رغم فوز "لا أرض أخرى" بالأوسكار.. تجاهل إعلامي في إسرائيل!
٣ مارس ٢٠٢٥
رغم ميزانيته البسيطة وإنجازه من قبل نشطاء، فاز الفيلم الفلسطيني- الإسرائيلي "لا أرض أخرى" بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي. لكن لماذا هاجم وزير الثقافة الإسرائيلي الفيلم وتتجنب وسائل الإعلام في إسرائيل تناوله والحديث عنه؟
"لا أرض أخرى" لم يأخذ نصيبه من الاهتمام والتغطية الإعلامية في إسرائيل ولم يجد موزعا في الولايات المتحدة رغم فوزه بأوسكار أفضل فيلم وثائقي!صورة من: TFS/Capital Pictures/IMAGO
إعلان
أمضى المخرجان الناشط الفلسطيني باسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام خمس سنوات في صناعة فيلم "لا أرض أخرى/ نو آذر لاند" الذي يظهر جنودا إسرائيليين يهدمون المنازل ويطردون السكان لإعداد منطقة للتدريب العسكري فيالضفة الغربية إلى جانب اعتداء مستوطنين على السكان الفلسطينيين.
والفيلم الذي فاز بجائزة أوسكار 2025 لأفضل فيلم وثائقي، يسلط الضوء على الواقعين المتوازيين اللذين يعيش فيهما الصديقان، إذ أن أبراهام لديه لوحة أرقام إسرائيلية صفراء تسمح له بالسفر إلى أي مكان، بينما عدرا محاصر في منطقة تضيق بشكل مستمر بالنسبة للفلسطينيين.
وقال عدرا "يعكس الفيلم الواقع القاسي الذي نعاني منه منذ عقود وما زلنا نقاومه، وندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جدية لوقف الظلم". وقال "أتمنى ألا تُضطر ابنتي أبدا إلى عيش الحياة التي أعيشها، مع كل هذا العنف وتدمير المنازل".
وأضاف أبراهام الذي كان يقف بجانبه لدى استلام الجائزة "صنعنا هذا الفيلم، فلسطينيون وإسرائيليون، لأن أصواتنا معا أقوى. نرى بعضنا البعض، ونرى الدمار الوحشي الذي حل بغزة وشعبها والذي يجب أن ينتهي، والرهائن الإسرائيليين الذين اختُطفوا بوحشية في جريمة السابع من أكتوبر ويجب إطلاق سراحهم". وتابع "عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا غير متساويين. نعيش في نظام حاكم حيث أنا حر بموجب القانون المدني وباسل يخضع للقانون العسكري الذي يدمر حياته ولا يستطيع السيطرة عليها".
وقال أبراهام "هناك طريق مختلف. حل سياسي دون تفوق عرقي، مع ضمان الحقوق الوطنية لكلا الشعبين. ولا بد أن أقول في أثناء وجودي هنا إن السياسة الخارجية في هذا البلد تسهم في قطع هذا الطريق". واختتم حديثه قائلا "ولماذا؟ ألا ترون أن حياتنا متداخلة؟ وأن شعبي يمكن أن يكون آمنا حقا إذا كان شعب باسل حرا وآمنا حقا؟ هناك سبيل آخر. لم يفت الأوان بعد للحياة".
دعا مخرجا فيلم "لا أرض أخرى" إلى السلام وناشدا العالم المساعدة في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيليصورة من: Monica Schipper/Getty Images
وزير الثقافة الإسرائيلي ينتقد الفيلم بشدة
انتقد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار منح فيلم "لا أرض أخرى" جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقى، وعبر عن أسفه لفوز الفيلم بالجائزة ووصفه بأنه "لحظة حزينة للسينما"، لأنه قدم رؤية مشوهة لإسرائيل حسب وصفه، وقال زوهار فى تغريدة على منصة إكس بعد الإعلان عن فوز الفيلم بالجائزة " إن فوز فيلم لا أرض أخرى بجائزة أوسكار يعد لحظة حزينة لعالم السينما- بدلا من عرض التعقيد في واقعنا، اختار مخرجو الأفلام ترديد الروايات التي تشوه صورة إسرائيل في العالم". وأضاف زوهار:"إن حرية التعبير قيمة مهمة، ولكن تحويل تشويه إسرائيل إلى أداة للترويج الدولي لا يعد إبداعا- إنه تخريب لدولة إسرائيل، وبعد مذبحة 7 أكتوبر، والحرب الدائرة حاليا، يضاعف ذلك من الأضرار".
إعلان
تجاهل الإعلام الإسرائيلي للفيلم!
لكن رغم شهرة الفيلم وحصده العديد من الجوائز، إلا أن وسائل الإعلام في إسرائيل تحاول تجنب تناوله والحديث عنه، باستثناء بعض التغطيات المتفرقة في وسائل إعلام يسارية. ويعد هذا تحولا كبيرا عما كانت تناله أفلام إسرائيلية أخرى مرشحة لجائزة الأوسكار، والتي عادة ما كانت تحظى بإشادات كبيرة قبيل حفل توزيع جوائز الأوسكار.
ولكن إسرائيل لا تزال تعاني من تداعيات الهجوم الإرهابي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث لا يزال العديد من الرهائن محتجزين، ومن الحرب المدمرة في غزة. وتقول رايا موراج، الأستاذة في جامعة القدس العبرية ومتخصصة في السينما والصدمات النفسية، إن التوقيت حساس للغاية. وتضيف "الجميع في حالة حداد أو صدمة، ومن الصعب سماع أي صوت آخر حول أي موضوع آخر". وأشارت موراج، التي تشارك في حركة السلام اليسارية، إلى أنها تعتقد أن هذا الفيلم، الذي أعده تجمع فلسطيني-إسرائيلي، سيجد مكانا في النقاش الوطني في المستقبل، لكن فقط بعد أن يعود الرهائن، ويعاد بناء المنازل المدمرة، وتجرى انتخابات جديدة لاستبدال الحكومة اليمينية الحالية.
وأوضحت موراج أنه في عام 2012، أصبح الفيلم الوثائقي "خمسة كاميرات مكسورة" الذي وثق الحياة في قرية فلسطينية على طول السياج الأمني الإسرائيلي جزءا من الحوار الوطني لأنه صدر خلال فترة سلمية نسبيا.
كما واجه فيلم "لا أرض أخرى" الكثير من المعاناة في الولايات المتحدة، وذلك لأنه لم يعثر على أي موزع على الرغم من الإشادات العديدة التي حصل عليها. ورغم فوز الفيلم بجوائز كبرى في أوروبا والولايات المتحدة، قال أبراهام لموقع ديدلاين الشهر الماضي إنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق بشأن توزيعه في الولايات المتحدة.
ع.ج (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
حقائق ومعلومات عن جائزة الأوسكار الشهيرة
جوائز الأوسكارهي الأشهر والأرفع في عالم السينما. لكن هناك من رفضها! وكان على المرأة أن تنتظر عقودا لتحصل على أفضل مخرجة. أما أغلى فستان فتم ارتداؤه في حفل لتوزيع الجوائز فسعره خيالي. هذه بعض الحقائق عن جائزة الأوسكار.
صورة من: Hahn Lionel/ABACA/picture alliance
الاسم الصحيح الكامل للجائزة
الاسم الصحيح لجائزة الأوسكار هو "جائزة الأكاديمية للجدارة/ Academy Award of Merit". لكن لماذا تعرف باسم "أوسكار"؟ يقال إن الممثلة بيت ديفيس التي كانت رئيسة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عام 1941، أطلقت الاسم على الجائزة تكريما لزوجها الأول. ويقال إن مارغريت هيريك، التي كانت مديرة الأكاديمية بداية ثلاثينات القرن الماضي، أطلقت الاسم لأن شكل التمثال الذهبي يشبه شكل عمها أو خالها أوسكار.
صورة من: Lewis Joly/REUTERS
الفائز بأكبر عدد من جوائز الأوسكار
ولت ديزني، مؤسس ستوديو الرسوم المتحركة "شركة ديزني" فاز بـ 26 جائزة. تليه مصممة الأزياء إديث هيد 8 جوائز التي كانت من أكثر مصممي الملابس المقربين من ألفريد هيتشكوك، ويشاركها المركز الثاني بـ 8 جوائز أيضا الملحن والمؤلف الموسيقي آلان منكن. أما الممثلة كاترين هيببورن ففازت بـ 4 جوائز، وهي الوحيدة التي فازت بهذا العدد من جوائز التمثيل، علما بأنها لم تحضر أي حفل لتوزيع الجوائز!
