1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رغم وجود ميركل ـ القليل من الألمانيات يقتحمن عالم السياسة

٢٥ أغسطس ٢٠١٧

بالرغم من وجود المستشارة ميركل على رأس قمة هرم السلطة في ألمانيا منذ سنوات، فإن عدد النساء اللواتي يدخلن معترك السياسة يتراجع. فعدد النساء في البرلمان قليل مقارنة بالرجال. فما هي العوائق التي تمنع دخولهن هذا المجال؟

Merkel bei CDA Veranstaltung in Dortmund
صورة من: picture-alliance/dpa/I.Fassbender

"السادة والسيدات" (بتقديم السادة على السيدات) بهذه الكلمات البسيطة افتتحت أعمال الجمعية الوطنية في فايمار في 19 شباط/ فبراير 1919. وقد تنبع أهمية هذه الكلمات أنها صادرة عن امرأة، انتخبت (وزميلاتها للمرة الأولى بشكل ديموقراطي في تاريخ ألمانيا الحديث) وهي ماري يوخاتش.  حيث حصلت المرأة على حق الانتخاب والترشيح في ألمانيا قبل ثلاثة أشهر فقط من هذا التاريخ.

وكانت ماري يوخاتش، السياسية البارزة المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، واحدة من مجموع 37 سيدة دخلن البرلمان في عام 1919، حيث مثلن نسبة 9 بالمئة من مجموع أعضاء البرلمان. والآن، وبعد حوالي 100 سنة من هذا التاريخ تذهب أصوات الناخبين لما نسبته 37.1 % للنساء وبالتالي، لا يزال تمثيلهن ناقصا في المشهد السياسي الألماني. وفي ترتيب الحصص للنساء تحتل ألمانيا المرتبة 22 من أصل 190.

 وترجح بعض الاستطلاعات الحديثة أن هذا العدد للنساء المشاركات في البرلمان الألماني "البوندستاغ"، سيتناقص بعد الانتخابات التشريعية المقبلة في 24 أيلول/ سبتمبر القادم، مما يعني انخفاض نسبة أعداد البرلمانيات عن نسبة 32 بالمئة الحالية.

ثلاثة أطفال و80 ساعة عمل أسبوعيا

هل هذا التناقص نابع عن كون المرأة ترفض دخول معترك السياسة، أم أنه من الصعب على المرأة جعل السياسة مهنتها الرئيسية؟ البرلمانية دوروته بير من الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري (CSU)، وهي عضو في البوندستاغ الحالي،  تعتقد أن على المرأة أن تثبت نفسها بقوة أكبر ويتعين عليها أن تؤكد نفسها. وتقول "هناك معضلة فالزميلات الجديدات، بدون أطفال، لا يتم أخذهن مأخذ الجد، أما اللواتي لديهن أطفالا يتم التعامل معهن بسلبية".

وتعترف بير لـ DW بأن هذه التعامل تنامى باضطراد مع قدوم أطفالها الثلاث إلى الحياة تباعا. وتقول: "لدي ثلاثة أطفال وأعمل من 70 – 80 ساعة أسبوعيا". وفي حالة وجودها في برلين وقت انعقاد الجلسات فإن هذه الساعات تمتد "خاصة أنني أكون بدون عائلتي". وتضيف "في المساء لا يكون أحد في انتظاري.

البرلمانية دوروته بير من الإتحاد المسيحي الاجتماعي CSU صورة من: Cornelis Gollhardt

وبالإضافة إلى حصة النساء، التي وضعتها اللجان المحلية للاتحاد المسيحي الاجتماعي، يوجد أيضا برامج توجيهية مثل برنامج "لدعم النساء في الحصول على المزيد" إلا أنه لم يحقق أهدافه، لأنه من المفترض أيضا أن ترغب المرأة نفسها بذلك  كما تقول بير. وتوضح بأن العديد من صديقاتها يمتلكن أطفالا ولديهن وظيفة جزئية، تتمثل بنصف يوم عمل، إلا أن العمل في السياسة يتطلب وظيفة كاملة وتفرغا، لذلك فإن العديد من النساء يرفضن هذه الوظيفة.

مزيد من النساء لمزيد من النجاح

عدد النساء في الكتلة البرلمانية للاتحاد الديمقراطي المسيحي (المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي) هو 79 امرأة مقابل 230 عضوا من الرجال. أيضا نائبة رئيس الحزب المسيحي الاجتماعي المسيحي باربرا شتام تجد أن حزبها ما زال بحاجة إلى بذل الجهود في هذا الجانب. وتقول "يجب على الحزب كله أن يعرف أنه من أجل مستقبل ناجح، علينا أيضا تشكيل واجهة الاتحاد المسيحي الاجتماعي بعدد أكبر من النساء." وتقول السياسية التي تبلغ 72 عاما بأن حزبي الخضر واليسار نجحا بتقديم أعداد أكبر من النساء ضمن تشكيلتهما، وأن النساء نجحن في فرض أنفسهن.

من جهته يرى أستاذ العلوم السياسية من جامعة مونستر فيشارد فويكه في حوار مع DW أنه على النساء محاولة استغلال الفرص، ويضرب مثلا النائبة هانلورا كرافت، رئيسة وزراء ولاية شمال الراين فيستفاليا والقيادية البارزة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، التي نجحت في تحقيق تقدم وكسب أصوات تؤهلها الفوز في انتخابات عام 2005 بالرغم من التراجع الكبير الذي مني به الحزب في أعداد الأصوات المؤيدة.

ويرى فويكه "أن الحياة العائلية والسياسية لا يمكن أن تتوافق على المدى الطويل، وذلك غير ممكن مالم يكون هناك تعاون كبير من الرجل، بأن يصبح "مدبرة منزل ومربي أطفال، وهذا لا يحدث إلا نادرا جدا". ويقول أستاذ العلوم السياسية بأنه حتى لو تحسنت ظروف العمل لدى النساء من جذبهن للعمل في السياسة، فإن هذا المجال "مسيطر عليه من قبل الرجال".

السلطة والمواضيع الحساسة

البرلمانية بير مقتنعة بهذا أيضا، فهي تصرح بأنها سئلت مرارا وتكرارا عن طبيعة عملها وعائلتها، وكيفية قيامها بوظيفتها بوجود أطفال، كما سئل زوجها (وهو سياسي أيضا) عدة مرات، إلا أنه لم يجب. ويبدوا أن الأمور تسير بنحو متفق عليه دون طرح للحيثيات بحسب اتفاق من الزوجين.

وبالرغم من هذه التعقيدات ترى بير أنه من المفيد للمرأة أن ترشح نفسها كسياسية وأن تكون حاضرة، لأنها" تختلف عن الرجل، وترى الأمور بنظرة مختلفة، قد لا ينتبه لها الرجال". وترى السياسية الألمانية أن مواضيع معينة تطرحها السياسيات مثل "التلقيح الصناعي والعقم"، وغيرها من المواضيع، لا يقوم الرجال بطرحها.

وتقول: "بكل بساطة، أناقش هذه الأمور، نظرا لحاجة المجتمع لها"، إلا أن بير متأكدة أن هذه المواضيع لن يطرحها الرجال. وتضيف "النواب الرجال لن يطرحوا مثل هذه المواضيع للنقاش، وهو أمر لا يفاجئني ، فهذه الامور لا يتكلم عنها الرجل حتى مع زميله الرجل".

ناستزيا شتراوخلير/ علاء جمعة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW