مدينة ألمانية تعلن استعدادها لاستقبال لاجئين من اليونان
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٠
بعد خمس سنوات على توافد أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا، أعلنت مدينة نويروبين استعداداها لاستقبال مهاجرين جدد، ما يشكل علامة فارقة بمنطقة في شرقي ألمانيا يسجل فيها اليمين المتطرف أفضل نتائجه الانتخابية.
إعلان
أعرب ينس-بيتر غولده رئيس بلدية مدينة نويروبين التي يقطنها 31 ألف نسمة والواقعة في مقاطعة براندنبورغ عن استعداد مدينته لاستقبال لاجئين جدد وقال لفرانس برس "لدينا مكان يتسع من 50 إلى 75 شخصا".
عند مدخل مركز المدينة، تلفت الأنظار أحرف عملاقة متعددة الألوان خُطت على جدار وتقول "التنوع هو مستقبلنا"، وينوي غولده تطبيق هذا الشعار. وأوضح أنه "عندما نرى صور (مخيم المهاجرين في اليونان الذي دمرته النيران) في موريا، فإن الأمر لا يتعلق بمناقشة القرارات السياسية الكبرى، إنها مسألة أخلاقية". وأضاف الرجل الذي الذي لا ينتمي لأي حزب سياسي "نحن بخير هنا وبوسعنا تقديم (المساعدة) للمحتاجين".
في المدينة الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمال غرب برلين، سجلت موجة من التعاطف إثر رؤية صور أشخاص يفترشون الرصيف، بعدما أتت النيران على ملجئهم البائس في جزيرة ليسبوس اليونانية.
وقررت برلين، في أعقاب ذلك، استقبال 1553 مهاجرًا، معظمهم من العائلات، عالقين حاليا في خمس جزر يونانية في بحر إيجه. وقالت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الأحد (27 أيلول/ سبتمبر 2020) إن من المقرر أن يتوجه إلى البلاد في وقت لاحق من هذا الأسبوع أول 50 لاجئا من أصل 150 لاجئا من القصر غير المصحوبين بذويهم قادمين من مخيم موريا للاجئين المدمر في جزيرة ليسبوس اليونانية.
كما من المتوقع أن يسافر مع المجموعة 20 طفلا آخر يحتاجون إلى علاج طبي إلى جانب أسرهم المقربين، حيث من المتوقع أن يصل عدد أفراد المجموعة في المجمل إلى أكثر من 140 شخصا. ووفقا للمخطط الحالي، سوف يصلون إلى ألمانيا يوم الأربعاء المقبل.
اليمين الشعبوي قوي
وتريد مدينة نويروبين أن تقوم بدورها، على غرار 173 مدينة في البلاد، منها 16 مدينة فقط في ألمانيا الشرقية السابقة. وأكد العمدة أن لديهم "أماكن متاحة على الفور" في مراكز طالبي اللجوء أو شقق في المساكن الاجتماعية. وعلاوة على الجانب الأخلاقي، فإن التحدي اقتصادي أيضا بالنسبة لهذه المدينة الأنيقة الواقعة على ضفاف بحيرة.
وشكل وصول اللاجئين قبل خمس سنوات مكسبا بالفعل لرجال الأعمال في المنطقة. ولا يزال مارتن أوسينسكي، المسؤول السابق عن 18 مركزا لطالبي اللجوء في المنطقة، يتذكر مدراء الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم الذين وجدوا فيهم "أشخاصا بإمكانهم العمل". كما أن هناك طلبا كبيرا على اللاجئين من أجل رعاية المسنين.
واستقر في المدينة بشكل أساسي السوريون والشيشان في السنوات الأخيرة، وبات الأجانب يشكلون 4,3 % من سكانها. وتقول المشرفة الاجتماعية بيات شادلر، وهي من سكان المدينة "أريد أن أعيش في مدينة منفتحة على العالم وتوفر حماية لمن فروا من الحرب أو المجاعة".
ومع ذلك، حصل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي على 20 % من الأصوات في هذه المدينة خلال انتخابات برلمان الولاية في عام 2019، فيما لا يزال اندماج الوافدين الجدد يمثل تحديا.
لم يجب كلاوس باومديك من كتلة حزب "البديل" على طلب وكالة فرانس برس إجراء لقاء معه لكن قيادة الحزب تعارض إجلاء المهاجرين من المخيمات اليونانية، معتبرة أن ذلك سيشجع "مشعلي الحرائق" الآخرين على إضرام النار أملا بنقلهم إلى ألمانيا.
وأقر فولفغانغ فريز، وهو مدرس في المدينة "بالطبع هناك صعوبات ويجب ألا ننكرها" مشيرا إلى أن بعض زملائه ليسوا مرتاحين لوجود طلاب من اللاجئين. وإضافة إلى مشاكل السكن، ينتقد السكان، من بين أمور أخرى، التحفظ الذي يظهره بعض الرجال عن تعلم زوجاتهم لغة البلد المضيف.
ع.ج/ أ.ح (أ ف ب)
نيران الجحيم ـ تاريخ مخيم موريا
تعرض مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية للحريق، وقد أصبح الوضع في المخيم المكتظ في غاية الحرج. لكن حتى قبل الحريق كان الوضع مأساويا في أكبر مخيم للاجئين في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/P. Balaskas
ليلة الحرائق
في ليلة الأربعاء (9 سبتمبر 2020) اشتعلت حرائق في مخيم اللاجئين موريا في جزيرة ليسبوس اليونانية وفي عدة مواقع. ولذلك هناك فرضية أن الحرائق اُضرمت عن قصد. بعض سكان المخيم تحدثوا عن إحراق متعمد من طرف سكان محليين. وهناك تقارير تفيد بأن لاجئين هم الذين أضرموا النيران.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Lagoutaris
على قارعة الطريق
تمكن سكان مخيم اللاجئين المكتظ من النجاة بحيث لم يُسجل موتى ولا مصابون. وحسب وسائل إعلام يونانية، فإن الكثير من الأشخاص لجأوا إلى مرتفعات وغابات بالقرب من المخيم. وتفيد تقارير مساعدين بأن آلاف الأشخاص تائهون في الشوارع ولا يوجد طعام ولا ماء وتعم الفوضى.
صورة من: Imago Images/Xinhua/P. Balaskas
فقدان مقومات الحياة
أُقيم المخيم لاحتضان 2800 شخص. وإلى حين نشوب الحرائق كان يعيش هناك نحو 12.600 لاجئ. وحتى قبل الحريق كانت ظروف الحياة كارثية. وعندما ننظر إلى هذه الصورة بعد الحريق، يظهر بسرعة جليا أنه في المستقبل القريب لا يمكن توفير حياة كريمة في المخيم.
صورة من: Reuters/E. Marcou
قريبا من تركيا
مخيم اللاجئين موريا يقع في شرق الجزيرة اليونانية ليسبوس. ولا يبعد عن الشواطئ التركية سوى نحو 15 كلم. وليسبوس هي ثالث أكبر جزيرة في اليونان وبها حوالي 90.000 نسمة. وحوالي 38.000 شخص يعيشون في عاصمة الجزيرة ميتيليني البعيدة فقط بضعة كيلومترات من موريا.
إخفاء معالم صورة المخيم على غوغل
من يرغب في مشاهدة مخيم اللاجئين موريا على خريطة غوغل من الجو فلا يسعفه الحظ. فصورة المخيم برمته تم إخفاء معالمها ولا يمكن التعرف عليه من خلالها. وردا على سؤال من دويتشه فيله DW قال موقع غوغل بأنه ليس هو من يقوم بحجب الصور، بل جهات ثالثة تنجز صور الأقمار الصناعية. ولا يُعرف لماذا تم إخفاء معالم صورة المخيم.