صورة من: Walt Disney Co./Courtesy Everett Collection/picture alliance
الأفلام الفائزة بأكبر عدد من الترشيحات
ثلاثة أفلام تم ترشيحها لـ 14 جائزة أوسكار، وهي: "كل شيء عن إيف/ All About Eve" عام 1950، "تيتانيك" عام 1997، "لا لا لاند/La La Land" عام 2016.
صورة من: 20thCentFox/Everett Collection/picture alliance
أصغر فائز بالجائزة
الممثلة تاتوم او نيل فازت بجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "القمر الورقي/Paper Moon" عام 1973 حين كان عمرها 10 سنوات فقط، حيث شارك والدها أيضا الممثل ريان أونيل في الفيلم.
صورة من: Everett Collection/picture alliance
الأكبر سنا
فاز الممثل الكندي كريستوفر بلامر عام 2010 بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم "المبتدئون/Beginners" حين كان عمره 82 عاما. وبذلك يكون الأكبر سنا بين الفائزين بجائزة الأوسكار حتى الآن.
صورة من: Captital Pictures/picture alliance
أول امرأة فازت بجائزة الإخراج
جائزة أفضل مخرج هي الجائزة الأهم من بين جواز الأوسكار، وأول مخرجة فازت بها كانت الأمريكية كاترين بيغلو عام 2010 عن فيلم "خزانة الألم/The hurt Locker"، وذلك بعد 80 عاما من تاريخ الجائزة! فيلم بيغلو الذي أثار الكثير من الجدل ورشح لعدد من الجوائز كان Zero Dark Thirty (أول عرض 2012) وتناول الجهود الأمريكية لاعتقال أو قتل أسامة بن لادن. (صورة مركبة)
صورة من: Andrew Gombert/epa/dpa/picture alliance
أغلى فستان في حفل توزيع الجوائز
حفلات توزيع جوائز الأوسكار مناسبة لعرض الأزياء أيضا، ودور الأزياء تتكتم على سعر الفستان الذي تصممه لإحدى المشاركات. وأغلى فستان تم ارتداؤه حتى الآن، كان للممثلة جنيفر لورنس الذي ارتدته في حفل توزيع جوائز عام 2013 ويقدر سعره بأربعة ملايين دولار، من تصميم دار أزياء "ديور/Dior". لكن هذا الفستان أحرجها، حيث تعثرت بتجاعيده وثنياته وهي تصعد المسرح فوقعت على الأرض.
صورة من: Hahn Lionel/ABACA/picture alliance
فائزون رفضوا استلام الجائزة!
رغم أن الأوسكار من أرفع وأشهر الجوائز في عالم السينما، هناك من رفضها مثل الكاتب والمخرج دودلي نيكولاس الذي فاز بجائز أفضل نص عام 1935، والممثل جورج سي سكوت الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عام 1971. أما الممثل مارلون براندو الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "العراب/Godfather" عام 1973، فأرسل الممثلة والناشطة ساشين ليتلفيذر بدلا عنه والتي احتجت في الحفل على طريقة التعامل مع الهنود الحمر.
صورة من: Everett Collection/picture alliance
القيمة المادية لجائزة الأوسكار
تمثال الأوسكار المصنوع من البرونز ومطلي بالذهب من عيار 24 قيراط، لا يمكن بيعه. منذ عام 1950 يشترط على الفائز بالجائزة أن يعرضها أولا على الأكاديمية نفسها بسعر دولار واحد فقط. لكن قبل عام 1950، وجدت بعض الجوائز طريقها إلى دور المزادات، فورثة المخرج أورسون ويلز الذي فاز بالجائزة عام 1941 عن فيلم "المواطن كين/Citizen Kane" باعوا جائزته "التمثال الذهبي" بأكثر من 800 ألف دولار.
صورة من: Netflix/Entertainment Pictures/ZUMAPRESS.com/picture alliance
حجم "تمثال أوسكار"
يبلغ طول جائزة أوسكار "التمثال الذهبي" 34 سنتمترا ووزنه 3,85 كيلوغرام. ويحفر اسم الفائز به على قاعدة التمثال فيما بعد. الصورة للممثلة أريانا بوزي التي حصلت على جائزة الأوسكار أفضل ممثلة مساعدة عم 2022.
إعداد: عارف جابو