رغم لقاء الحريري عون.. لا مؤشرات على خروج لبنان من الأزمة
٧ نوفمبر ٢٠١٩
تتواصل الاحتجاجات في لبنان في وقت لا وجود لمؤشرات على تشكيل حكومة جديدة لإخراج البلاد من الوضع الحالي رغم اللقاء الذي جمع بين الرئيسين عون والحريري. فيما كان رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة أول مسؤول يتم استجوابه.
إعلان
التقى رئيس وزراء لبنان المستقيل سعد الحريري بالرئيس ميشال عون اليوم الخميس (السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019) دون الإعلان عن تقدم صوب تشكيل حكومة جديدة. كما أفادت مصادر مصرفية باستمرار منع معظم التحويلات المالية خارج البلاد. كما اشتكى حاكم مصرف لبنان في مقابلة مع DW من صعوبة الوضع المالي.
كما أجرى الحريري سلسلة اجتماعات مغلقة مع أطراف أخرى كانت ممثلة في الحكومة الائتلافية المستقيلة بشأن كيفية الخروج من الأزمة وتشكيل الحكومة التالية، لكن لا يوجد أي مؤشر على التحرك صوب اتفاق.
ويواجه لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975و1990 ويشهد مزيدا من الاضطرابات منذ 17 تشرين الأول/ اكتوبر بعد موجة احتجاجات لم يشهد لها مثيل على النخبة الحاكمة، مما دفع الحريري إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء الأسبوع الماضي.
رئيس مجلس النواب يرشح الحريري
وبالرغم من أن الرئيس اللبناني لم يبدأ بعد عملية المشاورات النيابية الملزمة لاختيار شخصية تكلف بتشكيل حكومة جديدة، أصر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على ترشيح الحريري مجددا. وقال بري، وهو سياسي شيعي مخضرم ومقرب من حزب الله ودمشق: "أنا مصر كل الإصرار على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة لأنه مع مصلحة لبنان وأنا مع مصلحة لبنان".
واستقال الحريري في 29 تشرين الأول/ أكتوبر، قائلا إنه استجاب للمحتجين الذين شملت مطالبهم تشكيل حكومة خالية من الساسة المتهمين بالفساد. وعقد الحريري اجتماعين هذا الأسبوع مع جبران باسيل، صهر عون ورئيس الحزب السياسي الذي أسسه.
وهاجم الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الحريري وباسيل على ما يبدو، قائلا على تويتر إنه رغم الاحتجاجات والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية "يتشاورون ويجتمعون في كيفية تحسين وتجميل التسوية السابقة التي خربت البلاد" والتي توصلا إليها في 2016.
أما زعيم حزب الكتائب، السياسي الماروني سامي الجميل فقد حذر من أن النظام المالي على شفا الانهيار، وحث على تشكيل حكومة محايدة سياسيا على الفور، قائلا إن الأطراف الرئيسية لم تدرك عمق حركة الاحتجاج الحالية، متهما إياها بمحاولة تشكيل حكومة ترعى مصالحها.
السنيورة أول الضحايا؟
في غضون ذلك استجوب النائب العام المالي رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة بشأن سبل إنفاق 11 مليار دولار خلال رئاسته للحكومة. وأصدر مكتب السنيورة بيانا ذكر فيه أن المبلغ بأكمله صرف في قنوات مشروعة.
وذكرت مصادر إعلامية أن عددا من المتظاهرين عمدوا مساء اليوم إلى تدمير أحد المطاعم في شارع الحمرا في بيروت، واعتصموا أمام منزل السنيورة، واتهموه بسرقة 11 مليار دولار بين عامي 2006 و2008. وأوردت قناة " الجديد" المحلية أن ثلاثة شبان أقدموا على تحطيم واجهات مطعم "كبابجي" في الحمرا رغم محاولة منعهم من متظاهرين آخرين، بسبب إشاعات تحدثت عن أن السنيورة يملك المطعم.
بيد أن شركة "كبابجي" أعلنت في بيان أن المجموعة يملكها توفيق جورج خويري، ولا يملكها أي رئيس أو وزير أو نائب حالي أو سابق ولا أي سهم منها.
ويشار إلى أنها هذه هي أول واقعة يجري فيها استدعاء رئيس وزراء سابق في لبنان لاستجواب من هذا النوع، وتأتي عقب احتجاجات ضد النخبة الحاكمة المتهمة بالفساد على نطاق واسع.
أ.ح/ع.ج.م (رويترز، د ب أ)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey