعربوا عن تأييدهم للحوار أو لاعتماد أساليب جديدة للاحتجاج.
وانتهت المسيرة من دون حوادث. وفي وهران وقسنطينة، ثاني وثالث مدن الجزائر، تراجعت التعبئة أيضاً. أما في عنابة، رابع مدن البلاد، حيث تعيش عائلة الفريق قايد صالح، فقد منعت الشرطة التظاهرة، بحسب ما أفاد صحافيون محليون.
في هذه المدن الثلاث، تعرض متظاهرون لاستفزاز مناصرين للنظام إلا أنهم لم يردّوا، بحسب الصحافيين. ونُظمت تظاهرات في مدن جزائرية أخرى، وفق منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
توقيف الصحافي زغيلاش بتهمة "القدح والذم"
على صعيد متصل، وضع الصحافي الجزائري عبد الكريم زغيلاش الذي يملك إذاعة تبث على الانترنت قيد التوقيف الاحتياطي، بحسب ما أفادت جمعية تدافع عن حقوق الصحافيين. وقال رئيس اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين قاسي تنساوت لفرانس برس إن زغيلاش صاحب إذاعة "سربكان" وضع مساء الخميس قيد التوقيف الاحتياطي بعد شكوى من والي قسنطينة بتهمة "القدح والذم".
ولاحقا مثل الصحافي أمام قاض الذي أمر بتوقيفه، بحسب تنساوت، لافتا إلى أن محاكمته حددت في 31 من الشهر الجاري. فيما ينتظر المتهم حكما في السابع من كانون ثاني /يناير المقبل في قضية أخرى تحمل تهمة "الإساءة إلى الرئيس". ورفعت الشكوى ضده حين كان عبد العزيز بوتفليقة رئيسا قبل أن يجبره الحراك الاحتجاجي على الاستقالة. وكانت النيابة طلبت السجن سنة نافذة لزغيلاش في هذه القضية، وفق اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين التي تأسست في خضم الحراك الشعبي.
وتفيد اللجنة أن نحو 180 متظاهرا وناشطا وصحافيا أوقفوا منذ حزيران/ يونيو في وقائع مرتبطة بالحراك وخصوصا بتهمة " المساس بوحدة اراضي الدولة" و "إهانة الجيش" و"الحض على التجمهر".
ح.ع.ح/ع.ج.م(أ.ف.ب)
2019.. عام الاحتجاجات ضد الفقر والفساد حول العالم
شهد عام 2019 مظاهرات على الفساد والفقر وغياب العدالة الاجتماعية حول العالم. وقد تميزت هذه الاحتجاجات بالإرادة القوية وإصرار المحتجين على التغيير وتحقيق أهدافهم، رغم القمع واستخدام الرصاص الحي ضدهم في بعض الدول.
صورة من: Reuters/M. Casarez
أم مهدي: سأقف إلى جانبكم حتى آخر لحظة
منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي يشهد العراق مظاهرات يشارك فيها مئات الآلاف مثل أم مهدي (66 عاماً) للمطالبة بإسقاط الحكومة والطبقة السياسية "الفاسدة" وتغيير النظام السياسي وإجراء إصلاحات جذرية. المظاهرات لا تخلو من العنف حيث قتل محو 460 شخصاً.
صورة من: Reuters/T. al-Sudani
الجزائر.. استمرار الاحتجاج
رغم انتخاب عبد المجيد تبون رئيساً جدبداً للبلاد، يرفض المحتجون وقف مظاهراتهم ويطالبون برحيل كل النخبة الحاكمة والطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/B. Bensalem
لبنان احتجاجات ضد الفساد والمحسوبية
يشهد لبنان هو الآخر مظاهرات مستمرة منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ضد الفساد والمحسوبية. بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، استمرت المظاهرات ورفض المحتجون مثل هبة غصن (الصورة) ترشيح حسان دياب المدعوم من حزب الله لرئاسة الحكومة.
صورة من: Reuters/M. Casarez
إيران.. انهيار اقتصادي
خلال أسبوعين من الاحتجاجات التي شهدتها إيران في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قُتل نحو 1500 شخص. أحد المحتجين الرفض كشف هويته يحمل بقايا ذخيرة قال إن قوات الأمن أطلقتها على المتظاهرين. وكان رفع سعر البنزين قد أشعل فتيل الاحتجاجات، علما أن أسعار الوقود مدعومة من الدولة.
صورة من: picture-alliance/abaca/SalamPix
فرنسا.. حماية الأغنياء فقط!
في الصورة ديدير بايلاك الذي يشارك في الاحتجاجات على إصلاح نظام التقاعد الذي اقترحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. الاحتجاجات والإضرابات العامة وخاصة في قطاع النقل العام مستمرة منذ نحو ثلاثة أسابيع، ولا يلوح في الأفق حل للأزمة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
قانون "سيقسم البلاد"
إصدار قانون جديد يسهل منح الجنسية للمهاجرين غير المسلمين، أثار انقساماً شديداً في البلاد ونزل الآلاف في العديد من المدن إلى الشوارع وحصلت اشتباكات بين المحتجين والشرطة راح ضحيتها عدة أشخاص. المثير للخلاف في القانون هو أنه يستثني المهاجرين المسلمين من الدول المجاورة ذات الأغلبية المسلمة وهي باكستان وبنغلاديش وأفغانستان.
صورة من: Reuters/D. Siddiqui
تشيلي.. لا للظلم
منذ نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والمظاهرات مستمرة في تشيلي، رغم قمعها بالقوة ومقتل محتجين وانتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان. غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية دفعت المحتجين للنزول إلى الشوارع والمطالبة بإصلاحات جذرية.
صورة من: Reuters/J. Silva
محتجو هونغ كونغ: على الحكومة أن تستجيب لمطالبنا
شاركت هاتان الفتاتان مئات الآلاف من الأشخاص في احتجاجات هونغ كونغ، الحكومة بالاستجابة لمطالبهم. وتعاني الحكومة المقربة من الصين من أصعب أزمة مرت بها حتى الآن. والمظاهرات المستمرة منذ حزيران/ يونيو الماضي موجهة ضد تنامي نفوذ بكين وتأثيرها على حكومة هونغ كونغ.
صورة من: Reuters/D. Siddiqui
"هذه الحكومة تبيع وطننا"
ريفيرا زامبانو ومؤيدون آخرون للرئيس البوليفي المستقبل إيفو موراليس أقاموا حاجزاً في أحد الشوارع على عكس المحتجين الآخرين الذين شاركوا لأسابيع في مظاهرات ضد نتائج الانتخابات الرئاسية التي يقولون إنها مزورة. لكن زامبانو يقول إن الحكومة الانتقالية تلحق الضرر بالبلاد.
صورة من: Reuters/M. Bello
كولومبيا.. التغيير عبر الثورة
منذ بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول 2019 عادت المظاهرات إلى شوارع كولومبيا ضد حكومة الرئيس إيفان دوكي. ويطالب المحتجون بنظام اجتماعي أكثر عدلاً والمزيد من الاستثمار في مجال التعليم والصحة وحماية النشطاء الحقوقيين وتنفيذ اتفاق السلام مع مقاتلي جبهة فارك.
إعداد: بيترا فوكسبل/ع.ج