رغم مقاطعة من شخصيات كبرى من عالم السياسة والاقتصاد على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قالت السعودية إنها أبرمت عقودا تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار مع مستثمرين في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار 2018" بالرياض اليوم الثلاثاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2018). وشملت العقود مجالات النفط والغاز والنقل.

وشملت العقود شركة هيونداي الكورية الجنوبية لصناعة السيارات وشلومبرغر الأمريكية لمعدات استخراج النفط وكذلك شركة توتال الفرنسية لمنتجات النفط. وحصلت شركة "أرامكو" السعودية وحدها على 15 اتفاقية بقيمة تزيد عن 30 مليار دولار.

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد جهز في باريس في أبريل/ نيسان هذا العام جزءا من العقود التي أُعلن عنها الآن في الرياض، حيث أجرى في العاصمة الفرنسية محادثات أولية مع توتال وغيرها من الشركات الفرنسية حول عقود بقيمة 12 مليار دولار.

شخصيات بارزة تقاطع

واعتبرت وكالة "بلومبرغ" للأنباء أن السعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، "تسعى إلى إيصال صورة بأن العمل يجري بصورة طبيعية في المؤتمر، الذي شهد العشرات من إلغاءات المشاركة من كبار المصرفيين والمسؤولين التنفيذيين وكبار الشخصيات".

وكانت رئيسة البنك الدولي كريستين لاغارد ووزير المالية الأمريكي ووزراء ومسؤولون كبار من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مثل رئيس شركة سيمنس، قد ألغوا مشاركتهم في المؤتمر بسبب ملابسات مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ورغم ذلك قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اليوم إنه راض عن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة، وذلك خلال تفقده لمقر انعقاد المؤتمر. وأبلغ الصحفيين قائلا: "عظيم، مزيد من الناس ومزيد من المال".

وكان المؤتمر قد اكتسب العام الماضي اسم "دافوس الصحراء" بعدما اجتذب قطاعا من أبرز النخب الاقتصادية التي تشارك في "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس بسويسرا.

 وتجدر الإشارة إلى أنه لا ارتباط بين المؤتمرين. فالمؤتمر السعودي فعالية أطلقها ولي العهد السعودي، المسؤول الأبرز عن إدارة الاستثمارات في بلاده. ووفقا لبلومبرغ، فإن الحكومة السعودية تعتزم إقامة مراسم توقيع علنية لبعض الاتفاقات، التي ستكون في الأغلب مذكرات تفاهم وليس قرارات استثمار نهائية.

ص.ش/أ.ح (رويترز، أ ف ب)