رغم قلقه بشأن خاشقجي.. ترامب يبقى مرنا في التعامل مع الرياض
١١ أكتوبر ٢٠١٨
بالرغم من أن الرئيس ترامب عبر عن قلقه البالغ بشأن اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي، لكنه يبقى في نهاية المطاف مرنا في التعامل مع الرياض بمنطق العقوبات أو التهديد بها، كما يطالب بذلك أعضاء في معسكره الجمهوري.
إعلان
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس (11 تشرين أول/ أكتوبر 2018) أنه غير مستعد بعد للحد من مبيعات الأسلحة إلى السعودية بسبب اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي، رغم تأكيده أنه يريد أجوبة على اختفائه.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية قد وقعتا العام الماضي اتفاق تسليح تشتري بموجبه السعودية أسلحة أميركية بقيمة 110 مليارات دولار. الصفقة جاءت في إطار صفقة أكبر شملت تبادلا تجاريا قيمته أكثر 300 مليار دولار، قدمها ترامب في حينه للرأي العام على أنها أكبر صفقة يعقدها في تاريخ الولايات المتحدة، حسب تعبيره. في هذا السياق قال ترامب الخميس إنه لا يستطيع أن يبرر التضحية بالوظائف والأرباح من صفقة الأسلحة المبرمة.
وأضاف من المكتب البيضاوي "ذلك لن يكون مقبولا .. إنهم ينفقون 110 مليارات دولار على المعدات العسكرية وعلى أمور تخلق الوظائف .. لهذا البلد". وتابع "سيأخذون تلك الأموال وينفقونها في روسيا أو الصين أو أي مكان آخر. أعتقد أن هناك طرقاً أخرى. إذا تبين أن الأمر سيء فهناك بالتأكيد طرق أخرى لمعالجة الوضع".
وأعرب ترامب مرة أخرى عن قلقه بشأن وضع خاشقجي. وقال "نحن لا يعجبنا هذا الأمر بتاتا". وصرح في وقت سابق لشبكة فوكس نيوز "هذه سابقة فظيعة جدا. لا يمكننا أن نسمح لذلك أن يحدث. ونحن متشددون ولدينا محققون هناك".
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست أن ولي العهد السعودي أمر بعملية "لاستدراج" خاشقجي وإحضاره إلى بلاده، وهي العملية التي ربما لم تسر على ما يرام في إسطنبول.
من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي اليوم الخميس إنه ينبغي فرض عقوبات على أعلى مستويات الحكومة السعودية إذا ثبت أن الحكومة مسؤولة عن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ومقتله المحتمل في الوقت الذي يستعد فيه محققون أتراك لدخول القنصلية السعودية في اسطنبول حيث شوهد لآخر مرة. وقال السيناتور الجمهوري بوب كوركر للصحفيين في الكونغرس "إذا اتضح أنه ما نعتقده كلنا اليوم... فينبغي فرض عقوبات كبيرة على أعلى المستويات".
في غضون ذلك، أعلن مسؤول بارز بالرئاسة التركية اليوم الخميس أن طاقما تركيا سعوديا مشتركا سوف يحقق، بناء على طلب الرياض، في اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، بحسب وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية.
نواب الكونغرس الأمريكي يتوعدون السعودية
01:49
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش الخميس أن مسؤولين في المنظمة الأممية أعربوا للسعودية عن "قلقهم" حيال الاختفاء الغامض للصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا. وقال ستيفان دوجاريك الذي وجهت إليه أسئلة عديدة عما يقوم به غوتيريش في هذه القضية خلال مؤتمره الصحافي اليومي "ليست لدينا معلومات من مصدر مستقل. نحن لسنا جزءا من التحقيق".
وأوضح دوجاريك أن اتصالات جرت بين مسؤولين أمميين وممثلين للسعودية للأعراب عن "قلقنا على مصير خاشقجي"، من دون أن يحدد أسماء هؤلاء المسؤولين، لافتا إلى أن هذه الاتصالات جرت في نيويورك. وأكد المتحدث أن غوتيريش "ليس مترددا في هذا الموضوع ودافع (على الدوام) بقوة عن الصحافيين"، مشيرا الى أن اتصالات تمت أيضا بين الأمم المتحدة وتركيا حول هذا الملف.
وقالت مونيكا غرايلي المتحدثة باسم ماريا فرناندا اسبينوزا الرئيسة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة أن الأخيرة متمسكة بحرية الصحافة، مشددة على وجوب إجراء "تحقيق مستقل ومحايد" في قضية خاشقجي. وأفاد دبلوماسيون أن أي دولة عضو في مجلس الأمن لم تطرح حتى الآن فرضية عقد اجتماع للمجلس لمناقشة اختفاء الصحفي السعودي.
ح.ع.ح/ ع.خ (د.ب.أ/أ.ف.ب/ رويترز)
اغتيال صحفي كل أسبوع حول العالم
لم تكد منظمة مراسلون بلا حدود تصدر في تقرير حديث لها أن كل أسبوع يتم اغتيال صحفي، حتى جاء تأكيد خبر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ليؤكد أن حياة الصحفيين عرضة للخطر. ففي النصف الأول من 2018 فقط قتل 36 صحفياً محترفاً.
صورة من: picture-alliance/Eventpress/Stauffenberg
خاشقجي.. جريمة في القنصلية
بعد 18 يوما من اختفائه وتصريحات متضاربة حول مصيره أعلنت الرياض السبت (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) موت الصحفي السعودي جمال خاشقجي إثر "شجار واشتباك بالأيدي" مع أشخاص آخرين داخل مبنى القنصلية السعودية باسطنبول. وتزامناً مع ذلك تم إعفاء عدد من كبار المسؤولين الأمنيين من مناصبهم وتوقيف 18 سعوديا على ذمة القضية. غير أن ذلك لم يمح الشكوك من أن يكون خاشقجي تمت تصفيته بسبب انتقاده لسياسات بلاده.
منتقد لسياسة ولي العهد السعودي
كان جمال خاشقجي قد دخل القنصلية السعودية باسطنبول ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018 للحصول على أوراق من أجل الزواج من خطيبته التركية، التي انتظرته خارج القنصلية. وبعد ساعات من الانتظار لم يخرج جمال فأبلغت السلطات، ليتم التكهن حول مصير الصحفي البارز، الذي كان ينتقد قبل اختفاءه سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
صورة من: Reuters TV
فيكتوريا مارينوفا
عثر على جثة الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا (30 عاما) في متنزه قرب نهر الدانوب في مدينة روسي مسقط رأسها. وقال ممثلون عن الادعاء العام إنها تعرضت للاغتصاب والضرب ثم قتلت خنقا. وقال وزير الداخلية ملادن مارينوف إنه ليست هناك أدلة تشير إلى أن قتلها مرتبط بعملها الصحفي. لكن وسائل الإعلام ركزت على القضية التي كانت مارينوفا تتناولها وهي قضية فساد محتملة تتعلق بأموال من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: BGNES
جان كوسياك
لقي الصحفي السلوفاكي جان كوسياك وخطيبته حتفهما بالرصاص في منزلهما، فيما يبدو بسبب تحقيقهما في التهرب الضريبي من جانب رجال أعمال. وقُتل كوسياك (27 عاما) وخطيبته بطلقات نارية في الرأس والصدر. وكان كوسياك مساهم منتظم في بوابة "اكتواليتي دوت إس كيه" ويركيز على التهرب الضريبي من قبل رجال الأعمال الذين لهم علاقات قوية مع الساسة والأحزاب.
صورة من: Getty Images/AFP/V. Simicel
دافنه كاروانة غاليسيا
حسب بيانات منظمة "مراسلون بلا حدود" يتعرض كل أسبوع في المتوسط صحفي واحد للاغتيال في العالم. وفي أوروبا ساد الغضب والاستياء بسبب الاعتداء بالمتفجرات على الصحفية الاستقصائية دافنه كاروانة غاليسيا في الـ 16 من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 في مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/L.Klimkeit
سمير قصير
في الثاني من حزيران 2005 اغتيل الصحفي اللبناني البارز في صحيفة النهار سمير قصير، بتفجير قنبلة وضعت تحت سيارته بمنطقة الأشرفية في بيروت. واغتيال قصير كان لكمّ الأفواه وقمع حرية الر\اي والتعبير، وترسيخ القمع والترهيب. إلا أنّ ما أراده من يقف وارء اغتياله انقلب عليه، فهذه الجريمة لم تكمم الأفواه وإنّما كسرت كلّ حواجز الخوف لدى اللبنانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
كارين فيشر
قتلت الصحفية الألمانية كارين فيشر في أفغانستان بتاريخ 07 تشرين الأول/ أكتوبر 2006. وقد تم العثور على جثتها وحثة زميلها التقني كريستيان شتوفه مقتولين بالرصاص في خيمتهما في شمال أفغانستان أثناء إقامتهما هناك. وقد كتبت كارين وأعدت تقارير لدويتشه فيله أيضا.
صورة من: DW
اغتيالات مستمرة حول العالم
مهنة الصحافة من المهن الخطيرة واغتيال وقتل الصحفيين لا يقتصران فقط على المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. وتعد أفغانستان وسوريا من الدول الأكثر خطرا على حياة الصحفيين حيث قتل في أفغانستان 11 صحفيا في النصف الأول من عام 2018 وفي سوريا 7 صحفيين. ورغم أن المكسيك لا تشهد نزاعا مسلحا، إلا أنها خطرة جدا بالنسبة للصحفيين حيث قتل فيها 11 صحفيا عام 2017 حسب إحصائيات منظمة مراسلون بلا حدود.