صورة من: 2020 CNES/Airbus, European Space Imaging, Maxar Technologies
المخيم بصورة جوية
هذه الصورة من الجو تكشف بأن المخيم توسع بشكل ملحوظ، ففي الوقت الذي يظهر فيه على صورة الأقمار الصناعية لخريطة غوغل أن المنزل بالسطح الأحمر لم يكن جزءا من المخيم، يبدو في الصورة الجوية أن المخيم يتوسع بشكل تدريجي ليشمل البناء المذكور.
صورة من: DW/D. Tosidis
نظرة إلى الماضي
تم التقاط صور لمنطقة المخيم في ديسمبر/ كانون الأول 2011. حينها لم يكن هناك مخيم موريا أو أي مخيم آخر. وعوضا عن ذلك كان هناك منشأة عسكرية. واعتبارا من أكتوبر 2015 تم في الموقع تسجيل طالبي لجوء قبل نقلهم إلى البر اليوناني.
صورة من: 2020 Google
البقاء في المخيم يطول منذ الاتفاق مع تركيا
في الوقت الذي ينبغي فيه بقاء المهاجرين في المخيم لوقت قصير ـ هذه الصورة تعود لأكتوبر 2015 ـ يستمر بقائهم في المخيم مع الاتفاقية الأوروبية التركية منذ مارس/ آذار 2016. ومنذ ذلك الوقت ينتظر طالبو اللجوء هنا توزيعهم على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أو ترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
الانتظار والانتظار ثم الانتظار...
بعد الاتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لم يعد بوسع المهاجرين الانتقال إلى الأراضي البرية اليونانية، لأن تركيا لن تعيد استقبالهم في حال وصولهم إليها. وبما أن بلدان الاتحاد الأوروبي غير متحدة فيما يخص إيواء المهاجرين، فإنهم يبقون طويلا في المخيم. ويوجد الكثير من الجنسيات في ظروف سيئة وفي مجال ضيق، وعليه لا عجب أن تحصل توترات.
صورة من: DW/D. Cupolo
عندما تتفجر التوترات
تفجرت التوترات منذ سبتمبر/ أيلول 2016 في مواجهات عنيفة أدت أيضا إلى إضرام نيران. وحينها كان يوجد "فقط" نحو 3000 مهاجر في المخيم. يومها تم تدمير أجزاء كبيرة في المخيم. وبعد أشهر قليلة من ذلك الحريق أضرم مئات المهاجرين النار في حاويات مؤسسة اللجوء الأوروبية احتجاجا على الفترة الزمنية الطويلة لمعالجة الطلبات في المخيم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schwarz
نيران وموتى
في سبتمبر/ أيلول 2019 حصل حريق إضافي كبير. حينها اشتعل بستان زيتون وفي الأثناء توسع المخيم على أرضه. وبعد 20 دقيقة من حادث البستان اشتعل حريق إضافي داخل المخيم أدى إلى وفاة شخصين: امرأة ورضيعها. وفي ذلك الوقت كان يقيم في المخيم أكثر من 12.000 شخص.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
قطع زيارة مسؤول ألماني
في أغسطس من العام الجاري زار أرمين لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا، أكبر ولاية من حيث عدد السكان في المانيا موريا. وكان ينوي في الحقيقة معاينة ما يُسمى الجانب العشوائي خارج المخيم. ولأسباب أمنية تم شطب هذه الزيارة من البرنامج. قبل ذلك تشنجت الأجواء وحصلت هتافات تدعو إلى "تحرير موريا".
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Hülsmeier
والآن ماذا سيحدث؟
مخيم مكتظ وظروف عيش مخيفة وتوترات عرقية، ثم ظهرت حالات كورونا الأولى. إنه وضع كارثي. كان هذا حتى قبل الحريق. فهل يعني الحريق الأخير زوال المخيم أم تشكل الكارثة نقطة تحول نحو توفير متطلبات حياة كريمة؟ إلى حد الآن لا أحد يمكنه الإجابة على هذا السؤال.