رغم مذكرة التوقيف .. بولندا لن تعتقل نتنياهو في ذكرى أوشفيتز
٩ يناير ٢٠٢٥
على الرغم من مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية، وعدت بولندا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بـ"الوصول الحر والآمن" إلى مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتحرير معسكر الإبادة النازي أوشفيتز- بيركيناو.
إعلان
كانت هناك تقارير تشير إلى أن مذكرة الاعتقال الدولية قد تمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من السفر إلى بولندا لحضور الاحتفالات بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير معسكر الموتأوشفيتز-بيركيناو، لكن الحكومة البولندية، تبنت اليوم الخميس (9 يناير/ كانون الثاني 2025)، قرارا وقّعه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، يتعهد بضمان "المشاركة الحرة والآمنة" لكبار ممثلي إسرائيل - ومن بينهم نتنياهو - الذين يختارون حضور احتفالات الذكرى الثمانين لتحرير أوشفيتز-بيركيناو في عام 1945 من قبل القوات السوفيتية، والذي سيقام في 27 يناير/كانون الثاني الجاري.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال في نوفمبر/ تشرين الثاني بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت وكذلك قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" إبراهيم المصري المعروف باسم محمد الضيف، لاتهامهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الصراع الدائر في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس.
ونددت إسرائيل بمذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت، قائلة إنها تصرفت دفاعا عن النفس في حملتها الجوية والبرية في غزة التي اندلعت ردا على هجوم حماس الإرهابي عبر الحدود على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويشار أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
كيف تغيرت مواقف الدول حول مذكرة نتانياهو في وقت وجيز؟
02:32
وجاء في القرار البولندي، الذي نشره مكتب رئيس الوزراء دونالد توسك، :"تؤكد الحكومة البولندية المشاركة الآمنة لقادة إسرائيل في إحياء الذكرى في 27 يناير/كانون الثاني 2025 ، كجزء من تكريم الأمة اليهودية، التي أصبح الملايين من بناتها وأبنائها ضحايا للهولوكوست الذي نفذه الرايخ الثالث".
وقال أحد كبار مساعدي الرئيس البولندي أندريه دودا في وقت سابق إن الرئيس طلب من الحكومة ضمان أن يستطيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحضور دون خوف من الاعتقال بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية.
وأعرب توسك عن غضبه وانزعاجه الواضح من مبادرة دودا. وقال توسك إن دودا كان على علم بأن الحكومة تعمل على إصدار قرار لحماية الممثلين الإسرائيليين في مراسم إحياء الذكرى.
وشدد رئيس الوزراء البولندي على أن حكومته تعترف بشكل عام باختصاص المحكمة الجنائية الدولية. وتابع توسك "هذا القرار يتعلق بإحياء ذكرى تحرير أوشفيتز. بالنسبة لنا، من المهم للغاية ألا تصبح بولندا واحدة من الدول التي تريد تحدي قرار المحاكم الدولية علانية وبشكل علني".
وكان نتنياهو قد قال قبل أسابيع إنه لم يخطط لحضور احتفالات الذكرى.
وأفاد توسك بأن وزير التعليم الإسرائيلي من المقرر أن يمثل إسرائيل، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). وذكر متحدث باسم وزاة الخارجية البولندية أيضا أنه ليس هناك مؤشر على أن نتنياهو يرغب في حضور احتفالات الذكرى، بحسب وكالة (د ب أ). وذكرت الإدارة الخاصة بشؤون النصب التذكاري أن وفودا من 10 دول أكدوا حضورهم بالفعل.
ص.ش/ع.ش (أ ب ، رويترز، أ ف ب)
إحياء ذكرى الهولوكست.. كي لا تتكرر أسوأ جريمة في تاريخ البشرية
بحلول الذكرى السنوية ألـ 75 لتحرير معسكر الإبادة النازية "أوشفيتز"، تشارك أكثر من 50 دولة في فعالية ينظمها مركز ياد فاشيم في القدس. الخارجية الإسرائيلية وصفت الفعالية بأنها "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
يشارك في الفعاليات التي تقام في أورشليم/ القدس اليوم الخميس 23 كانون الثاني/ يناير وفود من نحو 50 دولة لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لتحرير معسكر الموت في أوشفيتز. وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن التجمع في مركز ياد فاشيم لضحايا الهولوكست، يعد "أكبر حدث سياسي" منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Zvulun
يشارك في الفعالية رؤساء كل من فرنسا وألمانيا وروسيا، وكذلك ملوك إسبانيا وهولندا وبلجيكا إضافة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والأمير البريطاني تشارلز. وتعتبر إسرائيل الحضور الكبير علامة على التضامن في وقت تتصاعد فيه معاداة السامية في جميع أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Blondet
وتأتي هذه الفعاليات بمناسبة مرور 75 عاما على تحرير معسكر الاعتقالات والإبادة النازي "أوشفيتز" في 27 كانون ثاني/ يناير عام 1945 على يد القوات السوفيتية. وتقام الفاعلية تحت شعار "تذَكُر الهولوكست، مكافحة معاداة السامية"، وذلك في ظل تصاعد المشاعر المعادية للسامية.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير جدد التأكيد خلال مشاركته في الفعالية على مسؤولية بلاده في المحرقة وقال "إننا نكافح معاداة السامية، إننا نتحدى سم القومية، إننا نحمي الحياة اليهودية، إننا نقف إلى جانب إسرائيل. هذا التعهد أجدده هنا في ياد فاشيم أمام أعين العالم". وأضاف "أنحني بشدة" لذكرى "القتل الجماعي لستة ملايين يهودي، ارتكب أبناء بلدي أسوأ جريمة في تاريخ البشرية".
صورة من: Reuters/A. Safadi
ويعتبر معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتز- بيركناو"، الذي أقامه النازيون في بولندا التي كانت في ذلك الوقت قد وقعت تحت الاحتلال النازي، رمزا للمحرقة النازية (الهولوكست). مليون إنسان قضوا نحبهم في هذا المعسكر سيء الذكر.
صورة من: Holokauszt Emlékközpont, Budapest
زار أكثر من 25 مليون شخص معسكر اعتقال أوشفيتز السابق النصب التذكاري لضحايا المحرق، منذ افتتاحه للزوار في عام 1947. وحاليا يستقبل المعسكر مليوني زائر من جميع أنحاء العالم يأتون إلى هناك كل عام.
صورة من: AP
واليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة ( 27 يناير/كانون الثاني) تم اعتماده من قبل الأمم المتحدة في 1 نوفمبر 2005 لتخليد ذكرى المحرقة النازية والإبادة الجماعية التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي. وبقرارها هذا تحث الجمعية العامة للامم المتحدة دول العالم على إحياء هذه الذكرى وذلك لتجنيب الأجيال القادمة من القيام بعمال الإبادة الجماعية.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
يرفض القرار الأممي (60/7) أي إنكار للمحرقة ويدين جميع مظاهر التعصب الديني أو التحريض أو المضايقة أو العنف ضد الأشخاص أو المجتمعات على أساس الأصل العرقي أو المعتقد الديني. كما يدعو إلى الحفاظ على مواقع حدوث الهولوكست والتي كانت بمثابة معسكرات الموت النازية ومعسكرات الاعتقال ومعسكرات العمل القسري والسجون، وكذلك إنشاء برنامج دولي للتوعية وتعبئة المجتمع من أجل ذكرى المحرقة النازية. اعداد: علاء جمعة